بمجرد ان تطأ قدميك مدرسة عبود بمديرية لودر حتى تشعر بعبق وتاريخية هذه المدرسة التي تعد من اقدم المدارس في ابين خاصة والجنوب عامة تشعر من نظرة اولى ان هذه المدرسة العجوز تبحث عن من يمسك بيدها وتاريخها التليد ليعيد اليها شبابها الذي افنته في تخريج اجيال واجيال عمرت مديرية بأكملها بالعلم وزرعه في ثنايا طلابها وطالباتها اخلاق تغنينا ولا زلنا نتغنى بمن انار الطريق لكل اهالي المديرية فمن عبود كانت بداية انطلاق قوافل النور التي أضاءت ظلام الجهل بمعلمين افنوا حياتهم في تعليم اجيال بكل مدارس المديرية.
قوافل النور التي رفعت شان التعليم بمديرية لودر بكل مدنها وقراها وزرعت فيها لبنات تعليم كان طلابها من بين أفضل الطلاب في الجنوب قاطبة
قوافل العلم التي اخذت بيدي وبيدك وبيد غيرك ممن ينطوي تحت لواء لودر والمديريات المجاورة كانت انطلاقتها من مدارس لودر وفي صدارتها تأتي مدرسة عبود
مدرسة عبود تحتفل بعيدها ال55وهي تأن وتقاوم عوامل تعرية بدأت تحفر في وجهها الجميل علامات شيخوخة لم تجد من يجددها ويضخ دماءآ جديدة لجدران تهالكت بالتقادم
55عاما وهذا الصرح العلمي الكبير لا تطاله ايادي التجديد..
55عاما و عبود المدرسة الام تناجي هل من مغيث يأخذ بيدي ليقويني ويزيد من صلابة جدراني لكي تتحمل معاناة الجور والظلم
مدرسة بين جدرانها العتيقة التي تتكون من 13فصلا تزدحم الصفوف ب800طالبة تخيلوا معي هذا الكم الهائل في عدد ضئيل من الصفوف جدرانها كانت شاهدة على ان اجداد الطالبات المنخرطات في ساحتها قد كانوا يدرسون هنا وهذه المدرسة على حالها وبذات جدرانها.
ايعقل ان لا تجد مدرسة عبود في لودر الخير من يأخذ بيدها ليزرع ابتسامة على شفاه 800طالبة ازدحمت بهن جدران تاريخية قد شارفت على السقوط .
لم اصدق وانا امشي بين جنبات هذه المدرسة ان الحال وصل الى الاستنجاد بالخيم لسد العجز في عدد الفصول الناقصة التي لاتوازي العدد الهائل للطالبات فيها
لودر بتاريخها وحضارتها وبسالة اهلها اليس لها الحق في ان تجد بناتهم طالبات مدرستهم عبود ولو القدر القليل من الراحة والتعلم في أجواء ومناخ تربوي بعيدا عن الازدحام الذي لايولد جوآ تعليميا وصحيا
عندما سالت مديرها الاستاذ القدير حسين الواحدي عن حال المدرسة قال لي لن اجيب على سؤالك ساترك جدران وتاريخ هذا المبنى هو من يجيبك...
ولان المدرسة سعيدة الحظ بوجود وكيله ومديرة انشطة مثل النحلة لاتكل ولا تمل في طرح عسلها في كل ارجاء المدرسة الاستاذة عبير العويضاني كان لابد من ان نتوجه اليها لنسالها عن حال واحوال المدرسة التاريخية العريقة فكانت اجاباتها تصعق الواقع الاليم لما الت اليه المدرسة العريقة من وجع كثافة طالباتها طالبات يؤدين امتحاناتهن تحت لهيب الشمس فعدد الصفوف لاتكفي ولان مدرسة التاريخ والعراقة فراشها الارض ولحافها السماء فان أشعة الشمس حاضرة وبقوه ففي غياب اي مظلة ولو من اجل الأنشطة اللاصفيه واللوحات الفنية التي تزدحم بها المدرسة طالبات تفوقن وحققن المراكز الأولى في مدارس المديرية ورغم كل هذا لايجدن مكانآ يستظلن تحته من اشعة شمس محرقة
وأكدت عبير ان المدرسة تمتلك من المعلمات من هن الافضل في المديرية الى جانب المتطوعات للتدريس بالمدرسة
لقد كانت رحلتنا الى مدرسة عبود لمشاركة حفل انتهاء العام الدراسي غاية في الجمال وتأكدت بام عيني ان هذه المدرسة باقية على عهد اسلافها فمنها تخرج معلمونا ومعلماتنا ومنها سيظل نهر الإبداع يسير رغم كل المعاناة
عبود برائحة الفل والعود استقبلتنا وبعبق تاريخها العريق اذهلتنا وبقي ان نجد من يلتفت اليها لتذليل الصعاب وانقاذ بناتنا من ضربات الشمس وقلة الصفوف..
مدرسة عبود يامن تعلمتم الكتابة والقراءة بين جنباتها هاهي تحتاج لايديكم هذه المرة لتعيدوا شبابها...لتحموا وجهها الناصع من الشمس..لتزرعوا ابتسامة غابت عنها في ظل نسيانها وعدم الالتفات اليها ومسح دمعة سالت ولا زالت على خدها من اهمال وعوامل تعرية وحروب عاشت فصولها بجدران ضيقة ووجع ازدحام فهل من منقذ لكي يامدرسة التاريخ اول فصولك؟
اين ايادي الخيرين التي تبحث عنها مدرسة عبود لانتشالها من مرضها فهذه العجوز بشباب طالباتها تحتاج من يمسك بيدها ليعيد لها شبابها
تاريخ وحضارة التعليم في مديرية لودر ينتمي لاسم مدرسة عبود فاينكم ياعشاق الأرشفة والتاريخ ان هذه العريقة التي بين جدرانها فلذات اكبادنا تبحث عن رد الجميل ولاننسى ان نتوجه لمكتب التربية بمحافظة ابين ان يعطي مدرسة عبود حق الحياة ببناء فصول جديدة وترميم ما اعطبتة عوامل تعرية منذ اكثر من نصف قرن وكذلك الحال نتوجه للمنظمات الانسانيه بطلب انقاذ هذه المدرسة التاريخية وعمل كل ما تحتاجه المدرسة من مظلة للطالبات وصفوف جديدة وترميم القديم
هذه مدرسة عبود العجوز التي تبحث بين أبناءها عن من يعيد شبابها عبود التاريخ بين يديكم فسارعوا للحفاظ على ماتبقى من عراقتها وأنقذوها من كثافة طالباتها فهي الاحق في ان تلتفت اليها وتمتد لاسعادها ايادي رجال الخير من ابناءها ومسؤولوا المحافظة ومنظماتها المحلية والدوليه.... عبود العجوز المخضرمة تاج راس التعليم وملكت التربية بلودر تنتظركم فلا تخيبوا ظنها...!!