في اعتقادي لايمكن النجاح لاي تسوية سياسية للازمة اليمنية والتي من شانها ايقاف الحرب وعودة الامور لماقبل سبتمبر2014 لعدة أسباب. من هذه الاسباب وربما اهمها ان بقاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح وخصومة من الاصلاحيين ومعهم محسن والحوثي على رأس المشهد السياسي ، وتمسكهم بما يرونه ان الجنوب الارض والهوية والدولة التي استباحوها ملكية خاصة بهم لايجب التفريط بها ولم يتم القضاء على هذه الاطراف التي افتعلت كل هذه الازمات وكانت نتيجة ذلك هذه الفوضى وهذه الدماء،ويجي ابعاد هذه الاطراف تماما من اي تسويات قادمة كل تلك التسويات والمبادرات والحلول سواء الاممية والدولية منها وحتى المحلية والاقليمة ستظل لمجرد الاستهلاك والعبث..ليس الا. ولايمكن لاي تسوية سياسية ان يكتب لها النجاح او ان ترئ النور ان تستثني القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في نيل حريته واستقلاله من هذا الاحتلال المتعدد التسميات والشعارات. ولذلك مهما حاولت كل الاطراف مجتمعة ،سواء شرعية هادي او حتى التحالف العربي القفز على هذه الحقيقة مالآت هذه الجهود الفشل الذريع فالشعب الجنوبي وضع اهداف ثورتة التحررية ومن اجلها قدم الالاف الشهداء والجرحى حتى وان استقطبت بعض الاطراف المحسوبة على الثورة الجنوبية لتمرير بعض من تلك المشاريع او مثل هكذا تسويات ومبادرات. ان مخاطر اي تسوية قادمة تغض الطرف عن اهم القضايا واكثرها حساسية كقضية بحجم قضية وثورة الشعب الجنوبي قائمة ويجب على كل الاطراف الجنوبية التحررية الفاعلة التصدي لكل المشاريع التي من شانها الانتقاص من هذا الهدف الجنوبي والثورة التحررية بكل الوسائل والسبل بل ويجب ان يظل وهج هذه الثورة مشتعلا لايخفت ولاينطفئ. جميعنا يعلم كيف استخدمت القضية الجنوب وكيف سخرت لاهداف لاتمت بصلة لشعب الجنوب ولاقضيته من كل الاطراف .. أجل لا احد ينكر ويجحد موقف التحالف العربي في التصدي للغزو الحوثي وصالح للجنوب بيد ان ذلك لايعني بالضرورة الرضوخ لفرض انصاف حلول وتهميش هذه الثورة التحررية التي فرزت خلال الحرب وكشفت عن كثير من الاقنعة التي لطالما تلبس بها الكثير من القيادات التي لاتزال تزعم حتى اليوم جنوبيتها وانتمائاتها للوطن الجنوبي هوية وشعب وتاريخ ودولة واستقلال. نشرت منذ يومين وسائل اعلام عدة عن مبادرة جديدة اممية تتحدث عن اطراف الصراع في شرعية هادي وخصومهم، وتغافلت تماما أصل القضايا وصلب الحقيقة ، وهي الجنوب والقضية الجنوبية في حين ذهبت التفاصيل نحو صنعاء ومحسن وهادي وحكومة شرعية وحوثي وصالح. وبالتالي تظل كل المبادرات والتسويات عنوانين للاستهلاك الاعلامي حتى وان قدر لها شي من النجاح المؤقت كمسكن ومخدر موضعي فهناك في الجنوب شعب وثورة وشهداء وجرحئ وتضحيات جسيمة يستحيل القفز عليها وغمرها في غمضة وحوارات عقيمة لاتنتج الامزيدا من الازمات والمصائب بين تلك الاطراف المتخاصمة في صنعاء فقط والمتحدة والمتحالفة علئ كل شي ينتمي للجنوب. ان اي توجه خليجي بالتحديد واممي لحلحلة الامور في اليمن وتسويتها بما يضمن عودة الحياة لمجراها الطبيعي لماقبل انقلاب صالح والحوثي دونما وضع حلولا حقيقية للقضية الجنوبية يرتضي بها شعب الجنوب وقواه وكياناته الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي الجنوبي ، يبقى مجرد هراء ولعب، وتعقيدا للامور وخلق مزيدا من الازمات المتافقمة وينذر بمزيد من تدهور الاوضاع ولهذا ينبغي جيدا الادراك لتلك المخاطر وهذه التحركات فالكل يعرف ان التحالف العربي كما يعلن مرارا وتكرارا هدفه واضح ليمن موحد...بدون اي اشارة لشي اسمه ثورة جنوبية ودولة ذات سيادة تعرضت لاحتلال وضم والحاق قسرا. فهل ننتظر مزيدا من الحروب والمعارك داخل الارض الجنوبية؟وهل يفطن احبتنا وقادات الثورة الجنوبية لما يعتمل من هذا كله؟.