بوتيرة عالية غير مسبوقة وخطة أمنية طارئة ومدروسة تمت عملية فرض الأمن وطرد العناصر الخارجة عن القانون ؛ لتفرض المقاومة وتشكيلات الجيش بدعم التحالف العربي سطوتها وهيبة الدولة ضد العناصر التي أضرت بالصالح العام وحق المواطن في السكينة والأمن والسلام ، وكانت بداية الحملة قد انطلقت في مدينة المنصورة بالعاصمة عدن وتوالت خطط الحملة بمراحلها المعلن عنها عبر قيادة السلطة التنفيذية والقيادات العسكرية الأمنية في العاصمة عدن! ومحافظتي أبينولحج . ولم تمر أيام على انتصارات الأمن والمقاومة في حوطة لحج حتى انطلقت الحملة العسكرية في زنجبارأبين! تزامناً مع تقدم الأمن والمقاومة في أقصى الشرق بحضرموت! وللأسقاط الأولى في محاولة للوصول إلى استيعاب أسباب نجاح الحملة العسكرية أولاً ؟ وما هي حقيقة الحجم الحقيقي والوجود التي كانت تمثله تلك الجماعات ثانياً ؟ منذ نشأتها وصولاً إلى نتائج انهياراتها اليوم أمام ضربات الأمن والمقاومة ! وثالثاً أصداء الرأي العام الداخلي والخارجي الذي اهتم منذ البداية ومازال يتابع ويراقب عن كثب كل ما يتعلق بالحملة العسكرية التي تعتبر سابقة بكل المقاييس والمعايير السابقة !
وعند محاولتنا استقراء أسباب النجاح للحملة العسكرية نجد أنفسنا أمام متغيرات جديدة أفرزت واقعاً جديداً بعد نتائج نصر يوليو على القوى الانقلابية الشمالية في الجنوب! والتي بموجبها انتجت نتائج النصر تشكيلات قوة عسكرية جنوبية قادمة من صفوف المقاومة الجنوبية وقياداتها! ذات كفاءة وطنية حازت ثقة القيادة السياسية وثقة دول التحالف إبان حرب مارس وهي تنتصر لترابها الوطني ولقضيتها ولدورها القومي الرافض لتدخلات إيران في المنطقة التي استخدمت قوى الانقلاب الشمالية! بعد أن أسقطت صنعاء والشمال! وظنت بأنها تستطيع إسقاط الجنوب!
وهذه المعادلة المنتصرة نالت بجدارة واستحقاق تولي مسؤولية السلطة التنفيذية في العاصمة عدن وسائر المدن المحررة و إلى قبل حرب مارس يكاد يكون هناك وعي جمعي مجتمعي جامع يعلم كيف تعاملت سلطة نظام صنعاء أمنياً وعسكرياً مع هذه الجماعات التخريبية طيلة زهاء العشرون عام وأكثر! فمن تسليم للمدن وإدارتها المحلية إلى تسليم المعسكرات والمراكز الأمنية إلى إخلاء النقاط العسكرية ؛ لتسهيل العبور والانطلاق دون اعتراض عن طريق قيادات عسكرية شمالية !لإشعال حروب لا تنتهي وليس لها حقيقة تسعى لفهمها واستيعابها في حالة أقرب لسياسة الأرض المحروقة ! إذ كانت القيادات العسكرية الشمالية تطيل من أمد تلك الحروب!
و إلى هنا نصل لاستنتاج إسقاطنا الأول لنستنتج السبب الحقيقي الأول لنجاح الحملة العسكرية القائمة اليوم والذي يفيد إيجازاً مبسطاً سبب النجاح الذي يكمن في قيادة الحملة العسكرية إذ تقودها قيادات عسكرية جنوبية موحدة الهدف والانتماء تدرك أهمية القضاء على هذه الجماعات التي صنعتها صنعاء! وللإسقاط الثاني حول نشأة وحجم تلك الجماعات وما تمثله اليوم ؟ فمنذ إعلان اليمن الجديد في مايو تسعين ونظام صنعاء قد جهز ملف زرع تلك الجماعات في أكثر من منطقة جنوبية تحديدًا أبين-شبوه! مستغلاً عودة الكثير من تلك العناصر بعد نهاية الحرب الافغانية! ساعياً لتعزيز نقاط القوة التي تأتي ضمن مخطط السيطرة والالحاق لكل ما هو جنوبي لاحقاً! فمن عمليات اختطاف السياح إلى الاغتيالات والتصفيات الجسدية كان لتلك الجماعات بصمات أكدتها الدلائل في أكثر من مرحلة !وأكبر دليل مادي كان تحالف تلك الجماعات مع صالح في حرب صيف أربعه وتسعين! وحجم تلك الجماعات كان مخططاً ومدروساً في الدعم والتسليح وتكاد تكون كتائب قتالية تعمل حسب أجندة المصالح والجو السياسي العام القادم من صنعاء والشمال!
