لولا قيام الجيش الوطني في مأرب ولولا الدعم السعودي لحزب الاصلاح وقوى الشرعية الشمالية لما استطاع انقلاب الحوثيين وصالح أن يصمد لعام واحد فقط بعد تحرير عدن والجنوب! وبعد أن شارف عمر الانقلاب على الشرعية في الشمال على العامين ونصف العام دون أن يرفع العلم اليمني على جبهة شمالية واحدة محررة بالكامل! والأغرب من ذلك أن حزب الاصلاح وحلفاؤه لا يحرك ساكن ولا يغير راكد تجاه انجاز أي متغير يخدم انضوائه تحت راية الشرعية التي يزعم ولاءه لها وهو لا ينصاع لقرارات الرئاسة والحكومة الشرعية! وفي مأرب عاصمة إخوان اليمن التي يمكث فيها نائب الرئيس الأحمر ووزراء الاصلاح في الحكومة الشرعية وقادة الجيش الوطني وشيوخ القبائل الموالية لحزب الاصلاح يمكننا أن نرى الصورة الكاملة عن حقيقة عدم الامتثال لشرعية الرئيس هادي!
ومنذ عامين وأكثر ومحافظ مأرب الاصلاحي سلطان العراده يمتثل لأوامر نائب الرئيس الأحمر والذي وجهه بعدم توريد أي مبالغ مالية من إيرادات الضرائب لفرع البنك الأهلي في العاصمة المؤقتة عدن! وقائد الجيش الوطني المقدر بمائة ألف مقاتل لا يتلقى الأوامر إلا من النائب الأحمر إذ لم تشارك قوات المقدشي في أي معركة حقيقية مع الانقلابيين ما عدا معركة ميدي التي خسر على إثرها مئات المقاتلين الذين لقوا حتفهم فور أن انسحب قادة ألوية الجيش الوطني بتعليمات من نائب الرئيس الأحمر!
وكذلك الحال في تعز التي تركت لمجاميع القاعدة بعد أن انكفأت مقاومة الاصلاحي المخلافي على نفسها في أطراف تعز إذ لم تترك إلا المغامر الاصلاحي الآخر عبده الصغير فور أي تقدم تحققه القاعدة ليهبط كالبراشوت هو ومجاميعه الاصلاحية ومعهم قناة "سهيل" الاصلاحية ليدعي أنهم من حققوا التقدم! وليست الجوف بأفضل حال من حال جبهات مأربوتعز وميدي الكرتونية إذ لا ينفك الشيخ القبلي الاصلاحي الحسن أبكر من إدعاءته التي لا تتوقف عن تحقيق التقدم في مناطق الصرح والغيل! ونهم التي لا تبعد عن صنعاء عداء العشرين كيلو لا تراوح مكانها منذ العام والنصف دون جدوى تذكر في التقدم نحو مشارف صنعاء!
بيد أن الاصلاح وحلفاؤه يمعنون في ( الفتك بالشرعية ) وتجييرها لصالح مصالحهم التي تحتل أولويات الشرعية الخائبة إذا صح التعبير أمام حالة اللا حرب حقيقية ضد ( الانقلاب )! المستفيد الأكبر من هكذا شرعية يحكمها حزب لم يتسم منذ بدء الحرب على الانتصار لها!! ومع هذا يبدو أن لا خيار بديل على الابقاء على التحالف مع إخوان اليمن-حزب الاصلاح- لدى الرياض بالتحديد والتي مازالت تبقي على هذا التحالف (الباهض الثمن)! وهذا لا يعني أن رأس هرم الشرعية المتمثل في الرئيس هادي وحلفاؤه (الحقيقيون)! لا يعني مطلقاً بأنهم راضون تماماً عن سياسة حزب الاصلاح وقياداته!
ومازالت الفرصة قائمة أمام الرئيس هادي ومن يقف معه بجدية وصدق الولاء لشرعيته في إعادة النظر من هكذا تحالف بات يشكل عبئا على الشرعية والتحالف العربي الذي يوشك أن يدخل تدخله العسكري في اليمن عامه الثالث ونائب الرئيس الأحمر يتهكم تطاولاً على الرئيس هادي على خلفية موقفه من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي! والأحمر يدرك جيداً أن الرئيس هادي قد ضاق ذرعاً به ولكن هل يدرك نائب الرئيس أن وزير الدفاع السعودي هو الآخر قد ضاق ذرعاً به! ولا أظنه لا يدرك ولكنه يناور ولسان حاله عاشت الزيدية ولتذهب الشرعية والرئيس هادي إلى......!!