رسالة إلى روح الفقيد الكابتن عادل المانعي. ماذا عساي أن أقول في رثائك أيها الرفيق والصديق والقريب عزيز وأنت من أهل الشهامة والكرم والفضل العميم , صاحب الوجه الأنيس , ومن كان خير قريب وجليس, استميحك عذرا إذا ذرفت عينيّ دمعة حارّة على غيابك . على أعتاب غيابك المؤلم يا حبيبا لم تنعم بحياتك بما عملت وجاهدت وأنتجت وربيت، على وقع غروب وجهك الأنيس عنا , تتيه الأبجديّة خلف سحاب العمر المنكسر والمطحون بوجع المراثي , ويجرّ الزمن المعجون بخميرة القهر في لجج الفراق الصعب . في موعد لقياك مع الذكرى , نغرق في البحث عن لملمة أشلاء الكلمات التي تمزقت على وقع غيابك الموجع القاسي , على وقع ذكراك المحفورة داخل أفئدتنا الدامية , وعقولنا التي نهشها الترهُّل بأنياب الحسرة , تطالعنا قساوة اللحظة البطيئة , وظلم الأيام الثقيلة الرتيبة . ونسبح من جديد في عالم مجهول , لا نفقه سر مضامينه المتناثرة , بعد أن تبعثرت كل معالم حيويته برحيلك الذي كان بلا موعد أواستئذان . على أعتاب هذا الوقت الظلامي الموحش , نلهث خلف انفاسنا المتعبة , بحثا عن طهر أنفاسك , التي هي قبسات من نقاوة ونور . سر كنت فينا, حتى تبدلت برحيلك كلّ الأحاسيس والمشاعر التي أدمنت الصمت لعجزها عن البكاء . أيُّ إنسان أنت الذي غيرت قبلة أنظارنا وجعلت من الحياة مجرد وريقات ذابلات, نعد أيامها بملل وضجر , غير مبالين بالآتي الذي كنا نحلم بقدومه معك وبوجودك .
اليوم نودّع غيابك الحاضر فينا , وتبقى الذكرى الجميلة في مخيلة , كل من عرفك وعايشك وصادقك وناسبك . تبقى الذكرى مشرقة لذاك الشاب الطموح , لذاك المحيا , المشرإب إلى العلياء والأمل والتقدم . تلك النفس الندية , سيبقى طيفها مرفرفا على أفراد أسرتك وعائلتك طوال حياتهم . فالكواكب تغيب ولا تختفي وأنت الذكرى المنيرة أبدا في مسيرة العائلة واستمرارها وتقدمها . هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى , ولا يُحمد على مكروه سواه . رحمة الله على روحك الطاهرة , ولك بإذنه تعالى خيرُ الجزاء . ولكل من أحبّك قريبا أو نسيبا أو صديقا أحر التعازي وإنك ستبقى فلشة العطر الطيب في ذاكرتنا وأيامنا القادمة . ولنا في أفراد اسرتك كل الأمل بحمل آمالك وأحلامك التي لم تنعم بتنفيذها , دعائي برحمة اهآم عليك وفاتحة الكتاب إليك ,,,,, لروحك الرحمة وسكنى الجنان.