جلست على الكرسي في مقهاية "جوّد" الملاصقة لبريد المكلا وطلبت كوب من الشاي بعد ان سلمت على الرجل المسن الجالس على الطاولة المجاورة والذي كان يهم بالوقوف للمغادرة وما ان اعتدلت على الكرسي حتى أقدم ثلاثة من الشباب والقوا التحية واتجهوا صوب المسن ليبادر أوسطهم بالحديث: - هاه عم عمر.. كنك لوحدك اليوم وين الجماعة ؟ فرد المسن : ذلحين قاموا من هنا .. ونا قدنا الا باقوم , لكنكم جيتوا .. هاه واه معكم ؟ - خلاص ياعم عمر, البلاد دلحين باتتحسن والأوضاع با تتغير.. فرد المسن متسائلا: واه اللي با يغيرها؟ - عبد ربه هنا وبا تشوف بعينك. كان واضح ان الشباب جامعيين و ان حديثهم بغرض التسلية من خلال إثارة المسن الذي يظهر بأنه نال هو الآخر نصيب من التعليم. وقبل ان يرد المسن أردف الشاب: طوابير وزحمة البريد معاد با تشوفها بعد اليوم. - قد قالوها من أول .. ان كان شيء شمس .. قدها من امس. - الا واه اللي جابه ياعم عمر .. جاء يتمشى !! - اللي جابه ثلاث حاجات .. - ايش هي الحاجات؟ - لا تستعجل .. خلنا نتكلم. - طيب .. تكلم تكلم - اللي جابه .. أول شيء .. خير حضرموت ونفطها بغوا يا يمصون الباقي .. كما صاحبهم وثاني شيء جاء بغى با يدشن الأقاليم .. شفتوا هذا البلوى واه يلقي!! - والثالثة؟ - الثالثة .. بغى بايشل فرج سالمين الله يطول في عمرة - يشله لاوين!!؟؟ - يشله الى الشمال منشأن يقود الجبهات هناك. - وأصحاب من تبه الى تبه وين راحوا ؟ رد المسن بتهكم : - خلصوا مساكين .. شعب الشمال كله خلص .. ولا عاد حد معاهم يقاتل .. وكله يروح إلا ورفع العلم فوق مران - من فين تجيب هذا الكلام - من مصدر .. لا وكله إلا والمصيبة الكبيرة - ايش من مصيبه ؟ - يقولك بايرد الجيوش اللي هربت من هنا وسلمت البلاد لمية نفر من القاعدة .. شفت المصيبة اللي نحن فيها!!... ايش من خير بايجى يا عيالي وهناك من عيالنا من هم بغوا بايردون نحن الى باب اليمن. وقف المسن استعدادا لمغادرة المقهي ووقف الشباب معه ليعلق احدهم - لكن سمعنا انه بغى بايشل بن بريك؟ّ! - يا ولدي .. بن بريك منهم وفيهم, ويلعب على الحبال الرامة .. وكلنا عارفين انه ترباة علي عبدالله صالح ضحك الجميع وانصرفا معا, وانصرفت بدوري لشأني..