حينما نتأمل في التعاقب السلطوي بعد تحرير وتطهير العاصمة الجنوبية عدن من براثم المليشيات الشمالية الغازية و تم إلحاق الهزيمة بها من قبل المقاومة الجنوبية التي خاضت حرباً أسطورية طيلت (118) يوماً دون هوادة وكان على رأس تلك المقاومة الجنوبية بمعركة يوم الغضب الشهيد البطل اللواء جعفر محمد سعد رحمة الله عليه الذي تم تعيينة محافظاً للعاصمة عدن وكان وهناك ارتياح وتأييد شعبي من قبل ابناء عدن بتوليه رئيساً لسلطاتها المحلية ومن ذلك الارتياح والتأييد الشعبي انطلق نحو المؤسسات الحكومية التي انتاجيتها العملية لها اثر مباشر على الحياة المعيشية للمواطنين والقضاء على الأزمات مفتعلة وحقق اول نجاز عملي بفصل واستغلالية منشآة مصافي عدن عن للمركز الرئيسي لشركة اليمنية للنفط بصنعاء وتبعها باجراء تغيير في قيادة مكتب التربية والتعليم فكانت إدارته تعتمد على انتقاء الكوادر بمعيار الانتاجية للعمل بعيداً عن الثقة بالاشخاص الذين شاركوه القتال بمعارك تحرير وهم لا يجيدون المهارات والقدرات الادارية فلم يعطي لتلك الثقة نصيباً بتولية الموثوقين هرم سلطات مؤسسات عدن ، وذلك توجه لم يروق لاعداء الجنوب و عدن خاصة فكان تكلفة باهضة الثمن وأودت بحياته شهيداً قبل تحقيق احلام ابناء العاصمة عدن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بالمؤهل والخبرة والكفاءة والنزاهة والمصداقية والشفافية من اجل ان ترتقي الخدمات الحكومية وتسهم بالتنمية المستدامة لتحسين الضروف المعيشية للمواطنيها .. وبعد رحيل الشهيد جعفر السلف جاء اللواء عيدروس الزبيدي خير خلف مخافظاً للعاصمة عدن وابتهجت الجماهير الجنوبية عامة وعدن خاصة فرحاً و سروراً بتولي الزبيدي رئيسا لسلطاتها المحلية ، على أمل أن يحذوا حذوا محافظها السلف لكن الخلف الزبيدي سيطرة عليه مسئلة الثقة برفاق النضال السلمي و رفاق المقاومة بعد ان انصدم بالواقع المرير بقيادات المقاومة التي كانت تسيطر على المرافق الحيوية الواقعة تحت حمايتها الامنية بالعاصمة عدن وكذا معظم القيادات للمكاتب التنفيذية التي لم تتعاطى معه بمسئولية ولم تمتثل لسلطته الاشرافية ، وايضا التبعية الحزبية للاحزاب اليمنية المعارضة على تولي قيادات حراكية مفاصل السلطة بالمحافطات الجنوبية وحركة خيوطها العنكبوتية المستشرية بالمؤسسات لاختلاق الازمات وجره الى مربع الفشل ،، مما دفع بالمحافظ عيدروس الى زاوية التمترس خلف الثقة والموثوقية بمن يكن فيهم ثقته ، وقام باستجلاب مقاومة من ضالع قوامها (2000) مقاوم واعاد انتشارها بالمرافق الحيوية بميناء التواهي والحاويات وبعض المؤسسات المهمة من باب اثبات نجاح بالسيطرة الحكومية على تلك المرافق وامتثالها تحت سلطاته فهذا من ناحية الامنية ونحن نؤيد ذلك توجه بشرط ان يكونوا ظمن القوات النظامية بعيداً عن تبعية الشخصية لشخصكم الكريم.
و اما في ناحية المرافق الحكومية المدنية ابتداء بالادارات العامة في ديوان السلطة المحلية بعدن وقام بتعيين رفقاء النضال في ادارات ديوان المحافظة على معيار الثقة بالشخوص المناضلين دون الاخذ في الحسبان الى معيار القدرة والمهارة والخبرة والمؤهل والكفاءة وقد سبق للعاملين مزاولة عمل اداري يكمنهم من انتاجية العمل بتوليهم تلك المناصب ، ومن هنا تاتي نظرية من يرئس سلطة من حقه ان ياتي بالطاقم الذي يثق به في فترة سلطته ، وهذا ما جعل جميع مؤسسات العاصمة عدن خارج اطار التغيير في قياداتها التنفيذية نظراً للبحث الجاري عن الموثقيين واغفل انتاجية العمل ، فليس من الضرورة ان يكونوا مدراء المكاتب التنفيذية بعدن موثوق بهم شخصيا بل يجب ان تكون هناك ثقة في قدراتهم على انتاجية العمل وتفعيل دور الاجهزة والادوات الرقابية على سير اعمالهم ، ونلفت نظر محافظ عدن بان إي موظف بمرافق عدن لديه طموح بتولي قيادة المرفق الموظف فيه وفقا لقانون شغل الوظائف فلا تقضي على طموحهم لمجرد الثقة بان ياتي مدير عليهم من مرافق اخرى او على ثقة الزبيدي برفاق النضال دون مواكبة انتاجية العمل بذلك المرفق الحيوي بالعاصمة عدن..