الأخ الأستاذ علي البخيتي تحية طيبة.. وبعد أولاً : أشكركم على تواصلكم وتزويدي بأخباركم وبما تجود به قريحتكم من آراء ومقترحات ، وآخرها رسالتك البارحة حول لقائك بالسفير البريطاني الجديد إلى اليمن (اللقاء الذي تم في العاصمة السعودية ، الرياض) ولا أخفيك إنني من المتابعين والمقدرين لجهودك ونشاطاتك وجسور اتصالاتك مع مختلف الأطراف المتناقضة والمتصارعة في اليمن والإقليم بشكل عام . ولربما لا أكون مبالغ إن قلت إنك تمثل "ظاهرة" في الساحة السياسية اليمنية في المرحلة الدقيقة الراهنة. ثانياً: قبل أكثر من سنة أرسلت رسالة للأخ الشيخ ياسر العواضي، الزعيم البارز في المؤتمر الشعبي العام ، والأستاذ حسن زيد ، الأمين العام لحزب الحق.. والمقرب من الحوثيين ، أحثهما على ضرورة العمل و الإسهام في أن يسود العقل في صنعاء .. ووضع حد للمكابرة ونهج "لانبالي لانبالي" حول مايجري من خراب وويلات على الساحة اليمنية. وأكدت في رسالتي لهما على أن دول الجزيرة العربية منذ عاصفة الحزم وهي تدافع عن أمنها القومي ، وعن أوطانها ، بل عن مرادم بيوتها ، وأنها ليست في نزهة .. وليس أمامها خيارات أخرى إلآ ما تقوم به في الشمال والجنوب . وتمنيت على الأخوين ياسر وحسن أن يكون لهما موقف واضح وصريح (هما وكل القوى المستنيرة في اليمن/الشمال) إلى جانب حق أهل الجنوب العربي في إقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة ، وهو الهدف الذي تلتف حوله الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب اليوم . ثالثاً: وحيث انك يا أخي الكريم قد أشرت البارحة في رسالتك إلى انك تسعى الآن وتتوسط لدى مختلف الأطراف للتوصل لتسوية سياسية للمأساة اليمنية ، وهذا جهد وطني وإنساني تشكر عليه ، فأنا على ثقة إنك مدرك ومتأكد ان الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب لم تعد اليوم في وارد قبول أي شكل من أشكال الوحدة مع اليمن/الشمال . فشعب الجنوب العربي لن يقبل بعد اليوم، وخاصة بعد تجليات وبطولات المقاومة الوطنية الجنوبية، لن يقبل بأقل من دولة مدنية فيدرالية جديدة على كامل الأرض الجنوبية عام 1990، تعويضاً لوحدة ظالمة وجائرة استمرت ربع قرن، أهين فيها الجنوب ورجاله وجيشه وأمنه ومؤسساته ، واستبيحت أراضيه وبحاره وثرواته من قبل هوامير صنعاء (من الجنرالات والمشايخ ومن لف لفهم) . وجاء الغزوالحوثي/العفاشي المدمر الأخير لعدن وبقية مناطق الجنوب ليدق المسمار الأخير في نعش الوحدة اليمنية . رابعاً: وهنا يأتي دورك يا أخي أنت والقوى المستنيرة في الشمال/اليمن للدعوة كي يتحاور أبناء الجنوب وأبناء الشمال وجهاً لوجه ، ويحددوا مصالحهم ومصيرهم بأنفسهم ، ويعلن أهل الشمال أنهم مع حق إخوانهم ، شعب الجنوب العربي ، في قيام دولته المدنية الجديدة على كامل الأرض الجنوبية . أخي الكريم.. فلنكن في "دولتين" منفصلتين وتجمع بيننا المودة والمحبة والإحترام والمصالح المشتركة والتكامل والحدود المفتوحة.. بدلاً من أن نكون "دولة" واحدة وتسود بيننا الصراعات الدائمة والمؤامرات والكراهية والشعور بالظلم هل من الضرورة أن نظل نتصارع ونأكل بَعضُنَا البعض لعشر أو عشرين سنة قادمة ؟؟ فلتعلق الجرس يا أخ علي.. وأنا واثق بأن لديك الشجاعة و الحس السياسي والوطني والواقعي الذي يجعلك تكون أحد رواد هذه المهمة الوطنية . وتقبل أطيب تحيات وتقدير أخوكم محسن محمد أبوبكر بن فريد 7 مارس 2017