يبدو أن زواج المتعة بين عفاش والحوثي سينتهي بالتوقيع على اتفاقية جديدة ،تسمى "اتفاقية ظهران الجنوب " ،تعيد اليمن إلى ما كان علية في ثلاثينات القرن العشرين ،بدلاً عن اتفاقية الطائف التي تم التوقيع عليها عام 1934بين الإمام والسعودية لإنهاء الحرب وترسيم الحدود بين اليمن والسعودية في ذلك الوقت . وسوف يكرر التاريخ نفسه ،وسيوقع أحفاد الإمام "الحوثي وصالح" مع السعودية اتفاقية جديدة في ظهران الجنوب تضمن حماية الحدود اليمنية السعودية وتنهي الحرب العبثية الانتقامية الدائرة منذ عامين ضد اليمنيين ، وفقاً لرؤية سياسية جديدة للحل في اليمن سيقدمها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ " تتضمن الاتفاق على دولة اتحادية بين الشمال .
والجنوب من اقليمين تسمى جمهورية اليمن العربية الاتحادية ، لفترة انتقالية لمدة خمس سنوات . يكون فيها حكومتين انتقالية حكومة في عدن وحكومة في صنعاء تشرف على تسيير الاعمال في الجنوب والشمال خلال هذه الفترة الاانتقالية .
تعتمد على " النظام الفيدرالي " في كل إقليم ،إي إن إقليم الشمال يتكون من ثلاثة أقاليم صغيرة هي إقليم أزال وإقليم سباء واقليم الجند ،وكذلك يتكون اقليم الجنوب من إقليمين هما إقليم عدن وإقليم حضرموت بحيث يتمتع كل اقليم من هذه الاقاليم الصغيرة بادارة كاملة لشؤنها لمنع هيمنة أي اقليم على الاخر . وتكون عدن هي العاصمة الانتقالية حتى نهاية الفترة الانتقالية . بالإضافة إلى وضع خطة شاملة لاعادة الاعمار وارساء أسس صحيحة للتنمية الشاملة والمستدامة . وبنهاية الفترة الانتقالية يتحول الاقليمان الرئيسيان الشمالي والجنوبي الى دولتين فيدراليتين سياديتين يتفقاء على صيغة جديدة تؤمن التعايش والمصالح المشتركة بينهما ،بحيث يتم بعد ذلك ضم الدولتين إلى مجلس التعاون الخليجي .وهذه هي الطبخة التي تنضج على نار هادئة لدى أطراف الصراع في اليمن ..
إن اليمن الجديد بعد الحرب بالتأكيد لن تكون كما كانت من قبل ،مثل الملامح الجغرافية والحالة الجيو سياسية ،التي ستنشأ في اليمن شماله والجنوب ،بعد المفاوضات التي يجريها ولد الشيخ ، بحسب الظروف التي تمر بها المنطقة والمخطط الغربي المرسوم لهذا الشأن المسمى ' الشرق الأوسط الجديد " الذي جرنا اليه الغباء العربي والمخطط الغربي .
وبهذا يكون تحالف الحوثي وصالح قد حافظ على حكم المناطق الزيدية في الشمال مقابل دعم مالي سعودي سنوي يمنح الميزانيات للمشائخ والنافذين الجدد الذي أظهرتهم الحرب الأخيرة .وعلية يكون الحوثي وصالح قد انتقموا من الشعب اليمني كله ..هذا ما ستكشفه بنود مفاوضات الأيام المقبلة بين جميع أطراف الصراع في اليمن ..
فمنذ سقوط " صالح " المدوي عام 2012 لم تتوقف محاولاته في العودة والظهور مجددا إلى قلب الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية اليمنية ، والايحاء للآخرين بأنه مايزال اللاعب الرئيسي على الساحة اليمنية ،وذلك لأنه يمتلك الجرأة لتحمل المخاطر، اضافة إلى ترسانة هائلة من العلاقات القبلية التي مكنته من المناورة والاستمرار في الحكم لأكثر من 33 عاما، فهو زيدي من قبيلة سنحان أستطاع ردم فجوة خلافاته مع كل أعداءه من الأطراف .
الفاعلة في صناعة القرار السياسي، والشيء الأهم أنه تعلم خلال فترة حكمه كيف يكسب الآخرين ويحمي كرسي حكمه ،عن طريق عدم المساس بخريطة المصالح للقوى التقليدية والقبلية في اليمن .فقد عمل منذ البداية بطريقة تجعل من اليمن قنبلة موقوتة – يستطيع .
