قتل مالا يقل عن عشرون شخص خلال عملية اقتحام نفذتها قوات الأمن اليمنية لساحة احتجاجات مركزية بمحافظة تعز التي تشهد حركة احتجاجات واسعة النطاق منذ أشهر تنادي بإنهاء حكم الرئيس صالح . واندلعت المواجهات اثر قمع قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية لتظاهرة شارك فيها الآلاف من المناوئين لحكم صالح إلا ان المواجهات امتدت إلى ساحة الحرية وسط حيث استخدمت قوات الأمن اليمنية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع .
وبعد ساعات من المواجهات تمكنت قوات الأمن اليمنية من إحكام قبضتها على الساحة مخلفة عشرات القتلى قالت مصادر طبية في المدينة ل"عدن الغد" أنهم بلغوا عشرون قتيلا والمئات من المصابين .
وتحدث محتجون عن قيام قوات الأمن بإحراق خيام الاعتصام والعبث بمحتوياتها والتمركز وسط الساحة التي كانت قد شهدت خلال الأشهر الماضية محاولات اقتحام متعددة حاولت قوات الأمن القيام بها لكنها فشلت. من جانبه قالت الحكومة اليمنية بان مصدر محلي مسئول في محافظة تعز صرح أن مجاميع من عناصر اللقاء المشترك والخارجين عن القانون أقدموا مساء أمس على مهاجمة واقتحام مبنى السلطة المحلية لمديرية القاهرة ومبنى أمن المديرية بتعز كما حاولوا اقتحام بعض المباني العامة المجاورة , واعتدوا على عدد من جنود الأمن وقاموا باختطاف اثنين منهم واقتيادهما إلى ساحة الاعتصام بصافر واعتبروهما " أسيرين " لديهم وكبلوهما بالحبال وحققوا معهما وعذبوهما ثم قاموا بشفط دمائهما بطريقة تنم عن عدائية مقيتة ووحشية لم يسبق أن شهد اليمن مثلها من قبل. وأضاف المصدر أن ما قامت به تلك العناصر الإجرامية المتعطشة للدماء بحق الجنديين قد أثار استياء زملائهما فما كان منهم إلا تحريرهما من " الأسر ". ونوه المصدر إلى أنه ترتب على قيام تلك العناصر بالاعتداء على مبنى مديرية القاهرة والمباني الأخرى وتصدي رجال الأمن لهم سقوط قتيلين من المقتحمين وإصابة 16 من أفراد الأمن. واستنكر المصدر بشدة ما قامت به تلك العناصر من عمل إجرامي يتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة والأخلاق والقيم وأعراف وتقاليد مجتمعنا اليمني الذي لايقبل من أي كان القيام بمثل تلك الأعمال التي لايقوم بها إلا " مصاصو الدماء " ورجال العصابات الإجرامية الخطرة, خاصة وأن أولئك الجنود قد تعرضوا لذلك الاعتداء الوحشي وهم يؤدون واجبهم الوطني في حفظ الأمن والسكينة العامة للمجتمع بما في ذلك حفظ أمن المتواجدين في ساحة صافر. وأوضح المصدر أن هذا العمل الإجرامي لم يكن الأول , إذ سبق لتلك العناصر أن قامت بالاعتداء على عدد من الجنود والمواطنين واختطافهم ومن ثم اقتيادهم إلى ساحة صافر ومحاكمتهم هناك. وأشاد بتعاون المواطنين مع رجال الأمن في التصدي لتلك العناصر الإجرامية ومنعهم من مواصلة ارتكاب جرائمهم بحق المواطنين ورجال الأمن والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة, وقال " إن ماقام به رجال الأمن إزاء تلك العناصر الإجرامية قد قوبل بارتياح واسع في أوساط المواطنين من أبناء مدينة تعز.