لا أقول إن وضع النظافة في مدينتنا عدن في مستوى الطموح .. لكني أقول هذا هو الممكن بل وأعلى منه في ظل الإمكانات المتوفرة والأوضاع الاستثنائية للبلاد . وإذا كان لنا من كلمة هنا فهي لأحق الناس بها ولاسيما في هذا المقام وفي المقدمة محافظ عدن اللواء عيدروس قاسم الزبيدي والمدير العام التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة المهندس قائد راشد أنعم ونائبه للشؤون المالية والإدارية نبيل غانم أحمد الذين يقفون بدأب وإخلاص وراء كل هذه الجهود الطيبة والماثلة للعيان . أقول هذا لسببين اثنين: الأول وأنا أتذكر وضع النظافة في زمن بداية التسعينات ، وكانت الميزانية حينها مهولة والقمامات تملأ الشوارع والحارات ، وأما السبب الثاني فيعود إلى إصرار البعض على الاستمرار في شحذ خناجر النقد دون بصر ولا بصبرة خالطين بين أعمال التنظيف وما تتسبب فيه مياه المجاري والسيول جراء المعضلة القديمة الخاصة بمؤسسة المياه والصرف الصحي التي تركزت سلبياتها على نحو مكثف في هذه المرحلة الصعبة للمشكلة العامة والعويصة التي تعاني منها البلاد كلها والمتمثلة بضآلة الموارد مقارنة بالحاجة الماسة والكبيرة . باختصار إن الخلط بين ما هو من اختصاص صندوق النظافة وبين ما هو من اختصاص مؤسسة المياه والصرف الصحي ليس فقط جهل أو تجاهل بل هو ظلم وهضم لجهود تبذل ودون كلل أو ملل أو تهاون أو استكانة للظروف التي لا شك أنها أكبر من قاهرة .. وباختصار شديد نقول شكرا لكل جهود النظافة.. وألف شكر للقائمين على إنجاح تلك الجهود التي لا شك جبارة في ظل وضع متأزم .