تفجيرها في الوقت الذي يشعر فيه أن هناك من ينازعة السلطان عليه، فقد بنى حساباته على أن الخطر الحقيقي الذي يمكن أن يدفع بالامور خارج نطاق سيطرته ويضعف قبضته على مقادير البلاد يكمن في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة ، فاعطى لنفسه السلطة المطلقة التي تتجاوز سلطة اي دستور وتتعدى صلاحيات أي منصب، بحيث يتمكن من تجسيد أسوأ أنماط الحكم ،حتى يستطيع تدمير الدوله ونظامها المؤسسي إذا تطلب الأمر ذلك ، لكي يبقى في الحكم أطول فترة ممكنه, ثم توريث الحكم لأسرته بعد ذلك, من خلال فرق الموت التي كونها لتنفيذ عمليات ممنهجه لتدمير الدوله ونظامها المؤسسي, في حال قامت ضده ثوره أو معارضه, تحت شعار,,انا ومن بعدي الطوفان,, ,في محاولته إقناع الناس بأنهم لن يلاقوا زمنا أفضل من زمنه ،وذلك لكي يبقى كابوسا جاثما على صدور اليمنيون ،فهو كارثة أصابت اليمن لأنه مشكلة وهو على كرسي الحكم, ومشكله أكبر بعد رحيله عنه, وذلك لإنه أثناء جلوسه على الكرسي أختصر الدوله في شخصه وعندما يرحل أو يرحّل فإن الدوله سوف ترحل معه لإنه هو الدوله بكل مؤسساتها العسكريه والمدنيه. وأمام وضع كهذا يكون الشعب اليمني المبتلا بمثل هذا الحاكم أمام خيارين : إما القبول بهذا الحاكم وفساده وظلمه, أو التخلص منه والدخول في مرحلة فوضى على كل الأصعدة .
ثم التفت باتجاة الاقليم وما وراءه باحثا عن الاطراف التي يمكنه ان يبادلها القرار السياسي والسيادي، مقابل ان تمد نظامة بالدعم والمساندة وتكون حائط الصد الذي يمنع عنه الزوابع والعواصف إذا ما هبت علية . لهذا لم تعد السلطة في اليمنالشمالي خاصة تحتمل الخروج من فلك صالح ونجله واذا ما .
حدث ذلك فالثمن سيكون باهظا ولن ينجو أحد من العواقب التي ستدفع باليمن عامة نحو التشظي والاحتراب والسقوط في خضم الفوضى .وبمثل هذه الطريقة والمغالطات تمكن " صالح " طوال فترة حكمة الماضية، عبر الخطاب الرسمي أو من خلال القنوات الخاصة لنظام حكمه إخافة الناس وإقناعهم بأنها الحقيقة التي لا تحتمل الخطأ أو التفكير في الخروج على نظام حكمة ،ساعدة في ذلك ركوب جماعة الأخوان المسلمين في اليمن موجة التغيير في 2011 ،وحكومة هادي التي جاءات من بعده والتي عجزت عن ملء الفراغ وفشلت في تحقيق أي إنجاز ، حيث كان صالح على يقين – عندما أصر على تسليم السلطة لهادي – ان هادي لن يحقق شيئا على حساب رصيده في الداخل أو الخارج، لذلك ظل مطمئنا بأن هناك ما ينتظرة في مقبل الايام ..لهذا كان الحوثي مجرد جسر عبور سار عليه المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح للعودة من جديد للسلطة والطموح في توريث الحكم لنجل صالح " احمد علي عبدالله صالح " ولو على مستوى جغرافيا ما كان يعرف سابقاً ب"الجمهورية العربية اليمنية " ،بعد ما وجد الكثيرون من ابناء الشمال أنهم امام خيارين، إما .
انتظار مستقبل مجهول سيتشكل في خضم الحرب، ويبدو انه لن يكون لصالحهم، أو الرهان على المؤتمر بقيادة صالح الذي لبس قناع الحوثيين .
والذهاب معهم مهما كانت الاثمان والنتائج، الى طريق يبدو أقل خطرا عليهم، ولم يكن ذلك الاختيار حبا في صالح، أو ولاء له بقدر ما هو الوقوف في المكان الذي يمكنهم من خلاله الحفاظ على مصالحهم والهروب من مستقبل مجهول..
