في الصحيفة الرسمية للدولة دائما ما تطالعنا الترويسة الخاصة بمتقطفات من كلمات رئيس الدولة بجانب أهداف الثورة في أعلى الصفحة الاولى وكذلك الحال بالنسبة للإذاعة والقنوات الرسمية _ أيضا _ . اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن من عمر الثورة المجيدة أكتوبر الجنوبية وثورة سبتمبر لانزال نعيش في حقبة ما قبل عشرينات القرن الماضي.. انهيار تام لكل معنى للحياة في المدن التي كانت في يوم من الايام قبلة السواح من شتى بلدان العالم ومزار العرب والعجم كل هذا كان في عهد الاحتلال البريطاني لعدن واخواتها..
تمضي السنين والايام وبفعل فاعل وقدرة قادر تتحول المدينة الى مدينة اشباح مظلمة.. كهرباء.. "نوم العوافي" مياه .."زمان كانت لنا أيام". الرواتب وهي آخر أمل للمواطن .." لله ما أخذ ولله ما أعطى" ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام..
هذه الحرب الملعونة.. العبثية.. دمرت المدمر أصلا ..أنهكت الارض والانسان واهلكت الحرث والنسل.. وأطفئت بصيصا من أمل في التنمية للأفضل للإنسان اليمني شمالا وجنوبا.
كل ما يحدث اليوم في اليمن والقتل الوحشي.. ما كان ليحدث لولا حقد.. وعنصرية وأنانية صالح. وعصبة الزيدية ..ومن لف لفهم.. لامعنى ولا قيمة ولا قدر.. ولا حتى شرعية في نفس المواطن لأي حكومة تقتله في آخر ما يمكن ان يسد رمقه ولقمة عيشه.. من مرتب ضئيل.. ليطعم من يعول.. ان صمت وعجز وتواني واهمال هذه الحكومة" المنقوع" عن إصلاح ما أفسده المفسدون وبناء واعادة اعمار ما خربه "العربيد" وحلفائه؛ وسرعة صرف مرتبات وحقوق ومعاشات المواطنين من عسكريين ومدنيين ومتقاعدين.. عواقبه وخيمة فلينتظر الجميع شرعية.. وانقلابيين ومجرمي الحروب ثورة جياع لا تبقي ولا تذر.. ثورة الجياع ستسحق الصالح والطالح معا.
في الجنوب تتضح الصورة جليا ..كل يوم يزداد المواطن يقينا.. انه امام عصابات.. لا تختلف عن عصابات صنعاء واخواتها.. وكما يقال للصبر حدود هذا ما نلمسه ونقرأه في قسمات وملامح وجوه الضعفاء والمواطنين والمتقاعدين على ابواب البريد ومحلات الصرافة بعدن، وحبل الكذب قصير..
في سبعينات القرن الماضي كانت اذاعة عدن الرسمية لدولة الجنوب تبث كعادتها برامجها اليومية ومن بينها مقتطفات من "أضواء" أحد مواطني مديرية المضاربة بلحج عرف بخفة الدم والطرافة بينما لاذاعة تسرتسل في برنامج اضواء فاوردت كلمات حينها للرئيس عبدالفتاح أسماعيل..
ماجعل الرجل يعلق على تلك الكلمات أضواء..بالقول:"أضواء على أمكذب وأمبوار..أمكتاليه مطابقن..وأمسكر ولاقرطمة..".
بلكنة صبيحية واضحة وعدم رضا على ماتقول اضواء اذاعة عدن واقوال الرئيس حينها عبر الرجل عن غضبة مما رأى إنها أكاذيب في حين لايمتلك حتى كيلو سكر بسبب سياسة الدولة انذاك.. تتكشف الاكاذيب لهذه الحكومة المترهلة وتتمدد لتعذب شعبآ بفضل الله وبفضل تضحياته لكانت وعناصرها فيما وراء البحار..ثم تتنكر ويصل بها الامر لتطويق عنقها من حيث تدري..ومن حيث لاتدري.
ألم يحن الوقت لهذه الحكومة ان تدرك مدى خطورة ماتقدم عليه من حماقات لفرض خيارات على شعبنا الجنوبي اعلن مرارا وتكرارا رفضه لها وسيحرق كائنا من كان من يقف ضد تطلعاته وخياراته..؟!
هل تعي هذه الحكومة مخاطر وتداعيات ابتزاز المواطن وتعذيبه في قوت معيشته واطفاله وحرمانه من خدمات الحياة الضرورية والاساسية؟!
أجل اليوم عليهم ان يعوا ويتفهموا جيدا ان شعبنا قد عرف كل هذه السبل والمكائد ولن تنطلي عليه.. لأنه وببساطة حبل الكذب قصير.. ولم تجدي نفعا فرعون صنعاء هذه الممارسات وقد "أضواء على أمكذب وأمبوار" ولا يصح الا الصحيح.