لن اتطرق للوضع السياسي والإقتصادي في عدن ، لأن الجميع يلاحظ الصراع الساخن فيها ويفهم أبعاده ويعرف حقيقة المتصارعين ومن ورائهم . لكن الذي أريد إيصاله في هذه الرسالة هو الجانب الأخلاقي المتعمد تدميره في عدن ، وعدن معروفة بطيبة أهلها وجمال أخلاقهم وتنوع سكانها وقابليتها للتعدد والتعاون ورسم لوحة بشرية متنوعة ليس من البلاد المجاورة فقط ، بل من قارات الدنيا . عدن تدمر أخلاقيا ، ومن صور تدمير الأخلاق في عدن - تحديدا - انتشار المخدرات والحبوب والحشيش بطريقة مخيفة ، ولم يقتصر هذا الإنتشار على الشباب بل تعدى إلى غيرهم ( وللحليم إشارة ) وقد وقفت بنفسي على هذا الواقع ، بل ترددت في كتابة هذا المقال شهورا طويلة حفاظا على سمعة عدن ، لكن بعد أن رأيت شبابا محترمين جدا سقطوا في هذا الوحل ، و تفاجأت أن بيع الحبوب لم يقتصر على الموزعين ، بل صار المقوتي موزعا ، ومخيط الأحذية موزعا ، وصاحب الركن موزعا ، وآخر الليل وأوله ومع شروق الشمس تأتيك الدواهي والراجع . ياناس .. ياطيبيبن .. يا أصحاب ضمائر .. ياسلطة محلية .. يا شرعية .. يامجلس انتقالي ياتحالف .. قولوا لنا من يسمح لأطنان المخدرات والحبوب تدخل عدن بطريقة مكشوفة ؟ ولماذا السكوت عن عصابات الترويج ؟ ولماذا لاتحاربوا التحشيش مثلما تحاربوا الإرهاب ؟ وكلاهما تدمير للأوطان والإنسان ، أم أن الحشيش والمخدرات لم يأت الأمر بمحاربتها ، لأنها قضية شخصية ؟ ويامكتب صحة عدن .. الا تعرفون أن كثير من الصيدليات تبيع الحبوب بلاتراخيص وبأسعار باهظة ؟ وأنتم ياسياسين وإعلاميين هل استوعبتم أن عدن تدمر أخلاقيا وأنتم تبقبقون خارج السرب ؟ أو لأن السياسة والأعلام لم يعودا ذا هوية وإنما بالمقابل؟ والله لئن سكت المعنيون عن هذه الظاهرة لتفاجأنا بواقع رعب جدا عما قريب، وسنسمع عن قتل الآباء والأمهات والإخوات والإخوة والجيران ، والسبب المخدرات والحبوب ، وقد بدأ هذا المشهد تلوح بوادره في الأفق . الحبوب في الجامعات ، والثانويات، والأسواق ، وتجمعات الشباب ، ومايحلى القات والمذاكرة إلا بها ، ولا نوم الا بها سؤال خطرني وأنا أكتب المقال ؟ لماذا لاتنتشر الحبوب والمخدرات في صنعاء ومأرب وحضرموت مثل انتشارها في عدن ؟ وبالمناسبة : يحكي أحد سكان المناطق الساحلية المجاورة لعدن عن تسهيلات لقوراب تأتي من البحر محملة مخدرات وحبوب إلى عدن . يا آباء .. يا مدرسين .. يا أئمة مساجد ( حافظوا على الشباب والأطفال وافتحوا لهم صدروهم وارحموهم واحتضونهم وراقبوهم من قريب ومن بعيد ) وأنت أيها الأب : لو تركت ولدك يتربى في الشارع لاتبكي بعدين إذا وضع السكين على رقبتك أو المسدس على جبهتك . وأنت ياعدن إلى متى ستشتكين وتبكين ؟ متى سيصحى محبوك وأهلك لإنقاذك ؟ لك الله ياعدن ( واحفظها بحفظك يارب )