اثناء تصفحي لبرنامج " فيسبوك " قرأت منشور لأحد اصدقائي الاعزاء وفيه مقولة لفتت انتباهي وكان وقعها على نفسي وقعا لا حدود له حيث جلست لحظات ولحظات اتأمل قوة كلماتها التي تحمل فكرة منطقية وصادقة ومن وجهة نظري والكثير سيؤيدنا على ان نسبة حقيقتها مئة في المئة . المقولة هي لشخصية عالمية تاريخية معروفة ، لرجل مناضل بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ترك ملذات الحياة ورفاهيتها وايضا تخلى عن مهنته المستقبلية الشريفة في الطب فقد كان طالبا في كلية الطب في جامعة بونيس آيرس الذي تخرج منها عام 1953 وذهب برفقة اصدقاء له من بلد اخر ولدتهم امهاتهم احرارا يحملون هم وطن ويريدون تحريره من طغاة مستبدين . فمن لا يعرف المناضل " تشي جيفارا " الذي ضحى بحياته في سبيل الدفاع عن الحق ضد الظلم والاستبداد . فالحديث عن جيفارا يطول ويطول حتى نشعر ان الحديث عنه لا اخر له ، وليس باستطاعة احد ان يختزله في كتاب واحد او اثنين بل يحتاج الى كتب ضخمة ومجلدات لان نضالاته وتضحياته لا تقتصر على جيل واحد فقط انما تحكي قصص وملاحم نضالية لأجيال وأجيال وكما قال المناضل الليبي عمر المختار عندما صدر فيه حكم الاعدام شنقا من قبل الاستعمار الايطالي " سيكون عليكم ان تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه اما انا فان حياتي ستكون اطول من حياة شانقي " وبالعودة الى مقولة جيفارا والتي هي سبب رئيسي في كتابة مقالي هذا فهي تقول " ان الحق الذي لا يستند الى قوة تحميه فهو باطل في شرع السياسة " لقد صدق تشي جيفارا في هذه المقولة ومذ ان قالها والى اليوم وجميع دول العالم تمارس شرع السياسة التي اشار اليه جيفارا ، وخير ما يبرهن حقيقة مقولته هذه هو شعب الجنوب الذي يملك الحق في تقرير مصيره واستعادة دولته ولكن بما ان ثورته سلمية منذ انطلاقتها في 2007 م ولم تستند الى قوة تحميها اصبحت ثورة باطلة في نظر شرع السياسة العالمي . اصبحت على قناعة تامة بان دول العالم لن تتخاطب مع شعب الجنوب الا بلغة القوة ، فالمسيرات السلمية والمهرجانات لها تأثيرها بكل تأكيد ولكن تأثير محدود لا يغير من الواقع شيء . صحيح ان ثورتنا السلمية عرفت العالم بقضيتنا ومطالبنا الشرعية ومع هذا لم يحرك العالم ساكنا عندما قام المحتل بقتلنا وقمعنا خلال السنوات السابقة من نضالنا السلمي . لقد كان شعب الجنوب خلال فترة نضاله السلمي غير قادر على ان يستند الى قوة تحمي ثورته وتحمي ارضه من بطش المحتل وجبروته ولو انه كان قادر على ذلك لما اختار السلمية منهج لثورته ، ولكن اليوم سنحت له فرصة ذهبية والفرص قد لا تتكرر ، فما على قادته وساسته الا ان يسخرون كل جهودهم لبناء قوة عسكرية جنوبية خالصة ، فاحداث الحرب الاخيرة قد اثبتت ان المقاومة الجنوبية قوة ضاربة اعتمد عليها التحالف لمواجهة الميليشيات الحوثفاشية على ارض الجنوب وكثير ما اشاد بصمودها الاسطوري الاعلام العربي حتى ان بعض مثقفي الخليج والعرب قالوا ان الفضل يعود لها في تحجيم التدخل الايراني في المنطقة . فاليوم دول الخليج بحاجة لنا اكثر مما نحن بحاجة لهم لاستئصال سرطان الارهاب قبل ان يستشري واستتباب الوضع في المنطقة بشكل عام ، ولهذا عندما يرون تمسكنا بأهداف ثورتنا وإصرارنا على حق تقرير مصيرنا سوف يرضخون للأمر الواقع وسيكون دعمهم لنا من باب " تبادل المنافع المشتركة " وحينها سنخاطب العالم باللغة التي لا يفهم غيرها .