في نسخته الجديدة ، يواصل المسلسل الكوميدي التجاري " همي همك" توزيع مواعظه اليومية ، باسلوب بدائي جدا وبشكل يدفع للتقيؤ بعد يوم صيام شاق يصلح العمل الكوميدي( على افتراض صحة الوصف ) المسمى همي همك كخطب مسجدية وليس فنا على الشاشة التجارية الاولى ( السعيدة ) فهو لايعبر سوى عن وجهة نظر حزب التجمع اليمني للاصلاح ( تنظيم الاصلاح ) . منذ بدايته ابان ثورة 2011 وهو يرسل اشاراته الاستغفالية مستهينا بعقل المشاهد فالشيخ طفاح يعبر عن علي صالح بينما شوتر هو الشعب المسكين اما فتيني فهو لاشك حزب الاصلاح الشجاع الذي يصدع بكلمة الحق. اشكر السماء كثيرا، انها تدخلت لمنع تدهور صحتي بسبب انقطاع الكهرباء الكلي هذا العام، وبالتالي نجوت من تجرع السخافة اليومية فالتهريج الذي يستقطب جمهورا واسعا هو التعبير الابرز عن حالة الانحطاط الثقافي في المجتمع لاشك ان هذا العام سيناقش وقفة الاصلاح ضد ( الانقلاب ) ومعاركه البطولية التي خاضها دفاعا عن الشعب وتستمر زنبقة في تدعيم هذه الترهات وربما يذهب فريق العمل لمعاينة بطولات الحزب في بيحان التي اثمرت عن 48شهيدا جنوبيا وسيقدم التبريرات المقنعة للجمهور عن سبب الانسحابات المتكررة بعد كل تقدم يحققه افراد الجيش من ابناء الجنوب من المؤسف ان لايتم الاستفادة من وجود مخرج عربي شقيق وجودة الكاميرا والتقنيات الحديثةوثراء الفكرة وغيرها من العوامل سوى في تكريس الاستغباء والاستحمار المحتشد في جمل وعظية رتيبة يتم تبادلها لتبترها مئات الاعلانات التجارية وربما نرى مستقبلا دور السمن والصايون والمكرونة ومجموعة هائل سعيد في تحقيق الامن والانتصارات المنقطعة النظير بعد ان تم استعراض انجازات الاصلاح في مختلف المناحي وكيف ان مستقبل بناء الدولة سيكون بهذا الشكل ،الذي يقترحه فهد القرني ( او بالاصح دائرة الوعظ والارشاد في الحزب الانف الذكر ). يتغير سيناريو السلسلة مع تغيير سيناريو المشهد العام في البلاد ويجعل البسطاء يتكيفون مع التغييرات الدراماتيكية لمواقف الحزب/التنظيم الذي يخوض حربا كلامية حامية الوطيس . ساتوقف هنا عند هذه النقطة، بدلا من مواصلة الخوض في كل هذا العك المتلفز ، فهناك ماهو اهم في هذه الحياة البائسة . لقد كان اكتشاف المصباح الكهربائي انجازا مذهلا لايتجاوزه بحسب وجهة نظري المتواضعة سوى انجاز غيابه هذا العام كاعظم انجاز تحققه (البشرية)!