في حقيقة الأمر أن إفرازات المرحلة الراهنة شكلت تحولات كبيرة على الواقع السياسي خاصة وبعد استقطاب وإشراك العديد من قيادات الحراك في المعترك السلطوي والحكومي. استقطاب وإشراك القيادة الحراكية ليس بالأمر الاعتباطي من قبل حكومة الشرعية بل هو امتحان حقيقي لتلك القيادات لقياس مدى جدية ووطنية تلك القيادة.
أعتقد إن هذه اللحظة الراهنة هي فرصة تاريخية مهمة في إثبات جدارة تلك القيادات التي تم اختيارها واستقطابها في السلطة وإثبات إنها قادرة على قيادة دفة الحكم حال استقلال الجنوب على المدى المنظور .
في الآونة الأخيرة نسمع ونقرأ تعيينات سواء كان من قبل رئيس الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو محافظي المحافظات جل ومعظم التعيينات إلم تكن قيادات فهي من القواعد الحراكية
كتقييمنا الأولي لما عملوه هؤلاء المسئولين في الهرم الحكومي والسلطوي للمواطن البسيط الذي كان يصفق بالأمس القريب لتلك القيادات والتي أصبحت الآن في هرم السلطة نجد أن هناك تفاوت في الأداء والعمل على تقديم الخدمات كل في مجال اختصاصه فمنهم من أدى بشكل صحيح ومنهم من يخونه العمل الإداري المؤسسي إذ نجدفيه سمات وصفات القيادة والحماسة في الأداء لكن غياب الجانب الإداري هو ما أثر سلبا عليه
وهنا يجرنا أمر مهم ربما يتجاهله البعض منا وهو قد ذكرناه سلفا في منشور سابق هو غياب العمل المؤسسي منذ بداية إنطلاقة شرارة الحراك الجنوبي والعمل بطريقة عشوائية تغلب عليه العاطفة الجياشة فلو تم إداراك هذا الأمر منذ البداية لصرنا جديرين بالثقة .
لا أحد ينكر أن هناك قيادات حراكية في هرم السلطة أثبتت أنها كفاءة والكل يدرك ذلك الأمر وهو واضح وجلي من دون ذكر شخوص معينة
من حنكة الحكومة الشرعية أنها تريد أن تثبت لشعب الجنوب أنها أتت بقيادات حراكية إلى السلطة لامتحانها وإجراء لها عملية تست لتبين للشارع الجنوبي من هو الوطني المخلص لوطنه والعكس صحيح.
الخلاصة حكومة الشرعية لديها من الدهاء السياسي ما لديها وهذا دليل واضح وجلي على حنكتها السياسية