19 مارس 2015 يوم لن ينسى في ذاكرة الجنوبيين وينبغي أن يظل راسخا في ذاكرتهم شاهدا على عدة أحداث مهمة حددت كثير من ملامح الجنوب فيما بعد هذا اليوم الجميع يتذكر الهبة الجنوبية بقيادة اللجان الشعبية التي أعلنت هويتها الجنوبية عبر بيان ألقاه القائد الشاب علي الصمدي قبل هذا التاريخ ليكون استشهاده أحد أحداث 19 مارس 2015 والذي يعتبر هذا الحدث مع استشهاد المهندس خالد الجنيدي من أهم الأحداث التي غيرت مسار العمل الجنوبي وفي هذا التاريخ تم القضاء فيه على قاتل الجنوبيين في ساحات المظاهرات الأمن المركزي الذي شكل كابوسا للجنوبيين بسبب وحشيته في التعامل مع المتظاهرين على مدى سنوات .... بدأت اللجان الشعبية في عمل جنوبي جبار وتعاون معهم فيه جميع أبناء عدن والجنوب ورسمت صورة من التلاحم البطولي الجنوبي ضد قوى القمع والاحتلال.. وبنفس هذا اليوم قصفت طائرات الجيش الاحتلالي التي سيطر عليها المتمردون في صنعاء وحليفهم المجرم صالح مدينة عدن بكل صلف وتحدي وجبروت واستفزاز للداخل والخارج ..لكن إرادة الجنوبيين كانت أكبر من رغبة المحتلين فصمد أبناء الجنوب رغم وجود المعسكرات والقصف الجوي والمدفعي والقنص لكل من يسير واعتلت القناصة المباني لقتل الناس وإخضاعهم لاحتلال جديد أسوأ من احتلال 94 ...توالت الأحداث مباشرة ومنها دخول قوات الانقلابيين وحلفاء صالح إلى العند واحتلال المعسكر من خلال انقلاب نفذه ضباط وجنود المعسكر بعد أن وعدوا وزير الدفاع الذي تم اعتقاله ومعه العميد فيصل رجب وشقيق الرئيس ناصر منصور . كل تلك الأحداث كانت سريعة مرتبطة ب 19 مارس حيث كانت سببا في تدخل دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ففي ليلة 26 مارس أعلن الأشقاء التدخل بقرار تاريخي من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز واستمرت المعارك على الأرض واستمر حصارهم لعدن والمحافظات الجنوبية عدة أشهر فصمدت كل المدن ورفضت أي تواجد لتلك الجماعات وتحمل أبناء الجنوب كل أنواع المعاناة من تشرد ونزوح وعدم توفر الماء والكهرباء والغذاء والدواء وانتشار الأوبئة حتى تحررت الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة بتكاتف جنوبي لامثيل له وبدأت الحياة تعود تدريجيا ....و ستنجح عدن والجنوب بتكاتف الجميع وإدراكهم بما يخطط له العدو وطريقة عمله بإحداث فتنة وتفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي. . ما مثله ذلك التاريخ والأحداث التي تلت كان رسالة اختلفت كثيرا عما كان عليه الشمال عندما تساقطت المدن واستسلمت الواحدة تلو الأخرى على عكس ماحدث في الجنوب ومر عام حتى أثبتت صناديد الجنوب لحمتها وتكاتفها وتمثل ذلك ففي استشهاد عدد من الشهداء في بيحان ينتمون إلى عدة مناطق جنوبية ...
ستعود الجنوب دولة مهما كانت العراقيل ومهما حاول الخصوم أن يزرعوا من الفتن بيننا فقضية أبناء الجنوب لن تخسر ولن تتكسر أمام محاولاتهم وليتعظ الجميع أن من يقتلنا في عدن ليس مجهولا ...فنحن نقتل بشعار الوحدة أو الموت الذي رفعوه ووضعوه منهج عمل أمامهم وتوعدوا الجنوبيين بالقتل والتفجير أكثر من مرة وسنصمد وننتصر.