كم يؤلمنا ونحن نتابع واقعنا المحزن في الجنوب وتملئ نفوسنا الحسرة مما يعانيه من السير نحو المجهول وباتجاهات متعددة دون حسيبا" أو رقيب او نهجا" يسير عليه الفرقاء وكل ما نراه اهدار للكرامة والرجال وثروات الوطن. لقد طال الانتظار حتى حقق الشعب الجنوبي نقلة نوعية في مسار ثورة 2015 التي سطر فيها الجنوبيين ملحمة أسطورية في تاريخ الجنوب .
فظن الجميع ان تلك الملحمة هي بداية انقشاع الظلم والضيم والقهر إلا أن سرعان ما عادت السماء تتلبد بغيوم شؤم تنذر بحدوث اسوى مما كان لتغرق العباد والبلاد في أتون فتنة لا طاقه للشعب بتحملها ستحرق الأخضر واليابس سبق وللشعب أن عانا من ويلاتها
صفيح ساخن تعيش فيه البلاد وفوضى سياسية تلخص وقع عقول باليه هرمه، تمزق ونزاعات تفكك أصول المجتمع وكياناته، وتوطين لعقول فارغه ومخالفة للمنطق والمناطق التي تستوطنها وخلق لنزاعات قبلية ونعرات مناطقية كل ذاك مفتعل ومع سبق الاصرار والترصد من شخضيات باعت نفسها للشيطان وكيانات شيطانيه ذات عقول مليئة بالسقم واختلال بالفهم ويؤسفنا ان نقول أنها لا تتمتع بالفكر الناضج ولم تستفد من التجارب العميقة التي عانتها لتستطيع النظر إلى الواقع ومعالجته بكل جوانبه وأبعاده.
لتغرق الجنوب في مستنقع موحل لن يستطيع الخروج منه وهو ما يمثل نهاية القضية الجنوبية ودفنها بيد ابنائها وإلا ماذا نسمي الواقع الراهن والمأساوي الذي يعيشه الجنوب فكل الظواهر تؤكد أن القضية الجنوبية على وشك الانهيار والسبب ابنائها فلو كانت هناك نوايا حقيقية لانقاذ الجنوب والمضي قدما" نحو الهدف الذي قامت لأجله الثورة الجنوبية لما رأينا ظواهر تبكي الشعب على ما مضى أكثر من سنتان عجاف مرت والشعب يعاني لا كهرباء لا ماء لا غداء لا دواء لا رواتب لا وقود لا أمن لا امان لا حياة حره كريمة سلبت أبسط الحقوق وأصبح الشعب يعيش حياة العصور الحجرية ورغم هذا نراه صامد صابر يمثل أرقى أنواع الولاء لصاحب الأمر والطاعة مستبشرا في قادته التي وكلهت أمره خيرا وليت قومي يعقلون سنوات مضت ولم تفلح تلك القيادات التي استبشر الشعب فيها خيرا أن تلتف حول طاولة حوار واحدة أو تشكل جبهة موحده للتحدث باسم الشعب او تشد الساعد بالساعد لانتشال الشعب من مصائبه بل نراها تصب الزيت على النار وتزيد الفرقة بين المتخاصمين وتوسع بؤر الصراع المناطقي والقبلي وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يحصل في عدن من استغلال فضيع للمناصب مع التجاهل التام والكامل لما يعمله المرؤوسين من الرؤساء من اعمال خارج نطاق القانون لا تمس للأخلاق والاعراف بصله. وهنا اقول وبصراحه ان فقدان الثقة بين المواطن وولاة الأمر سيؤدي إلى اختلال التوازن وضياع الحقوق وبالتالي تصفية الحسابات في الشوارع وسيلان الدماء فيها وهو ما سيؤدي إلى تحول الصراع الحقوقي إلى صراع مناطقي قبلي واجتماعي وهو مايتمناه اعداء الجنوب ولهذا ولكي لا تزداد الأمور تعقدا" وسوء وبشاعة وهتكا" للاعراض والأموال ولايقاف النفوس السيئة عند حدها ونصرة للضعيف واحقاق للحقوق فاننا نطالب بتفعيل المحاكم في اسرع وقت ممكن وقبل اي مشروعا كان واعطائها سلطة مستقله عن السلطة المحلية وبصلاحيات كامله لكي تقوم بواجباتها باكمل وجه حينها فقط سنقول ان الوطن الجنوبي بدأ يستعيد عافيته وسيمضي في الطريق السليم فلا قيام للدولة دون محاكم تقول للمخطئ أخطأت وتنصر الضعيف وتعيد الحق لصاحبه