إلا أن الظهور الأبرز لتلك الجماعات التخريبية المنضوية تحت بند مصطلح الارهاب عالمياً! كان فور اندلاع حرب صالح مع شركائه القبليين من آل الأحمر في الحصبة ومحيط قيادة فرقة شريكه الخارج عن الطاعة! لتسقط زنجبارأبين في ساعات بيد القاعدة ! لخلط الأوراق والتعويل على البقاء لصالح وحرسه العائلي في سده حكم النظام! وبعد أن أحال صالح الثورة إلى أزمة بتحالفاته وتحريك ملف الارهاب تم التوقيع على المبادرة الخليجية والتي جاءت بالرئيس هادي وعلى الفور قام هادي بتعيين قيادات عسكرية جنوبية لتحرير أبينزنجبار وقام بعزل كل القيادات العسكرية الشمالية ! لتبدى عملية السيوف الذهبية بقيادة القائد العسكري الجنوبي "سالم قطن" ومعه اللواء "الصبيحي" واللواء "فيصل رجب" لتحرر زنجبار في أقل من أسبوع!
ونستنتج من إسقاطنا الثاني حول الحجم الحقيقي لهذه الجماعات بأنه ليس محدداً بل يأتي حسب ما تقتضيه معطيات أجندة صناعها تصاعدياً وتنازلياً ! ولولا أن نظام صنعاء سهل لتلك الجماعات أسباب ديمومة البقاء لتنفيذ مخططاته وأجندته لما كان لهذه الجماعات وجود منذ عملية السيوف الذهبية التي كانت جنوبية بامتياز!
ولاستنتاج إسقاطنا الثالث حول الرأي العام الداخلي والخارجي للحملة العسكرية قبل انطلاقها وبعد انطلاقها فمنذ الانتصار على القوى الانقلابية في يوليو 2015م والشارع الجنوبي غاضب من عودة تلك الجماعات فور انتهاء الحرب في أكثر من منطقة خاصة وأن الحدث الأبرز سيطرتها على مدينة المنصورة !والتي كانت بمثابة نقطة تحول في مسار تلك الجماعات! إلا أن المواطنين وطيلة فتره الانفلات الأمني لم يفقدوا ثقتهم بالسلطة التنفيذية في العاصمة عدن وسائر المدن المحررة وفور إن انطلقت الحملة العسكرية في المنصورة وأصداء نجاحها قد تصدرت آرائهم في أكثر الوسائل متابعة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بمئات الآلاف المواد الخبرية التي تؤكد وجود إجماع وارتياح كبيرين لدى المواطنين .
كذلك الحال عبر وسائل إعلامنا الجنوبية التي أفردت مساحات إعلامية رئيسية في الصحف كعدن الغد وعدن تايم والأمناء وصحف أخرى كذلك المواقع الالكترونية الأهلية والخاصة ، وكلما مضت الحملة قدماً ازداد صدى الترحيب والتأييد الشعبي للحملة العسكرية . وكرأي عام خارجي عربي وخليجي ودولي خصصت الكثير من القنوات الاخبارية تغطيات اخبارية متعاقبة حول تطورات ومجريات الحملة العسكرية الجنوبية ضد الجماعات التخريبية .
وعبر الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين العرب عن مثار تساؤلات حول سرعة نجاحات الحملة اليوم حين أنه في السابق كانت تظل الحروب ضد هذه الجماعات فترة أطول دون أن تحقق الدولة اليمنية أي انتصار يذكر ضد هذه الجماعات! بيد أن الكثير منهم وتحديداً اخوتنا في دول الجوار قد جاءت إجاباتهم واضحة وقوية وصريحة مفادها أن الجنوبيين يكنسون ما تبقى من عوالق وإعاقات نظام صنعاء الذي كان يستخدم تلك الجماعات من أجل مصالح سياسية تخدمه ! وتصور الجنوب على أنه حاضن وبؤرة راكدة للإرهاب والتطرف!
ونستنتج من إسقاطنا الثالث حول الرأي العام الداخلي والخارجي بأن الجنوبيين أكثر من أي وقت مضى باتوا يدركون ماهية الطريق نحو مستقبل أفضل! وبأن الأشقاء في دول الجوار والعالم ككل بات يدرك أكثر من أي وقت مضى أن النظام السياسي اليمني السابق للمخلوع كان يجيد دائماً إلى ما قبل سابقة العرب التاريخية عاصفة الحزم كان يجيد الكذب على العالم!!!