حيث يدرك المخلوع صالح جيداً أن السعودية هي الدولة الوحيدة صاحبة النفوذ الأكبر في اليمن، باعتبار اليمن حديقتها الخلفية، وأنها الداعم الرئيسي الأكبر لليمن من الناحية الااقتصادية، ففي كل الأزمات السياسية التي مر بها اليمن فان السعودية تكون حاضره بقوه في دعم ومساندة احد إطراف ألازمه من خلال نفوذها القوي المتحكم بزمام الأمور في البلد، فقد ظلت الانظمه التي حكمت اليمن مجرد تابع وملحق للسعودية والتي حرصت على شراء الولاءات وإفساد الذمم ومنح الميزانيات الخاصة للمشائخ والنافذين ليكونوا دوله داخل الدولة التابعة لها أصلا
إلى عام 2014 عندما سيطرة مليشيات الحوثي على السلطة في 21 سبتمبر عام 2014 . ويدرك أيضاً أن أزمات اليمن المعقدة لا يمكن حلها إلا عبر بوابة الرياض، خاصة أن السعودية أصبحت دولة محورية في معادلة
الصراع في المشرق العربي أو الشرق الأوسط الجديد ، وبالتالي، فالحوار المباشر
معها يعني إنقاذه مما هو فيه . حيث يأمل المخلوع صالح أن تستجيب القيادة السعودية لطلبه بالحوار مباشرة معها ، فهو يدرك أن السعودية منزعجة
من النفوذ الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثيين، وبالتالي، فهو سيقدم نفسه كمنقذ لها ولليمن من الحوثيين والنفوذ الإيراني، مقابل أن تدعمه سياسياً وعسكرياً لتحقيق اهدافه الذي خطط لها مسبقاً ، وبالتالي، سيمكنه ذلك من
إعادة ترتيب أوراقه، والسيطرة على السلطة مجدداً، وستحظى سيطرته على السلطة بمباركة خليجية وعربية وصمت محلي ودولي، كما يعتقد .
تدرك القيادة السعودية جيداً أهداف المخلوع صالح هذه ، فالرجل يريد أن يسحب
ميليشياته وما تبقى من جنوده من الجبهات ، والقيام بمسرحية القضاء على الحوثيين، بالاتفاق معهم، كي يعود إلى السلطة، ويشرك الحوثيين فيها بشكل تدريجي وخفي، لأنه هو وحلفاءه الحوثيين وصلوا إلى قناعة بأنه من المستحيل أن يقبل بهم الشعب اليمني أو دول الخليج كحكام وحيدين لليمن، مثل ما تم في أتفاق فك حصار صنعاء عام 1970 المسمى ب " حصار السبعين يوماً " . ولهذا، فهم يواصلون سياسة النهب من جانب، ويحاولون ابتزاز السعودية ودول الخليج بفزاعة
النفوذ الإيراني من جانب آخر، أملاً في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية
من بين ركام الحرب . فهو يعملجاهدا ً من أجل استعادة السلطة وتسليمها لعائلته، لانه لا يريد أن يرحل دون أن يورث لهم شيئاً، خاصة نجله العزيز على قلبه "أحمد ." وبما أن تحالفه مع الحوثيين أفاده كثيراً في بداية الانقلاب، حيث اتخذ منهم ستاراًلتصفية خصومه السياسيين، وتحميلالحوثيين وحدهم الوزر الأخلاقي
للحرب ، في حالة حصول توافق سياسي برعاية دولية، عن طريق حزبه "المؤتمر الشعبي العام " الذي يحظى بالنفوذ ،وله جماهير كبيرة في الساحه اليمنيه ..
فقد أثبت المؤتمر بقيادة صالح اليوم أنه رقم صعب ،يصعب تجاوزة في كل المعادلات السياسيه القادمه . ،لان القوة في الجماهير أكثر مما هي في ترسانة السلاح التي لم تغن شيئا في وجه التفوق النوعي والكمي للتحالف .حيث تؤكد الأحداث الجارية في اليمن منذ عامين أن صالح هو اللاعب الرئيسي على الساحة الداخلية في اليمن ،وأنه أراد أن يقول لبست قفازات الحوثي خلال الفترة الماضية ،ليكون الحوثي هو عراب السلطة للانتقام من حلفاء الأمس " معارضي اليوم " .ولكني أظهر اليوم بلا رتوش ولا قفازات ولا أحترازات أمنية .
حيث استفاد المؤتمر الشعبي العام بقيادة "صالح " من عاصفة الحزم رغم ما يُظهِره في معاداتها ، فتلك خطوته التي تعزز مكانته داخليًا لدى قبائل أغوتها الشعارات الوطنية والحماسية بما بات يوصف اصطلاحًا لدى مهرجي الأزمات ب"التصدي للعدوان الخارجي" ، لكي يسوّق نفسه لدى قبائل "اليمنالشمالي " بإعتباره آخر التبابعة الذي لا يهرب ، وتلك غواية تروق للقبيلي العنيد في بأسه وإصراره، مستفيدًا من قذارة الحوثيين وعدم استقرار "عدن" لتأكيد تاريخه كحاكم سابق وحد اليمن وكان جيدًا وقويًا مقارنة بمسؤولي هذه اللحظة من كل الأطراف . وسيظهر على أطلال الحرب ، قائلًا " ألم أقل لكم : مالها إلا علي" ! ، صائحًا بأعلى صوتة (أنا آخر التبابعة ، مسيحكم ، ومبشرًا برئيس يأتي من بعدي إسمه أحمد) .
بعد ما بات من المؤكد فوز احمد علي عبدالله صالح في الأنتخابات الرئاسية القادمة على مستوى اليمنالشمالي ،إذا ترشح بأسم المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه .وبهذا يكون صالح قد تمكن من توريث الحكم بطريقه ديمقراطيه سليمه 100٪ ..