الشاب المتألق علي البخيتي استفز الجميع واظهر مدى سطحية تفكير الكثير من المنفعلين او المتذاكين والمهرجين ولم يتناول الكثيرون موضوع مبادرته التي طالب الجميع بنقدها واثرائها وتحولوا الى مهاجمين عدميين وناقدين له شخصيا ومواقفه السياسية المتذبذبة التي اراها لاتختلف عن حال الكثير من ارباب العمل السياسي ، دون ان يفهموا مفردات ودلالات مبادرته او محاولته التي لاتخلو من القصور . وسواء كانت مبادرته او مبادرة من وراءه فالمهم هو التفاعل الايجابي مع هكذا افكار لانها تستحق التناول والتحليل بصرف النظر عن الحق الادبي لمن هو صاحب الفكرة الفلانية واسبقيته في طرحها لان هذا الامر لاقيمة كبيرة له ، لاسيما ان معظم الافكار تم تناولها هنا وهناك في اوقات متفاوته ومن اشخاص كثر ليس على سبيل التحديد ولكن ربما تجوز الاشارة الى ماشابهها على سبيل تعزيز الفكرة او الاستزادة منها على اساس تكاملي . ولكن لنفكر ليس بشأن تنفيذ المبادرة وبالتالي وضع المحاذير والتعديلات اللازمة لمضامينها وسيناريو اجراءاتها التنفيذية ، ولكن في المعنى والدلالة لهذة المبادرة في هذا الوقت ،ثم في موقف مبعوث الامين العام للامم المتحدة والدول العشر ودول التحالف وموقف اطراف الشمال اولا ثم نبحث السبيل الامثل للتعبير عن موقف الجنوب بهذا الشأن . اتذكر بهذا الصدد جيدا حلقة نقاشية لاحد التكتلات الاكاديمية تم عقدها في كلية الشرطة وادارها د.جلال فقيرة حينها في صنعاء قبل مؤتمر الحوار الوطني المزعوم وتم تسجيلها بالكامل بالفيديو وكانت الورقة السابعة تنص على سيناريو الحل عن طريق تشكيل مجلس وطني في الشمال والجنوب كل على حدة يتم انشائهما وحل المشاكل والقضايا الوطنية في كل منهما ، ثم يتم انتاج شرعية تمثيل لكليهما لخوض مفاوضات استعادة الدولتين لوضعهما الدولي قبل مايو 1990م ، كما تطرقت الورقة الى سيناريو انتاج الاطراف الوطنية في اطار كل مجلس وسيناريو الحلول وكيفية ادارتها واتخاذ القرار فيها وانصح مخلصا الجهات التي تهتم بذلك بالعودة اليها لاهميتها في هذا السياق . عموما المبادرة فيهاملامح موضوعية تستحق الاهتمام ولكن الاهم من ذلك تحديد الاطراف التي يتوجب عليها ابداء الموقف ازائها والجدوى من تلك المواقف في ظل سيناريو دولي يعتمد على ترسيخ الفوضى التي تخلق الفرص للشركات العابرة للقارات على حساب امن الشعوب واستقرار دولها الوطنية .