ليس غريبا المقارنة بين الاثنين الرأسمالية والاشتراكية وهناك تجارب اثبتت حقائق كثرة على ارض الواقع عندما قامت ثورة اكتوبر في روسيا كانت قد رسمت ملامح متعددة الوجوه وكأنها مراحل انتقالية في التجديد الذي لم يحقق الطموحات او التطلعات لطبقات حددتها مداميك وأسس وقواعد الاشتراكية العلمية تحت شعار الارض لمن يفلحها وليس لمن يملكها هذا جانب من ابر التخدير السامة لفئة من ابناء الشعب الروسي هناك تمت تقسيمات بموجب تسميات وشعارات فرضت نفسها داخل المجتمع الروسي كان هدفها تغطية الاجراءات التعسفية في حق الكثير من ابناء الطبقات الراقية والمتوسطة في روسيا والتي ضربت من القاع وحتى النخاع وسميت بطبقات الرجعية والرأسمالية والامبريالبة الغربية دون اي مسوغ قانوني . ورغم نجاح الثورة وتم ترسيه وضع دولة عظمى وان كان الثمن غالي وباهظ وكبير وللأسف قامت دولة اشتراكية كبيرة وعظمى واصبحت معسكرا واسع في الشرق بكاملة في المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية والصناعية تضاهي نهضة قوى شهدتها ارض الشرق الاشتراكي التي كانت تحت حماية المظلة الاشتراكية وتحت القبضة الحديدية لشعوب عاشت قرون محرومة ولاتحصل على اقل الواجبات في الحريات والخدمات العامة وتعميم سياسة الفرد المتمثلة في الحزب الواحد وان كانت قامت هناك مقومات دولة كبرى تستحق الثناء والاهتمام واهمها تحققت كثير من الاهداف السامية والندية مع العالم الاخر في الدفاعات القوية خاصة ايام الحرب الباردة بين القطبين ورغم انفراط العقد الاشتراكي ظلت روسيا دولة مواجهة مع الغرب تلعب دور محوري في كل القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم لكنها فرضت المناطقية والمحسوبية وصراعات كبيرة في اطار معسكرها الشرقي والعربي ومع انفرط العقد مؤخرا بعد ظهور صقور هدم معبد الاشتراكية في عقر دارها وسقطت كل الانظمة الاشتراكية بعدها التي ارتبطت بالاشتراكية العلمية التي انحصرت في نطاقها فقط عدا كوبا كاستروا التي ظلت تحافظ على خطها مع الغرب بتوازن مثير للعجب وحتى اليوم واما المعانات وحكم الفرد لازالت تهيمن وتستمر اثارها حتى الحظة على مستوى روسيا الاوطان الاخرى وما يدور من حروب انما هي ناتج عن ماضي مرير كان فيها للشرق دور المتامر .. اما فيما يخص الرأسمالية العنصرية وبعد الحرب العالمية الثانية اخذت على عاتقها كيف يتم بناء الانسان الاوربي ووضع مقدرات الشعوب لصالحها حيث بنت ترسانة متينة وقوية ومترابطة من العلاقات الحقيقية فيما بينها كمعسكر غربي حدد خارطة سيره نحو مواجهة غول الشرق وحاولت توفير الحماية الكافية والكاملة حينذاك للأنظمة الملكية التي بقيت ضمن اطار وسياق سياساتها ومصالحها في المغرب العربي وفي الشرق الاوسط وفي الخليج والجزيرة العربية لان هذه الدول فيها كثير من الثروات وترتكز على مواقع هامة واستراتيجية من حيث الممرات المائية تخدم المصالح المشتركة برغم الخسارة الكبرى التي اضاعت واخرجت اهم الدول العربية من خارطة معسكر الراسمالية مثل مصر والسودان والجزائر والعراق وسوريا ولبنان واخيرا ليبيا واجزاء كثيرة من افريقيا وفي اسيا نظر لصراعات الحرب الباردة وتنافس القطبين على فرض سياسة الانفردية بقرار السيطرة على العالم الذي كلف كثيرا الجميع وما حدثت من سلبيات خلال تلك الفترة من تأريخ الصراعات الكبرى التي شهدتها مناطق كثيرة في العالم شرقا وغربا وعلى مستويات المعسكرين والقطبين . طبعا هذا الوضع فرز كثبر من العنصريان داخل المجتمعات الغربية واظهر احتجاجات سميت بالعمل الديمقراطي والعدالة الانسانية وحتى حماية حقوق الحيوان وانشئت منظمات حقوقية واسعة النطاق لم تكن قد تشكلت لنفس الغرض ولكنها انيطت بادوار كبيرة تديرها من تخت مظلة تلك الشعارات المظللة بعد ان توفرت لها المال والإمكانات واصبحت تمثل دور المخبر في العديد من الاقنعة والمواقع واسندت لها مربعات تعمل فيها واهمها مناطق الصراعات والحروب واستمرارية النزاعات في العالم وحتى اليوم وهي تعمل في اطارات هذا الغرض وكان اخر ما توصلت اليه هذه الجمعيات هو رسم خارطة لمناطق جديدة ينتظرها نقل الصراع اليها واحتمال المشرح القادم ايران ومن حولها من الجمهوريات الروسية المسلمة وهناك ما يبدو طرف فتيل شعلة القنبلة الموقوتة مستقبلا وستظل سياسة العنصرية قائمة الى تحين قيام الساعة لان اسلوب التعامل مع تلك الاوضاع اثبت نجاح كبير باقل الخسائر وكثرة المكاسب والمستهدف الوحيد من قبل الطرفين هو الاسلام الذي كيف نجحوا ان تكون نهايته من داخله ونسأل الله التوفيق لامته ....