البعض يخطئ عندما يظن أو يتصور أن هناك خلاف و تباين في وجهات النظر بين الدولتين الشقيقتين و خصوصاً في اليمن ، أن التحالف السعودي الإماراتي تحالف استراتيجي و لا يقتصر على اليمن أو ليبيا أو سوريا أو مواجهة إيران العدواء المحتمل في المستقبل . أدركت الدولتان حجم المخاطر الهائلة التي تحيط بهما، من خلال التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها الداخلية و أنه صار من الصعب السكوت عنها ، أدركت تلك الدول أن حليفها الاستراتيجي التاريخي ( أمريكا ) صار هرم ولا يبحث سوى عن مصالحه فقط ، وهذا ما أظهرته الولاياتالمتحدةالامريكية و أوروبا من خلال تفاوضها مع إيران متجاوزين و متجاهلين مصالح دول الخليج و أمنها القومي في المنطقة .
# الحرب في اليمن هي حرب سعودية بدعم إماراتي وليست حرب إماراتية بدعم سعودي ، فالمليشيات الحوثية و العفاشية هددت السعودية تهديد علني مباشر بشن حرب عليها ، و أخر تلك التهديدات المباشرة هي تلك المناورة العسكرية التي أقامتها مليشيات الحوثي في صعدة و بالقرب من الحدود السعودية ، مستخدمة بذلك عدة أنواع من الأسلحة الثقيلة و المتوسطة و منظومات صواريخ أرض جو و أرض أرض وغيرها من الأسلحة التي استولت عليها من مخازن و معسكرات الجيش اليمني الخائن .
الامارات هي الدولة الوحيدة التي قدمت الدعم و المساندة أللا محدودة للسعودية في حربها ضد المليشيات في اليمن .
# الكل كان متوقع أن تكون الكويت هي من تقوم بتسخير جميع إمكانياتها لخدمة السعودية و الوقوف معها بقوة رداً لجميل الشقيقة الكبرى ، كلنا نتذكر مقولة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ، عندما قال مقولته الشهيرة بعد اجتياح قوات صدام حسين الكويت فقال الملك فهد ؛{ إما أن تتحرر الكويت أو تلحق بها السعودية } ، سخرت السعودية كل إمكانياتها و جيشها و فتحت قواعدها للقوات الدولية و فتحت مدنها للشعب الكويتي اللاجئ أنداك حتى تحررت الكويت .
# لماذا خذلت الكويت السعودية في حربها في اليمن ، فكلنا نعلم أن مشاركة الكويت في هذه الحرب رمزية فقط ولم تقدم الكويت 1٪ مما قدمته الامارات من دعم في اليمن ، لم تقدم الكويت لا السلاح ولا العتاد ولم تشارك في أي معركة أو جبهة قتال إطلاقا ، حتى المساعدات و المعونات التي تقدمها ليست بحجم و مقدرات الكويت المعروفة .
# السبب يعود إلى تنامي المد الشيعي الرافضي في الكويت ، نتيجة لتنامي قوة الاخوان المسلمين و كذلك التيار القبلي في مجلس الأمة الكويتي و الدعوات المتكررة من قبلهم لأمير البلاد بضرورة إشراك فئات المجتمع المختلفة في الحكم و تقلدها بعض المناصب الحساسة كالوزارات السيادية و غيرها ، وكذلك بسبب الإحراج المستمر للأسرة الحاكمة في مجلس الأمة عن طريق الاستجوابات و الاتهامات للأعضاء الحكومة من الاسرة الحاكمة، بسبب كل ذلك فضلت الاسرة الحاكمة دعم و مساندة التيار الشيعي و تقويته لمواجهة التيارات الاخرى ، مالم تحسب حسابه أسرة آل الصباح هو تنامي نفوذ شيعة الكويت في أجهزة الدولة المختلفة و بشكل سريع و كبير مما أفقدها السيطرة عليه ، والدليل على ذلك ما يصنعه رموز الشيعة كا عبدالحميد دشتي و غيرهم من شتم و لعن الحكام العرب علناً وفي مجلس الأمة أحيانا ، و حتى السعودية صاحبة الفضل الأكبر على الكويت لم تسلم من شتائم و لعن الدشتي و غيره بسبب ضعف الحكومة الكويتية ، كذلك كان يصنع الشيخ الرافضي ياسر الحبيب من داخل الكويت و مواقفة معروفة للجميع حتى خرج من الكويت إلى لندن بطلب من حكومة الكويت لما سببه لها من إحراجات وفتن كبيرة بين الطوائف المختلفة .
