أصبح كلما صُدر قرارًا من الرئيس "عبد ربه منصور هادي" يتضمن أبعاد شخص جنوبي مؤمن حق الإيمان بقضيته، وبحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وجهه نحوه بأنهُ غير جديرًا بالمنصب في حين تناسوا بأن أغلبهم -أن لم يكن جلهم- لم يثبتوا في منصب يذكر، ولم ينجحوا في أي عمل يوكل لهم، فهم فقط يستلمون المنصب، فيبدأ شغلهم الحقيقي الذي يجهله عامة الشعب، ولان معهم حلفاء لهم ثقلهم فهم قادرين على الاستمرار، لكن يكون مصيرهم في الأغلب أما نفيًا لخارج الوطن، وأما عيشًا في ذل… فالجنوبيون الذين استلموا مفاتيح السلطة في الثلاث السنين الآخيرة -وأقصد منذُ انتهاء الحرب التي شنها أنصار الحوثي وأتباع الرئيس السابق صالح في منتصف مارس_آذار 2015م- حيث لستُ مؤمنًا بمن كان في منصب ما أبان فترة حكم علي صالح، أو ما تبعتها من فترة أبان حكم الرئيس "هادي" منذُ 2013م، وحتى لجوأ الآخير للعاصمة #عدن، ومنها لدول الخليج، ليكون الجنوبيون هم من تحملوا تبعات المناكفات السياسية سواءً بين أنصار الحوثي والرئيس "هادي"، أو بين أنصار الحوثي ودول الخليج، أو غيرهما… فالجنوبيون هم من وقفوا في وجه أنصار الحوثي وأتباع الرئيس السابق صالح، وهم في أشدّ أزمتهم، فهم لم يكن بحوزتهم أدنى أمكانيات أو جيش أو سلاح، لكنهم لم يكن موقفهم السكوت والرضى بالواقع كما حدث في بعض المحافظات الشمالية، ليخوض الجنوبيون أشرس المعارك الذي من خلالها راح آلاف الشهداء، وجُرحى الآلاف كذلك، لينتصر الجنوبيون بفضلٌ من الله عز وجل، وبفضل رجال المقاومة الجنوبية التي ضمت جميع الفئات من رجال وشيوخ وشباب، وما أكثر الشباب الذين أستشهدوا، فرحمة الله عليهم، وجعل الجنة مأواهم… بعد الإنتصار العظيم الذي حققه الجنوبيون تقلد الشهيد العزيز "جعفر محمد سعد" -رحمه الله- منصب محافظ ل#عدن -وريتهُ لم يتقلده- وبدأ عمله بقوة وعزيمة، وكان سيحدث تغييرًا كليًا في العاصمة #عدن، وسوف ينتشلها من واقعها المأسوي الذي كانت تعيشه #عدن آنذاك لولا القدر الذي تربصه بفعل هؤلئك الخارجون عن الملة والدين... رحل "جعفر" فبكاء أغلب -أن لم يكن- جل الجنوبيين، وليحل محله "عيدروس الزُبيدي" وليرافقه زميله "شلال شايع" واللذان كانا في موقفًا صعب لا يُحسدا عليه، فأما أن يثبتا بأن الجنوب يمتلك رجال لها القدرة على إدارة البلد، وأما أن يفشلا، وفعلًا نجحا، وحققا ما لم تستطع عليه دول الخليج برمتها، فثبت الأمن في #عدن، بعدما كنا نعيش حالة من الهلعّ، ومسلسل الاغتيالات الذي لم ينتهي لولا تكاتف الجنوبيين بعضهما مع بعض، وليكن بالمعلوم بأنهُ لو كان الأمن لم يتحقق في تلك الحقبة الزمنية لكان الرئيس "هادي" في خبر كان؟!! بعدها رأى الرئيس "هادي" بأن مهمة "الزُبيدي" انتهت، وبقيت المهمة الأعظم والأسمى إلا وهي إيصال صوت هذا الشعب الأبي، فتم تشكيل مجلس انتقالي، ولا أخفيكم بأن المجلس الانتقالي ما تشكل وأًعلن إلا بعلم من الرئيس "هادي" ودول الخليج، ويقينًا منهم بأن هذا الشعب هو من أنتصر لهم أمام العالم -حيث الشعب لم ينتصر لهم بل انتصر وفز لأرضه وترابها النقي- وما أنتصار الجنوبيين في المحافظات الجنوبية إلا دافع قوي لتحسين صورة دول الخليج أمام العالم في التحالف العربيَّ الذي في اليمن… لسنا ضد قرارات "هادي" بقدرما نحن نتآلم بأن "هادي" لم يقدر هؤلاء الذين عملوا بإخلاص وتفاني، وحقق كلٌ منهم إنجازات على أرض الواقع، حتى وأن كانت بسيطة، لكنني لا أعتقد بأن "هادي" لم يقدر مجهودهم، وربما هناك سرًا عظيم وراء كلّ هذه التغييرات، والأيام القادمة ستكشف لنا ماذا يقصد "هادي" .