في اكبر مديريات محافظة لحج مساحة وأهمها جغرافياً في مديرية رأس العارة وتحديداً خور عميرة هناك تكمن المأساة سكان بلا مأوى يصارعون الموت حفاظاً على البقى بلقيماتٍ قلما يحصلون عليها بشق الأنفس.
داء الفقر خيم هناك جراء حرمان مستمر حسب إفادة الأهالي منذ العام 1991م عقب توحيد جمهوريات اليمن الشمالية والجنوبية حيث مورس الإقصاء ألقسري على أبناء المديرية من جميع الاستحقاقات في الخدمات .. أبناء هذه المديرية ممن تمكن من إكمال تعليمه الجامعي لم يعطى له حقه في التوظيف وبتدرج مستمر تم هدم العملية التربوية التعليمية في مناطق المديرية كذلك تم تدمير مشاريع البنية التحتية التي عمت المديرية ابان جمهورية اليمن الديمقراطية من مشاريع ضخ للمياه وجمعيات للصيادين وغيرها .
احد الأهالي منهك الجسد هده الشيب ولم يبلغ الخمسين من العمر يقول لم نلمس من الحياة المدنية سوى هذا الخط الإسفلتي الذي يمر هناك نشاهده تمر عليه الناقلات محملة بالمواد الغذائية وأطفالنا جوعا لأنجد من نسد رمقهم بكفاح مرير وطبيعة مجتمعنا في هذه المناطق شهم شريف يكافح قساوة العيش ونصطبر على القليل مما يتسنى لنا الحصول عليه ولم نمد أيدينا لأحد توسلاً.
يسكن أهالي المديرية في حلقات من عيدان الخشب ينصبونها على كثبان الرمل لتحدد على الأقل بان هنا مسكن أسره يبيت فيه إفرادها ويطهون فيه طعامهم على النار حين يتسنى لهم الحصول عليه وغالباً مرة واحدة في اليوم ... ويسكن قليل منهم في مساكن بنوها من اللبن – التراب – لأتزيد على غرفتان صغيرتان قليتي الارتفاع... ازدادت معاناة الساكنين في هذه المديرية ومخرا جراء الحرب حيث نزح إلى مناطق خور عميرة العديد من الأسر من مناطق التماس ومع انقطاع ممن كان له وظيفة راتبه الشهري، تعاظمت المأساة وحل العناء وبدرت ملامح الإنذار بظهور مجاعة قريبة قد ارتسمت على بعض الساكنين.
بانقطاع مصادر الحياة وعدم وجود سبل للعيش يلجى عادة أبناء هذه المديرية إلى البحر للاصطياد وكسب الرزق إلا أنهم في هذا العام يعانون من عدم وجود الأسماك حيث تستطيع إن تبحر قوارب صياديهم ، ويعتبر الاصطياد في البحر هو المنقذ الوحيد للسكان حيث أفاد احد الشباب بأنه يقضي يومه في الاصطياد ليكسب قليلاً من المال يمكنه من شراء وجبة غداء لأطفاله ويعاود الاصطياد ليلاً حتى يتمكن إلى ظهر اليوم الأخر لتامين وجبة أخرى لهم .
لا خدمات صحية تتوفر في هذه المناطق وابسط المستلزمات الطبية عند المرض يحصل عليها فقط من وستقطع من قوت يومه قيمة الدواء حيث قالت احد النساء وهي تحمل طفلها المريض عند سوئلنا لها ، هل يتعاط الدواء.. أجابت هنا من يمتلك الخمسمائة أو الإلف الريال ما صرفها بقيمة الأكل يروح يشتري دواء والذي ما معه يصبر على الله.
وتوجد حالات مرضية بين سكان هذه المديرية وخصوصاً عند الأطفال منها إمراض خلقيه غير مستعصية العلاج ولكن الوضع المعيشي للعائل لا يمكنه حتى من عرضها على الطبيب ، وهناك إمراض وبائية تمر دون استطباب.
في هذه المناطق التي زرتها لم تنشط أي منظمات إنسانية اغاثية أو خدمية حيث أفادت احد الأمهات بأنه لم ينظر لحالنا احد سوى قبل أكثر من شهر مرت شاحنه ووزعت لبعض الأسر أطعمه يسيرة تكفي الأسرة لفترة اقل من أسبوع.
وناشد الأهالي المهتمين بالشأن النظر لحال المواطنين في هذه المديرية وإنقاذهم حسب المستطاع بالضروريات من الأطعمة.
كتبت استطلاعي هذا الوجيز – ادعمه بالصور – عند زيارتي برفقة إعلاميين ونشطا اجتماعيين علّي استطيع إن أوصل حال هولا السكان في مديرية رأس العارة في قرى منطقة خور عميرة إلى المنظمات الاغاثية والجهات الداعمة لتسهم في إنقاذهم من واقع حال مرير، وعوز لأطعمه عجز عن تأمينها الساكنين.