# حزب الله الكويتي كذلك يصرح دائماً بدعمه الشيعة الروافض في كل مكان حتى اليمن ، لهذا أصبحت الكويت تعيش اليوم حالة من الانقسام الحاد في مجتمعها و خوفا من الانفجار الداخلي فضلت الكويت الحياد المخجل في حرب اليمن .
# سلطنة عُمان الإباضية الشيعية :
رغم أن ثلثي سكان عمان من السنة إلا أن سلالة آل تيمور البوسعيدي الحاكمة تعتنق المذهب الإباضية الشيعي و فرضته على المجتمع العماني باسره بالقوة .
# كانت دول الخليج الشقيق الوفي دائماً للسلطان و شعب عُمان ولن ننسى أحداث 2011م و خروج الشباب في تلك المظاهرات و المسيرات التي خرج فيها مئات الآلاف من الشباب العماني العاطل عن العمل يطالب بالتوظيف و كادت عمان تلحق باليمن و غيرها ،
عندها تدخلت دول الخليج و منحت عُمان عشرة مليار دولار دفعة واحدة ، خصص السلطان قابوس مبلغ ألفين ريال سعودي شهريا كمساعدة للشباب العاطلين عن العمل و تستمر تلك المساعدة المالية حتى يتحصلوا عن عمل ،
# عُمان فضلت الوقوف مع إيران التي لم ولن تقدم لها يد العون أبداً، عُمان من فتحت موانئها لجيهان 1-2 سفن السلاح الإيراني المتجهة لليمن ، عُمان من فتحت فنادقها و قصورها لقادة مليشيات الحوثي و لم تغلف سفارتها في صنعاء حتى يومنا هذا ، سلاح الجو السلطاني العماني كان يهبط في مطار عدن عدة مرات لنقل خلايا حزب الله المفرج عنهم من قبل الحوثي من سجون الامن القومي بصنعاء وكذلك تم نقل جميع متهمي سفن تهريب السلاح الإيرانية بواسطة طائرات سلاح الجو السلطاني العماني لخارج اليمن ، ضربت عمان بكل الأعراف و المواثيق الدولية و تعاملت مع مليشيات كتعاملها مع دولة شرعية .
# أما البحرين و قطر فإمكان تهما العسكرية متواضعة جداً ومع هذا كان موقف البحرين مشرف أكثر من دولة قطر .
نظراً لطول شريطها الحدودي مع اليمن و التي تحتاج لإعداد بشرية هائلة من الجنود لحمايتها وطائرات كثيرة لمراقبة الحدود ، لهذا تكفلت السعودية بحماية حدودها وكذا مسرح العمليات في كل المناطق الشمالية من اليمن ، و بالنسبة للإعمار و التنمية كان من نصيب السعودية جميع المحافظات الشمالية و شبوة و حضرموت الوادي و الصحراء .
مسرح العمليات في جنوب اليمن ومساندة القوات السعودية في الشمال إن دعت الحاجة ، بالنسبة للأعمار و التنمية فالإمارات نصيبها إقليم عدن المكون من عدن- لحج - الضالع - أبين ، و حضرموت الساحل .
# عندما صرح وزير الدولة الاماراتي الدكتور / أنور قرقش بانتهاء حربهم في اليمن كان يقصد أنهينا المهمة الموكلة إلينا بنجاح ، ومهمتهم الحالية حماية المناطق التي حرروها .
# بعد الوصول للحل السياسي و انتهاء جميع العمليات العسكرية في اليمن ستعود الامارات بقوة إلى الجنوب و عدن من أجل البدء بمعركة الامن و الاستقرار و البناء .
# هل علمتم الأن مكانة ووضع دولة الامارات العربية المتحدة لدى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية .