إن الثورة السلمية التي أنطلقت في 2007م لم تكن من أجل أشخاص ولم يحركها اشخاص بعينهم بل كان حراك شعبي عارم ضد الظلم الذي لحق بالدولة الجنوبية ومواطنيها، وكانت الحركة سلمية عفوية ذات طابع ثوري تحرري، وظهرت قيادات أحترمها الشعب نتيجة لمواقفها واعتبرها رموز وطنية، وبعد أن تسارعت وتيرة الأحداث وحدث ما حدث ابتداء ب 19 مارس 2015م وأنتهاء بخروج القوات التابعة لعلي عبد الله صالح والمليشيات الحوثية من عدن ولحج والضالع وابين وأجزاء من شبوة وأجزاء من حضرموت شاهدنا تطورات خطيرة جعلت الرؤية في الجنوب أكثر ضبابية وهذا مايحتم اليوم على القيادة الجنوبية ان تكون اكثر وضوح مع شعبها وان لا تشارك في تظليله لان الشعب عندما يعرف الحقائق السلبية المعادية لثورته او التي تنتقص منها لن يسكت ولن يقبل بغير تحقيق أهدافه المشروعة التي خرج يناضل من أجلها مهما كلف الثمن. أن مشروع الأقاليم التي رفضها شعبنا جملة وتفصيلا وكان لقيادة الحراك موقف معارض واضح لهذا المشروع قد اصبح البعض من القيادات اليوم يعتبر ذلك المشروع المرفوض شعبيا أمر واقع وقبوله أمر ممكن والدليل هو سكوت البعض عن مثل هكذا مشاريع وما يحدث في عدنوحضرموت خير دليل!*
هل يعلم البعض من القيادات في السلطة المحلية بمحافظات الجنوب السبع أن ثورة اكتوبر كانت انطلاقتها بل من أهم أهدافها هو توحيد الجنوب بعد ان كان مقسم بين 23 مشيخة وسلطنة في كيان واحد، وأن تقسيم الجنوب اليوم بعد 49 عام على تحقيق الاستقلال الوطني يعتبر خيانة لدماء الشهداء التي سالت من اجل تحرير التراب الوطني الطاهر بل تعتبر خيانة وطنية عظمى لن تغتفر.*
نضال شعبنا كان وسيبقى من اجل حريته وتحرير ارضه ولن يقبل بالمشاريع المنقوصة مهما كان حتى ننال استقلالنا وسيادتنا الوطنية بحدود ما قبل 22 مايو 1990م.
إذا كان نضال البعض من اجل تحقيق أهداف ومصالح شخصية أهمها الحصول على مناصب ورتب ومغريات اخرى ليس لها علاقة بقضية الشعب الوطنية وليس لها علاقة بنضال الجماهير العريضة فنقول ان الكثير من هذه الاهداف الشخصية قد تحققت ولم يتبقى الا الإفصاح عن الأهداف القادمة كي يعرف شعبنا حقيقة وواقع ما يحدث وستعرف النوايا اذا كانت وطنية حقيقة ام مزيفة لان الصمت يعتبر تظليل وخداع.
ايضا من الأهداف التي خرج شعبنا يطالب بها تطهير المؤسسات من العناصر الفاسدة واستبدالها بعناصر بعناصر وطنية عندها الكفاءة والخبرة وبناءها وفق متطلبات العصر! ولكن للأسف نرى البعض كأن نضاله من أجل الأستحواذ على المناصب وتوزيعها على الأهل وأولي القربى وتكوين تكتلات مناطقية كما فعل ال الأحمر في الشمال والجنوب من قبل.*
و-هنا- نتسائل ونقول إن المرونة في السياسة أمر مهم ولكن هناك مبادئ وثوابت وطنية لا تقبل حتى النقاش وأهمها وحدة التراب الوطني الجنوبي، فهل ستتخلى قيادة السلطات المحلية في محافظات الجنوب عن كل ما ذكر آنفا وتهرول نحو مشروع الأقاليم!!!!؟* الأيام كفيلة بالرد على هذا التساؤل بالتحديد.
الأمر.الأكثر.أهمية.هو.: ماهي الضمانات والوعود التي قدمتها قيادة دول التحالف للجنوب!؟ وهل قتال الجنوبيين في المخاء غرب تعز وفي مأرب شرق اليمن وفي نجران وجيزان شمال اليمن من ضمن الوعود التي قدمها التحالف لإستعادة الدولة الجنوبية أم انهم يعتبرونا مجرد قطعان يتم توجيهها عند الحاجة فقط. ختاما نقول بقول الشاعر الشعبي المعروف محمد عوض المشطر:
شمس الضحى اشرقت من كل نافذة عن نافذتنا شعاع الشمس منقطع كفئ خداعا وعين الناس صاحية الناس قد سئموا الرؤيا وقد يئسوا. والحليم تكفيه الإشارة والله المستعان.