قالت صحيفة "نيويورك تايمز " نقلا عن مسئولون في الحكومة الأمريكية " أن الجمهورية اليمنية سحبت موافقتها للولايات المتحدة بتنفيذ مهام قتالية لعمليات خاصة على الأراضي اليمنية تستهدف عناصر تنظيم القاعدة . وأضافت الصحيفة في عددها الأخير أمس الثلاثاء نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين قولهم " أن قرار السحب اليمني جاء بسبب الغضب الناجم عن سقوط ضحايا مدنيين في الغارة الأولى التي نفذتها قوات كوماندوز أمريكية الشهر الماضي بإذن من الرئيس ترمب. وأشارت الصحيفة " إلى أن البيت الأبيض استمر في إصراره على أن الهجوم كان "ناجحا" وهو ماتم تكراره الثلاثاء , إلا أن تعليق عمليات الكوماندوز يمثل نكسة للسيد ترمب، الذي كان من الواضح أنه يخطط لاتخاذ نهج أكثر عدوانية بكثير ضد المتشددين الاسلاميين. وأضافت الصحيفة معلّقة " كما أنه يدعو أيضا إلى التشكيك في ما إذا كان البنتاغون سيحصل على إذن من الرئيس يتيح المزيد من الاستقلالية الذاتية في اختيار وتنفيذ مهمات مكافحة الإرهاب في اليمن، والتي سعى البنتاغون سابقا في الحصول عليها من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأشهر الأخيرة من ولايته، ولكن دون أي جدوى. وتابعت الصحيفة قولها " أن أوباما كان قد أرجأ اتخاذ هذا القرار إلى السيد ترمب، الذي بدا ميالا إلى منح ذلك الموافقة، مشيرة إلى أن موافقة ترمب على غارة 29 يناير جاءت خلال وجبة عشاء مع كبار مساعديه للأمن القومي قبل أربع ليال من العملية، وليس في سياق مراجعة صارمة في غرفة العمليات التي أصبحت روتينية إلى حد ما في عهد الرئيس جورج دبليو بوش وأوباما. وأشارت إلى أن الغارة التي كللت بالفشل تقريبا، كانت اختبارا مبكرا لاتخاذ السيد ترمب القرارات المتعلقة بالأمن القومي – ومدى استعداده بالاعتماد على ضمانات مستشاريه العسكريين. ويقول مساعدوه إنه على الرغم من ان هذا القرار اتخذ خلال وجبة عشاء، إلا أنه كان قد تم التدقيق فيه بشكل كامل، وتضمن كافة الموافقات القانونية اللازمة.
ولفتت الصحيفة " إلى أن ترمب سيكون قريبا أمام اتخاذ قرار بشأن طلب أعم من قبل وزارة الدفاع الأمريكية يسمح لها بتنفيذ المزيد من هذه العمليات في اليمن دون تقديم تفاصيل، لافتة إلى أن مراجعة البيت الأبيض غالبا ما تستغرق وقتا طويلا. وأضافت: ومن غير الواضح ما إذا كان السيد ترمب سيسمح بذلك، أم أن سلسلة الحوادث المؤسفة التي ميزت أول موافقة له على مثل هذه العملية يمكن أن تكون قد غيرت تفكيره حول المخاطر الإنسانية والسياسية لعمليات مماثلة. ودافع البيت الأبيض أمس الثلاثاء عن تلك الغارة، دون إعارة أي انتباه لردة الفعل اليمنية.