يكاد هذا العام هو أصعب وأشد عام يمر على شعبنا الجنوبي ! فمن ينظر حال هذا الشعب عن قرب ويتلمس هموم ومعاناة المواطنين يشعر انه وبرغم شدة الظروف والأوضاع المعيشية الصعبة ! إلا انه يشعر بعظمة هذا الشعب الأبي ... شعب يعاني الأمرين منذ يوم 22مايو المشؤم لكنه وطوال تلك الفترة ناضل وقاوم كل تحديات المعيشية الصعبة ! وحين تم شن الحرب الأخيرة على الجنوب وما رافق تلك الحرب من ويلات وقتل وتدمير إلا انه كعادته شعب عظيم قاوم ودافع عن وطنه وأرضه وقدم قوافل من الشهداء حتى تحررت معظم مناطق الجنوب !
حينها كان السواد الأعظم من شعب الجنوب يحذوه أمل كبير أن يرافق انتصارات الحرب الكثير من ما يسهل ضيق ونكد العيش ! وكان الجميع يؤمن أو يقول أن أي وضع جديد مهما يكن فيه الحاكم أو السلطة فأنه سيكون أفضل بكثير من العهد السابق ! عهد (الاحتلال) والتعسف !
لكن وللأسف الشديد يشعر الجميع اليوم هنا بمرارة وحسرة وندم ! والجميع اليوم يؤكد أن هذا العام اصعب واعقد عام تعيشه الجنوب منذ الاحتلال البريطاني وعهد دولة الجنوب وعهد احتلال قبائل الشمال للجنوب ! فاليوم الناس تعيش في ظروف صعبة غاية في التعقيد فلا أحد يستطيع أن يشتري ( ضحية العيد) أو ملابس حتى للأطفال
الذين لا يدركون أي وضع والعيد يعني لهم الفرح والاحتفال مهما كان الظرف ! إلا انهم هذا العام فقدوا " كبش العيد" ملبس العيد" وباقي مستلزمات مثل هذه المناسبة العظيمة ! معاناة لم تتوقف عند شيء معين لكنها شملت كل مناحي الحياة فلا " كهرباء" ولا " ماء" ولا اتصالات" !! في اعتقادي كل هذا تتحمل مسؤوليته " السلطة الشرعية" وهي مسؤولة عن الرواتب وعن الخدمات وغيرها من ضروريات الحياة وتوفيرها لشعب قدم قوافل من الشهداء وانتصر للشرعية ولدول التحالف في حربها المعقدة ! حربها التي ضلت في " مكانك سر" في كل محافظات الشمال ! ومع هذا نجد ونلاحظ كل سبل الدعم والإغاثة وغيرها يتم توجيهها نحو مناطق الشمال" ومارب" المركز !
بينما الجنوب يفتقر لأبسط أنواع الدعم حتى الإنساني! السلطة الشرعية تتحمل مسؤولية ما وصلت اليه الأوضاع المزرية اليوم في الجنوب ! فغير مقبول أن يقولوا ( البنك في صنعاء بشروط ! أي شروط بعد أن تم قطع رواتب أهل الجنوب ! غير مقبول منهم أن يتحججوا بان الأوضاع الأمنية في الجنوب أسهمت في كثير من تقصيرهم ! فالجنوب محررة والأمن فيها يرقى حتى أن يعودوا ويمارسوا أعمالهم من عدن !
على السلطة لشرعية أن تسارع اليوم قبل غدا في عمل أي شيء في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة يصعب العيش فيها والوضع الأصعب يعطي الف مبرر لكل من يعاني أن يتخذ موقف تجاه كل من يدعي السلطة والشرعية أو حتى من الحلفاء ! وفي عهدهم وفي ظلهم تعيش الجنوب أسوا من أي وضع بغض النظر عن من يحكم " محتل أو !
نكرر الدعوة للسلطة ولدول التحالف ! أن تعيد سياستها المُتبعة تجاه ( الجنوب ) فما يحصل من تقصير تجاه الجنوب أرضا وإنسانا يجعلكم في دائرة الشك ويضع عدة علامات استفهام على سياستكم تجاه وطن وقف معكم ولازال يشكل المعادلة السياسية والعسكرية التي بالتأكيد ستلجؤون اليه في حال ( عدم الحسم العسكري ) وفرض " مبادرة كيري" .