تطرقنا في مقال سابق عن الكوارث التي تتعرض لها عدن بشكل متكرر في ظل ترهل امني واداري مخيف !!! ونوهنا إلى أن الاستمرار في هكذا وضع يزرع اليأس في نفوس الناس الذين فرحوا بازاحة المليشيات الانقلابية من عدن !! منذ هزيمة الانقلابيين في عدن خاصة والجنوب بشكل عام لم تلتفت الحكومة- للاسف الشديد - الى اهم خطوة تتبع الانتصار العسكري وهي التركيز على الجانب الامني الذي يعد اهم ركيزة في حياة الناس والتنمية بشكل عام ، ومن هنا ندرك أن فرحة الانتصار في عدن والجنوب لم تكتمل كون المآسي تلف عدن والمدن المحررة والاغتيالات تطال الصغير والكبير على السواء نتيجة الاداء الحكومي المتواضع أو بالاصح الضعيف جدا ... الجميع في عدن وغيرها من المدن المحررة من الانقلابيين كان يحدوهم الامل في ان تصبح المدن المحررة نموذجا يتحذى به ومحطة انطلاق لتحرير ما تبقى من مدن يمنية في الشمال والوسط ولكن ماحدث يمثل نكسة كبيرة لذلك الانتصار الكبير الذي تحقق في اغلب مدن الجنوب !!! إلى هذه اللحظة لم نعرف سبب تلكؤ الحكومة في اتخاذ اجراءات صارمة لبسط الامن في عدن أم انها تسلك مسلك الحياد الذي كان سائدا قبل سقوط عمران وما بعد عمران ؟!!! ماسبب تلكؤ الحكومة في سحب السلاح من العناصر التخريبية في عدن والمدن الاخرى ؟؟ ولماذا لم يتم دمج عناصر المقاومة الوطنية في السلك العسكري واقصد هنا الجيش ويتم توزيعهم على المعسكرات ؟؟؟ لماذا لم يتم تقليص دور المليشيات المتطرفة من خلال الدفع بهم نحو جبهات القتال في عدة مناطق في الشمال – كتعز مثلا ؟؟ وتوعية الناس بخطر الارهاب وازهاق الارواح؟ لماذا لم يتم تشغيل جاهز المخابرات والامن السياسي وتأهيل عناصر لمتابعة كل من يخل بالامن والقبض عليه ؟؟ لماذا لم تفرض الحكومة هيبتها في الشارع الجنوبي لكي يدرك الناس ان هنالك حكومة لديها توجه قوي وجاد لاستعادة الامن والسكينة ؟؟ اسئلة كثيرة وكبيرة تدور في أذهان الناس ولم تجد اجابة ناعة من المسؤولين للاسف الشديد !!! هل نفهم أن استمرار المشاكل والاغتيالات تصب في مصلحة مسؤولين يترزقون من وراء استمرار هذا الوضع المزري أم ماذا نفهم ؟؟ كل ما نأمله من الحكومة ان تقوم بدورها الصحيح في بسط الامن في عدن وغيرها من المدن اليمنية من خلال الضرب بيد من حديد وتردع كل من تسول له نفسه الاقدام بزعزعة الامن والاستقرار أما اذا لم تقم الحكومة بدورها فتصبح شريكا اساسيا في ما يحدث في المدن المحررة من الانقلابيين . [email protected]