ليس أسوى من اتخاذ قرارات خصخصة مؤسسات القطاع العام دون معايير واضحة لما تؤول إليه تلك المؤسسات المستهدفة بالخصخصة .. فتلك القرارات بهذه الطريقة إنما هي شهادات موت لمؤسسات إنتاجية كان لها حضورها القوي في الاقتصاد الوطني .. بل إن تلك القرارات بمثابة قاتل محترف بلا سلاح .. هذا التوجه الغير مدروس وغير المنضبط بقوانين حامية للمؤسسات والعاملين فيها ، صار معول هدم لكل مؤسسات القطاع العام في الجنوب مثل : مصنع الغزل والنسيج ومؤسسة الخضار والفواكه بعدن ومزارع الأبقار بلحج وأبين ومصانع الأسماك ومنها مصنع شقرة لتعليب الأسماك بابين موضع حديثنا اليوم .. الصحيفة زارت مصنع شقرة لتعليب الأسماك أو قل ما كان يعرف بهذا الاسم لأنه قد أصبح أثرا بعد عين .. وخلال مشاهدتنا لواقع حال المصنع الذي كان أحد أعمدة الاقتصاد الوطني في الجنوب ويعمل فيه مئات العمال والعاملات ، رأينا كم هو مؤلم جدا أن تدمر مؤسساتنا الوطنية وبقرارات من السلطة التي أمنها الشعب على إدارة شؤون المجتمع فضربت أسسه الاقتصادية في مقتل . المصنع أسس في عام 1976م وقام بافتتاحه الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي سالمين في مدينة شقرة الساحلية 50 كيلو شرق عاصمة المحافظة زنجبار . وكان المصنع ينتج أسماك الصاردين بالطماطم والزيت وأسماك الماكريل بالطماطم والزيت وأسماك التونة بالزيت . المصنع كان ثم بان ! يقول الشيخ/ منصور بلعيدي شخصية اجتماعية - في تصري خاص ل(عدن الغد) : كان لدينا مصنع تعليب الأسماك نفاخر به .، واليوم لم يعد هناك مصنعا بل مباني تم احتلالها وتحويلها إلى سكن شخصي وبقايا آلات لغلي الأسماك مهترئة أكلها الصدأ وهي مازالت شاهدة على عبث السلطة الوحدوية وسعيها الحثيث لتدمير معالم نهضة الجنوب حيث كانت دولة يشار لها بالبنان . وأضاف : مؤامرة واضحة استهدفت الحياة الاقتصادية في الجنوب وقضت على منجزات تم بنائها طوبة طوبة خلال عقود من الزمن . وقال أيضا : والمصيبة أن بعض أهالي المنطقة قد شاركوا بقصد أو بغيره في تدمير المصنع الذي كان يعيش منه أسر أكثر من مائتين عامل وعاملة .. صدقوا الوعود البراقة وأنهم سيظمون إلى مؤسسات الدولة ولا ضرر عليهم فانقضوا على المصنع وتقاسموا مبانيه كسكن شخصي وفوجئوا بأنهم خدعوا وتركوا نهبا للأقدار بعد أن وقع الفأس في الرأس فلا هم أبقوا على المصنع ولا هم ظموا إلى مؤسسات الدولة وأسقط في أيديهم .. وأصبحوا على رصيف الحياة يتكففون الناس .
▪مناشدات عمال المصنع ناشد عمال وموظفو المصنع وصيادو مدينة شقرة الساحلية الجهات المختصة والمسؤولة بضرورة العمل على إعادة الحياة لمصنع تعليب الأسماك الذي بانهياره فقدت مدينة شقرة الساحلية مؤسسة هامة كانت تعيل أسرا كثيرة وترفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة الدولار من خلال تصدير الإنتاج محليا وإلى الخارج مثل دول الخليج وغيرها من البلدان .
وطالبوا السلطات المسئولة محافظ المحافظة ووزير الثروة السمكية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والتحالف العربي بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ممثلة بهلالها الأحمر بزيارة موقع المصنع والبحث عن أسرع الطرق لإعادة تأهيله لما له من أهمية كبيرة في رفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة من جهه وتشغيل أيادي عاملة كثيرة أصبحوا اليوم في رصيف الشارع ..
كما طالب عمال وموظفو المصنع بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ سنوات عديدة ..