منذ إعلان الوحدة الاندماجية في 22مايو 1990 في عجل ودون تروي أو مراجعة أو تقييم للواقع السياسي والتركيبة الاجتماعية للشطرين والاختلاف الكبير في النظامين الذي اثر سلبآ على مسار الوحدة فالنظام القائم في الشمال الجمهورية العربية اليمنية نظام قبلي متنفذ حتى على القرار السياسي والاقتصادي وتجار يتحكمون ويسيطرون على مفاصل الاقتصاد والسوق ونظام سياسي عسكري هش مبني على بقايا نظام الدولة الإقطاعية والبوليسية والذي يقراء كتاب الأساس النقدي في اليمن يعرف هذه الحقيقة . والنظام القائم في الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المبني على أساس ومقومات المجتمع المدني الاشتراكي الذي تتحكم فيه الدولة صاحبة القرار السياسي وإدارة الاقتصاد والسوق من خلال مؤسسات القطاع العام الطبقة الوسطى عمال وعمال زراعيين سوى راتبهم الشهري فهذا الاختلاف مكن المجتمع في الشمال من قبلية وتجار من السيطرة على الأرض في الجنوب بحجة الاستثمار فهم من يملك المال وتم الاستحواذ على السوق من خلال إغراقه بالمنتجات الخارجية التي لم توجد في أسواق الجنوب مما تسبب إلى تراجع المنتجات الوطنية والقضاء عليها فتوقف الإنتاج في الكثير من المصانع والمزارع وأصابها الكساد والعجز والإفلاس وخصخصة بعض منها وأهملت العديد من المصانع والمعامل فأصابها الخراب وتحول عمالها إلى قوى فائضة بعد إن كانت تستوعب الكثير من الشباب وجاء رفع الدعم وإلقاء صندوق موازنة الأسعار ضربه قاصمه لشعب الجنوب الذي تأثر من جراء رفع الأسعار وجاءت حرب صيف 1994لتنهي ما تبقى من نظام الدولة المدنية الحديثة وستولى النافدون على الأرض والسوق وخروج عشرات الآلاف إلى قوى فائضة ومسرحين عسكريين وخريجي الجامعات الذين لم يتحصلوا على فرص عمل تجود بها الخدمة المدنية بعد إن سعدوا مع إبائهم بالدولة العادلة قبل الوحدة التي وفرت حق التعليم المجاني و الإلزامي لكل إفراد الشعب مع تقديم التسهيلات اللازمة وحق التطبيب المجاني ومستشفيات متخصصة وأطباء أكفاء أجانب و محليين وتوفير الأمن والاستقرار وفرض هيبته الدولة من كل إفراد الشعب واحترام النظام والقانون وحق العمل مكفولة لكل إنسان قادر على العمل من مختلف الشرائح وأي كان مستواه فلا تجد المتسول ولا المشرد الكل وفرت له ألدوله العادلة حق الرعاية والاهتمام . ولا يصدق جيل التسعينات عندما نقول لهم هذا الكلام وان طلاب الجامعة وهم في الدراسة كانوا يستلمون رواتب رمزية شهرية وأول ما يتخرج الطالب الجامعي ترفع الأسماء من مسجل الجامعة إلى وزارة الخدمة المدنية وفي اقل من شهر يجد الطالب وقد تعين ورتب وضعه الوظيفي وصرف راتبه .
إما اليوم الآلاف من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل ولسنوات تزيد عن العشر سنوات وهم في طابور الانتظار في الخدمة المدنية وغيرهم من الشباب الذين افترشوا الأرض لبيع الخضار أو جر العربات لبيع السمك في الشوارع ولأزقة حتى أباطرة المقاولات المسيطرون على كل مقاولات المشاريع تجد عمالهم من خارج الجنوب وهذا ما اثر سلبآ على نفسية الشباب الذين عاشوا منعمين بالحياة الكريمة قبل الوحدة وما إن قام الحراك الجنوبي حتى هب الآلاف من الشباب في مسيرات المليونيات إلا دليل على رغبة شعب الجنوب من استعادة دولته لتوفر له الحياة الكريمة .