حتى وقت قريب، وقبل ان تظهر الميديا البديلة ، ووسائط التواصل الاجتماعية الحديثة ذات التقنية عالية الجودة بما فيها اجهزة الهواتف الذكية كما اتفق ان يطلق عليها ، كنت امني النفس ليل نهار ببروز فجر يوم جديد تصافح عيني ويقرأ عقلي كتابات لمواهب شابة جديدة تزدحم بها صفحات صحفنا المحلية السيارة والدوريات الاسبوعية سياسية كانت اوثقافية او رياضية وطبعا اقصد هنا وبدرجة رئيسة على مستوى محافظة لحج عامة وعاصمة المحافظة وقلبها النابض مدينة الحوطة. هذه الامنية لم تخصني وحدي ، ولكنها داعبت كثير من زملائي المشتغلين بالادب والاعلام والشأن الثقافي الا ان هذه الاماني الطيبة حسنة النوايا والمقاصد اصطدمت بقوة بواقع جديد وبعد صبر سنين بهذا الاعلام الذي اسموه بديلا --- ربما يكون هذا اسمه في محل المنشأ --هكذا فهمه العالم الحر الذي قام بتصديره الينا،وربما كانت شعوبهم اسبق علينا في كيفية التعامل معه وتسخيره للشأن او الشئون التي وجدمن اجلها، وهي بالتاكيد شئون لا تمت الى مانقراه ونراه على هاتين الوسيلتين وغيرهما في كثير من البلاد العربية ومنها بلادنا . هناك في العالم ، الذي لا ننتمي اليه يتعاملون مع وسيط كالواتساب اجتماعيا وفي ظروف محددة ومعينة وايضا ليس كما يعتقد البعض انها عملية مفتوحة الاستخدام ولكن هناك ضوابط لايمكن للمستخدمين لهذا الوسيط ان يتجاوزوه افرادا كانوا او مجموعات.
هنا تحول هذا الوسيط الى شيئ اخر وهو وقت السب وليس واتساب ، الكل يكتب والكل يشتم والكل يسب الامن رحم ربي وعرف كيف يكون استخدام الواتس اب وكيف يستفيد منه.
لن تجهد نفسك في الوصول الى هذا الاستنتاج، فقط اطلب من صديق ان يضيفك الى جروب اوجروبين ولمزيد من التاكد اجعلهم ثلاثة وانظر ماذا ستجد العجب العجاب وفي كل مايخطر على بالك وأيضا ما لا يخطر ولا يمكن ان تتصوره ستجده على الواتس اب .
لا اريد ان ادخل في التفاصيل فهي معروفة ولكن ما اريد ان اقوله خاصة لشبابنا الاكثر استخداما لهذه التقنية ليس كل ما تطالعه في هذه المجموعة او تلك يكتب بنية صافية وسريرة صادقه ، ربما يكون مثل هذا المعيار موجود في بلاد غير بلادنا الجنوب الحبيب لعدم وجود الاسباب والظروف الموجودة عندنا، فنحن دولة تحررت بعض الاجزاء منها من احتلال مراوغ وغدار لازال يراهن على عودته مجددا ولازلنا في حالة حرب لم تنته بعد عسكريا في بعض مناطق الاطراف الحدودية والمحتل لازال يراهن بعملائه وطابوره الخامس ومطابخه الاعلامية التي نراها كيف تستخدم هذه التقنية بخبث وذكاء وكيف ان كثير مما يوجه هو موجه الى الشباب الجنوبي الذي في الاغلب الاعم منهم ولااسف الشديد والمحزن يتعاملون مع ما يقراونه ويطالعونه وكأنه حقيقة فيقومون بالترويج لكثير من اكاذيب واراجيف ذلك المحتل غير ما يقدم عليه البعض بقصد واكثرهم بقصد واصرار مسبق من نشر التفاهات وجعل هذه الوسيلة وسيله ل "الشوهة" وتبادل السب والشتم ،ناهيك عن معارضة كل فكرة ايجابية تهدف الى اصلاح البين وإصلاح الاحوال العامة.