يحتاج الأمن لنهج شامل الإمكانيات والتطبيق يتضمن القانون وتغليظ العقوبات , وإلى كادر وطني مؤهل علميا و نفسياً وتعاون المواطن , ولا تقتصر مهنة الأمن على الرجال, إذ أصبحت المرأة في كل دول العالم تعمل إلى جانب الرجل في أجهزة الأمن المختلفة , التي باتت تعتمد على العلم والعقل والتكنولوجيا والمهارة وليس على السلاح والعضلات فقط , خاصة مع تطور وسائل الجريمة من اتصالات وأسلحة وأساليب التخفي وتجنيد الشباب من خلال التقنية ودخول العنصر النسائي المتطرف بقوة مع الذكور إلى ساحة الإرهاب والجريمة المنظمة , ومشاركتها في تقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والبشري للمنظمات الإجرامية والإرهابية , مستغلة الخصوصية المجتمعية التي تحميها من اللمس والتفتيش , الأمر الذي يتطلب حضور مكثف وذكي لعنصر الأمن النسائي في أجهزة الأمن الداخلية و إلى ذهنية نسويه , لأنها لأقرب والأسهل للتعامل معها وكشفها والحد من تطرفها . بعض الناس تقف ضد عمل النساء ولا تتقبل فكرة وجود عناصر نسائية في الشرطة أو في أي أجهزة أمنية أخرى , فمن و جهة نظر هؤلاء الناس , أن هذا الأعمال يتعرض فيها الإنسان إلى الضغط النفسي الكبير وتواصل خطر مع الأشخاص الذين انتهكوا القانون من جناة ومجرمين وإرهابيين وهذه أسباب تجعل المهنة صعبة التحمل ومجازفة بالنسبة للمرأة وسهلة على الرجل , ولكن هؤلاء يتجاهلون , أن وجود الشرطة النسائية مرتبط بحقوق المرأة وضرورة ذات بعد إنساني وأمني وأخلاقي , وفي الجنوب قبل الوحدة كان العنصر النسائي في سلك الأمن ضرورة لمراعاة حقوقها وللقيام بمهام أمنيه وخدمية وتأمينية , و الاستعانة بالمرأة في الأعمال الشرطية والأمن ليس بالحديث على الجنوب و حضورها في فترة ما قبل الوحدة حقق نجاحاً باهراً في العديد من مجالات العمل التي تم الدفع فيها , حيث كانت الشرطة النسائية تضم خريجات الجامعات الحاصلات على المؤهلات العليا أو من لا يقل مؤهلها العلمي عن الثانوية العامة بهدف وجود عناصر الشرطة النسائية في الإدارات التي لها علاقة بخدمات الجماهير , كالسجل المدني , المرور ورعاية الأحداث , والمؤسسات العقابية , ومكافحة جرائم الآداب , النيابة , مصلحة الجوازات , وفي أمن مطار عدن والسجون , وعلى الرغم من أن الجنوب ألان يشهد حالة من الاضطراب الأمني إلا أن الكادر النسائي الأمني الجنوبي لازال يواصل تقديم خدماته بكل شجاعة إلى جانب إخوانهم من رجال الأمن , فتجدهن واقفات شامخات في بوابات المراكز التجارية، وأماكن التسوق (المولات) حيث حقق توجدهن كعناصر آمن حالة من الردع تجاه كل من لديهم ميول للسلوكيات المنحرفة , و كذلك تجدهن مع الجيش والمقاومة في نقاط تفتيش دخول الوزارات والسيارات وجميعها خدمات أمنية تسهم في حفظ الأرواح والممتلكات والخصوصية ومحاربة الإجرام والإرهاب . لا يوجد إرهاب رجالي وأخر نسائي وعلى مؤسسات الأمن الداخلية أن تكون جاهزة ويقظة و أخد الحيطة والحذر لاحتمالات الإرهاب القادم من بعض النواعم ومن الإرهابيين الرجال المتنكرين بزيهم , الذين لازالوا يتخفون في شكل خلايا نائمة و ذئاب منفردة, وأن تتجه حاليًّا هذه المؤسسات إلى التوسع في قبول العنصر النسائي في أجهزة الأمن وتوظيف المئات من النساء للقيام بمهام تأمينية وأمنية في كل نقاط التفتيش و المنافذ وفي كل نقطة يتواجد فيها رجال الأمن بحيث يكون هناك غرف أو عربات خاصة مجهزة كالغرف المنزلية سهلة التنقل لعمل المرأة في التفتيش , والتفتيش الفجائي على الطرقات , وإنشاء وحدة استخبارات نسويه تقوم بدوريات بهدف الكشف عن هوية رجال يلجأون إلى التنكر بأزياء نسائية من اجل التخفي و التحرك بحرية لتنفيذ أعمال إرهابية و تجنب الكشف أثناء المرور عبر حواجز الأمن . كما يجب إيجاد قنوات وآليات اتصال وتعاون بين العنصر النسوي المدني و الأجهزة الأمنية في المجال ألمعلوماتي ولاستخباراتي تخضع لسرية تامة وكتمان امني , إضافة لذلك يجب إلحاق عناصر الأمن النسوية بدورات أمنية مكثفة داخلية , وإرسالهن إلى الخارج للدراسة وكسب الخبرات والمهارات بشرط أن الاستراتيجية الدراسية والتدريبية والتجهيزية للمرحلة المقبلة يجب أن تكون قائمة على الاهتمام بالمؤهلات والنوعية والكيفية على حساب الكم , لخلق كادر أمني نسائي مميز قادر على تحقيق الأمن التقني مواكب للمتغيرات التي تتطلب التطوير في المنظومة الأمنية في جانب التفتيش والكشف والبحث مع مراعاة واحترام للقيم والعادات والتقاليد والخصوصية ,التي تُخترق من قبل التطرف و الإرهاب . وما حصل من تفجير في عقبة عدن الإرهابي, في يناير من هذا العام دليل على ذلك , ويعزز بنفس الوقت من الدور والمسئولية الدينية والاجتماعية والوطنية ,الذي يلعبه العنصر الأمني النسائي في فضح وكشف عناصر الإرهاب والإجرام التي تستغل مبدأ احترام المرأة وخصوصياتها , التي لا تمس ولا تنتهك بعدم تفتيشها من قبل رجال الأمن , وتفاصيل التفجير الذي وقع بالنقطة تقول , قامت شرطية من عناصر الأمن النسائي في النقطة بإيقاف إحدى السيارات واتضح بعد ذلك أن على متنها شخصين احدهم يرتدي ملابس نسائية وعندما باشرت التفتيش تم اكتشاف أن السيارة مفخخة , ولكن يد الإرهاب كانت أسرع , حيث قام الشخص الذي كان يقود السيارة بتفجيرها واستشهد في ذلك الحادث الإرهابي مجموعة من امن النقطة من ضمنهم عنصر الأمن النسائي , واتضح بعد ذلك أن السيارة كانت في طريقها إلى هدف أخر لولا يقظة امن نقطة العقبة من الرجال والنساء , وكذلك حادثة المجموعة النسائية المكونة من يمنية و أربع سعوديات ، التي لهن علاقة بقضية اختطاف نائب القنصل السعودي بمدينة عدن عبدالله بن محمد الخالدي , وأخيرا الخبر الساخن القادم من يافع , الذي يشير إلى مقتل شخص يرتدي زيا نسائيا , والخبر الاسخن حول محاولة تفجير فاشلة نفذها انتحاري أيضا يرتدي زيا نسائيا , استهدفت البوابة الخارجية لسور منزل مدير عام شرطة عدن .