يبدو إن هذه هي الجولة الأخيرة من الحرب اليمنية ،ومدتها شهرين بالكثير، هي ما تبقى من ولاية اوباما، وفيها كسر عظم حقيقي .حيث اعدت الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية لهذة المرحلة ودربت اكثر من 150الف من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مع احدث العتاد والاسلحة لتحقيق “ نصرا ” نهائيا ايا كان حجمه . ولهذا الغرض قاموا بتوزيعهم على جبهات ميدي وتعز وصرواح - نهم ولكل جبهة الثلث من هذا العدد ، والهدف الاساسي هو احداث خروقات جدية في هذه الجبهات، مهما كانت التضحيات والخسائر في الارواح والعتاد ،للسيطرة على اكبر مساحة ممكنة من المدن والاراضي اليمنية الإستراتيجية المهمّة ، ومحاصرة الإنقلابيين في المساحة الجغرافية المحددة "بأقليم ازال " ،لإجبارهم على القبول بشروط التفاوض التي حددتها الحكومة الشرعية لوقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات .فوزير الخارجيه الامريكي "جون كيري "هو الذي أعطى الشفرة قبل أيام من مسقط للتحالف العربي بقيادة السعوديه لأستكمال تحقيق أهدافهم العسكريه قبل نهاية هذا العام . وإستغلال هذه السيطرة العسكرية على أرض الواقع ، لان دول التحالف العربي والسلطة اليمنية الشرعية تعاني من ضغوطات كثيرة من قبل بعض الدول الكبرى تدفع باتجاة الحل السياسي، بما يتوافق مع ترتيباتها الأمنية وخططها لإعادة صياغة المنطقة العربية سياسياً .فقد آن الاوآن للدخول في الحل السياسي المرسوم والمخطط له مسبقاً ،ضمن المشروع الامريكي الكبير المسمى ب "الشرق الاوسط الجديد " ،المرتبط بمكافحة الإرهاب العالمي ، والذي يتطلب العمل على الدفع لمفاوضات تؤدي للإتفاق على مخرجات توافقيه ، تضمن بقاء مليشيات الحوثي كطرف فاعل وأساسي في صياغة مستقبل اليمن الجديد والحديث ،كممثل سياسي لإقليم "ازال " ، وفقا لخارطة الطريق التي قدمها المبعوث الدولي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ " . حيث تدل المؤشرات على العوده إلى الخيار السياسي, وإتاحة الفرصه لليمنيين من جديد لحل مشاكلهم بأنفسهم. عن طريق الحوار وبإشراف مباشر من الاممالمتحده, وإرسال قوات دوليه لحفظ السلام في اليمن ،وحفظ الامن ، وحماية الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والسواحل الغربية . فالتمرد المسلح والحرب الطائفيه والمذهبيه للمليشيات تمزق النسيج الأجتماعي وتؤسس لكارثه إنسانيه وشيكه. فقد باتت اليمن اليوم تعيش حالة اللا حرب واللا سلم على وقع أزمات عديدة في ظل عدم وجود سلطة موحدة للدولة, وعدم قدرة المؤسسات الحاليه على إدارة شؤن البلاد بأسلوب رشيد, يمكن أن ينهي حالة اللا حرب واللا سلم الذي تعيشه اليمن حاليا, ما يمكن أن يحول اليمن إلى صومال جديد, نتيجة التناحر القبلي والجهوي والمذهبي والطائفي, وتحقق الاحلام الانفصاليه,وإنتشار الإرهاب والتهريب والسلاح, وإنهيار الإقتصاد اليمني ، وكلها مؤشرات على خطورة الأوضاع وتعدد جوانب الأزمة .مع التأكيد بأنّ تعقًد الصراع الدائر هو نتيجة تضافر عوامل قبليه وجهويه ومذهبيه,مع صور تنافس, وتصفية ثارات قديمه ظلت كامنه لعقود, على كرسي الحكم وعلى قسمة الموارد ( الغنائم) بين ركني النظام السابق, مع عدم إغفال حالة التهميش الأقتصادي والسياسي الذي تعرضت له مناطق الجنوب التي يوجد فيها الشق الأكبر من المصادر النفطيه, وكذلك التهميش الأقتصادي والسياسي التي تعرضت له الطائفه الزيديه والحروب السته الذي شنها النظام السابق على صعدة,بالأضافه إلى أزمة الأسلام السياسي بشقيه الشيعي ( الحوثي) والسني ( حزب الأصلاح) . لهذا فإن توحيد الجهود بين دول التحالف العربي بقيادة السعوديه, والدول الراعيه للحوار اليمني, بمن فيها مبعوث الاممالمتحده إلى اليمن, من شأنه أن يسهم في التأثير بطريقه إيجابيه في مختلف الأطراف المؤمنه بأهمية الحوار, من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع حول السلطه ،خصوصاً بعد أن تتمكن قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية ،من فرض السيطرة العسكرية على المدن والأراضي والمواقع الإستراتيجية المهمة في محافظتي تعز والحديدة ، وفرض نظام الاقاليم بالقوة . لان في الواقع, ليس في وسع أي من الأطراف في اليمن تحقيق أنتصار بقوة السلاح, وقد بدأت دول العالم تعترف بهذه الحقيقه, وكذلك العاقلون من بين صنّاع القرار في دول الجوار. فإما أن يستمر حال اللا حرب واللا سلم, وتعطيل الدوله في اليمن, ما يعني حربا أهليه مستمره بوتيره منخفضه, لن تلبث أن تتحول إلى حرب شامله في لحظه ما يصعب تحديدها, أو يتم التوصل إلى تسويه.المهم, حاليا, تأسيس نظام يمنع عودة الأستبداد, ويضمن حقوق المواطنه المتساويه في السلطه والثروه والحريات والتعدديه السياسيه, ويحارب القوى المتطرفه التي ترفض الأعتراف بها.حيت تؤكد الاحداث السياسية والعسكرية التي شهدتها اليمن ،إن معالجة الموضوع اليمني يجب أن يكون من خلال قراءه موضوعيه لخارطة القوى السياسيه والاجتماعية فيه بحيث ان تأخذ هذه القراءه الموضوعية في حسبانها التمثيل المتكافئ والمتوازن لخارطة الديمغرافيه اليمنيه التي تمثل فهم خارطتها أحد مفاتيح الحل في اليمن.
فاليمن بحاجه إلى ظهور إرادة وطنيه حقيقيه, لا تنطلق من مسلمة منتصر ومهزوم, بل من منطق الشراكه في بناء الوطن للجميع وبالجميع, وبتأسيس خطوات فعليه في الأنصاف والمصالحه الوطنيه والعداله الأنتقاليه ،في ظل دولة اتحادية فيدرالية حديثة ...