أجرت قناة "Zürich" السويسرية لقاءا تلفزيونيا مساء الخميس مع سيدة سويسرية اعتنقت الإسلام منذ سنوات ، وأثار ارتدائها للحجاب الإسلامي جدلا واسعا بين كثير من السويسريين في وسائل إعلامية سويسرية مختلفة. السيدة "نورا إيلي" (26 عام) أم لأربعة أطفال ، مسيحية سابقا اعتنقت الإسلام منذ العام 2006، ترتدي حاليا "البرقع" أو " الحجاب " أثناء ممارستها حياتها الطبيعية في سويسرا ، والسيدة "إيلي" ممثلة المرأة في المجلس الإسلامي الأعلى في سويسرا.
القناة السويسرية استضافت السيدة إيلي وتركت لها المجال توضيح موقفها من ارتداء "الحجاب" ، كما تركت المجال للمشاهدين الاستفسار حول الحجاب والإسلام وموقف الإسلام من المرأة وحقيقة ما يشاع عن ارتباط الإسلام ببعض أعمال العنف والإرهاب التي تنفذها قوى متطرفة محسوبة على الإسلام .
النقاب عبادة وفي ردها على موجة انتقادات لموقفها من ارتداء النقاب ، رأت أيضا أنه وفي بلد يحترم حرية الأديان مثل سويسرا فإن من حقها ممارسة ما تقتنع فيه وفقا للعقيدة التي اعتنقتها ، لكنها قالت أن هناك مسلمات لا يرتدن البرقع ، مرجعة ذلك لروايات أخرى وردت في الإسلام .
وتضيف " النقاب هو جزء من العبادة الإسلامية ، إنها ليست إلزامية ويتم ارتداؤها في الواقع هنا في سويسرا بنسبة ضئيلة" .
وعن ارتباط الإسلام بأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، قالت السيدة إيلي " أن العنف موجود في جميع السياقات ، ومارستها طوائف مسيحية ويهودية وشيوعية ، لكن الإسلام كدين يرفض العنف وقتل الأبرياء". الإسلام استمرار للمسيحية
وفي يناير من السنة الحالية نشرت صحيفة "Blick" السويسرية استفسارات لعشرات من النساء والرجال السويسرين قدموها للسيدة "إيلي" للإجابة عليها ، وتنوعت استفسارات السويسريين بين السؤال عن طبيعة الحجاب وارتدائه وما قد يشكله من تضييق على تحرك المرأة وعلاقة الحجاب بالدين ، وبين الإسلام وعلاقته بالواقع السويسري وبالديانات الأخرى ، وعن أسباب هجرة المسلمين لسويسرا.
وحول ما إذا كانت ترى أن الإسلام هو الدين الحقيقي الوحيد قالت السيدة إيلي "كل رجل يصف دينه دين الحق. لذلك أنا أقول دائما أن الإسلام هو دين الحق بالنسبة لي".
يسأل أحدهم السيدة "إيلي" لماذا تعتقدين أن الناس لديهم الكثير من الخوف حيال الإسلام؟ تقول "إيلي" : متأكدة أن التظليل هو المشكلة، أيضا العلاقة بين اللجوء والإسلام من قبل السياسيين".
قالت "إيلي" أن المرة الأولى الذي تأثرت فيه بالإسلام كان عند سماعها صوت "الأذان" للمرة الأولى" أثناء تواجدها في دبي ، وبدأت بعد ذلك بقراءة مختلف الكتب التي شكلت لديها نضج، وأكسبتها المعرفة وناقشت لديها الإيمان ، وتضيف " كانت هذه عملية طويلة".
وعن موقفها من الدين "المسيحي" قالت "إيلي" : كنت مسيحية قبل أن اعتنق الإسلام، وتشاركت طويلا مع المسيحية. بالنسبة لي، الإسلام هو استمرار للمسيحية".
حرية التدين
توبي آلجزر، يتسائل لماذا تعيش "إيلي" في سويسرا، إذا كانت قد تأثرت بالدين والثقافة من العالم الشرقي؟ ، ترد إيلي " سويسرا هي وطني ، لقد نشأت هنا، والدي يعيش هنا، وأنا أحب سويسرا كثيرا من عدة جوانب. من بين الأمور الأخرى الجبال، البحيرات الجليدية ، وأماكن التزلج في فصل الشتاء.
وعن رد فعل المسلمين في سويسرا ما إذا ألغت سويسرا حرية التدين ، قالت إيلي " هذا سيكون انتهاكا لحقوق الإنسان، إذا ارتكب في سويسرا". تجدر الإشارة إلى أن الكوفندرالية السويسرية لم تمارس أي انتهاكات أو ضغوط بحق النساء المرتديات للحجاب ، وفيها مساحة كبيرة لحرية التدين والاعتقاد، بعكس ما هو حاصل في دول أوروبية أخرى ، ويمكن للزائر أن يلحظ تواجد نساء مسلمات يرتدين الحجاب الذي يلتف حول الوجه ، بينما تبدو ملاحظة نساء يرتدين "البرقع" نادرا للغاية ، في مجتمع ترتدي فيه النساء الملابس الأوروبية القصيرة. من إياد الشعيبي
* سلسلة تقارير "من سويسرا" خاصة لصحيفة وموقع "عدن الغد"