يظل النقد الاعلامي من اهم الوسائل النقدية في الاعلام والصحافة في كل اشكاله الدنيا والفضاء الواسع من وسائل اتصال متطورة ومتسارعه و يكاد الانسان اللحاق بها في السوشا ميديا وغيره في عالمنا العربي يعد النقد الاعلامي لازال بحاجه الى الارتقاء به الى سياق العمل النقدي المتطور وخاصة في ظل سهولة تلقي المعلومة وتداوله بين الناس في اريحيا ويسر كما انه لازال النقد الاعلامي هو الرقيب الاول على عمل الحكومة واجهزتها الادارية الا ان في مجتمعنا العربي هناك بعض المسؤولين او من يتبعهم يتذمرون او ينزعجون من بعض الاقلام حين يتم نقدهم او انتقاد عملهم . وهي ظاهرة في مجتمعاتنا العربية و المحليه خاصة ترفض النقد وتعتبر مجرد نقدها هو اسائة لها والتعرض لكيانها او لشخصه بينما النقد هو عمل ايجابي ويميز العمل الجيد من السيئ وهو يظهر مكامن الخلل او الخطأ لهذا العمل او ذاك والنقد هو يضع القضية او المشروع المتعثر امام الرأي العام و ايجاد الحل لها وقد يكون الناقد ليس ملزما بالحلول وعرضها وهو تفسير خاطئ. وانما النقد الاعلامي هو النقد الاجتماعي الذي يساعد في كشف الحقائق وإظهار ها للناس بغظ النظر ان كانت سلبيه او ايجابيه وقد يكون نقدا ايجابي فهو مرحب به اويكون سلبي فهو غير مرحب به وتلك هي المشكلة في مجتمعنا وهنا يتحدث الناقد ابراهيم العريس في صحيفة الحياة (انه حين عرضت مسرحية المفتش العام سنة1836 في سانت بطرسبورغ للكاتب الروسي غوغول وبعد انتهاء التصفيق وقف القيصر وكان حاضر وقال لقد نال كل منا نصيبه في المسرحية وانا اكثر منكم نصيبا وهو يعني نصيبا من الانتقاد والإدانة .. غير ذلك لم يترك اي أثر سلبي عليه ) وهي مسرحية ساخرة تتحدث عن الفساد في بلدة يعم الفساد فيها من هرم السلطة الى اصغر موظف فيه. وهنا يظهر لنا كيف كانت رد الفعل للقيصر وهو اعلى سلطه في الدوله حينذاك لهذا النقد الاانه كان ايجابي واثنى على العمل بينما ما يحدث في مجتمعنا عكس ذلك عند يتم نقد اي مسؤول هنا او هناك تتواجه مع خصوم كثر دفاع عن فلان او علان من الناس و تتهم بالخيانة العظمى والمناطقية وغير ذلك من التهم لمجرد انك انتقدت مسؤول او مدير رغم المعاناة الشديدة التي يعيشها المجتمع بسبب الفساد المستشري في كل اجهزة ومؤسسات الدولة ولهذا يظل النقد الاعلامي هو مرآة المجتمع ولن يستقيم المجتمع ولن تستطيع الحد من الفساد الا بالنقد واخص هنا النقد الاعلامي لانه الوحيد الذي يستطيع كشف الحقيقة للمجتمع وإظهار الفساد بكل الوانه داخل المجتمع . وعليه يجب علينا كا اعلام وقيادات سلطة ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مدنية ثقافيه التعامل مع النقد على انه نقد بناء يخدم المصلحة العامة ويصب في صالح المجتمع ويخدم قضاياه وليس خصم لك وتعلن محاربته ولو لا النقد لايمكن محاربة الفساد وازالته واقصد هنا النقد المسؤل الجاد وليس النقد الي يسئ الى سمعة الاخرين والمساس بشخصيتهم هذا ليس نقدا وانما تجريح وقذف ويحق للمدعي عليه مقاضاتهم لان مهمة الناقد انتقاد الفكره وليس الشخص ولاتحول النقد الى صراع شخصي وإنما عليك توصيل المعلومة الى الناس والرأي العام ومن المؤكد ان النقد سيظل وباق بينما المسؤولون هم من سيذهبون وياتي غيرهم