كنا نتحدث في مجلس احد الاصدقاء الاعلاميين .. وكان هنالك ضيوف من مناطق شماليه وضيوف من مناطق جنوبيه،، وكعادة اي لقاء يستضيف الطرفين .. فمن الطبيعي ان يتم التحدث في السياسه بقليل من المزاح في البدايه، وكثير من الجدية في المنتصف الى النهاية. كان احد الضيوف الشماليين عضوا" في مؤتمر الحوار، فتحدث كثيرا" عن تجربة الحوار الوطني كما تحدث عن ايمان الشماليين بالقضيه الجنوبيه واختلافهم مع فكرة الانفصال، منتقدا" الجيل الجنوبي الذي كبر في عهد الوحده واصبح كارها" لكل ماهو شمالي دون ان يميز بين النظام السابق في الشمال وبين شعب الشمال. مستدلا" في ذلك الطرح على صفحات بعض الزملاء من الاعلاميين الجنوبيين في الفيس بوك ، مؤكدا" ان الشماليين يقوموا بمتابعة هذه الصفحات حينما يريدوا ان يعرفوا ما يدور بالجنوب من اخبار . كان هنالك مجموعة من الشباب الجنوبي الذين دافعوا عن القضية ولاموا نخبة الشمال على عدم الوقوف مع الجنوب وتطلعاته واتحادهم ضد مطالب الجنوبيين. بغض النضر عن كل ذلك وبغض النضر عما قيل في المجلس فما هو الا مجلس وانفض امره، لكن مابقي في راسي من ذلك المجلس هو اسماء اصحاب الصفحات من الزملاء ، وهم من الذين انضموا الى المجال اما صدفة او لكسب الرزق في مرحلة معينه فكانت موهبتهم الربانية سببا" سببا" في شهرتهم فاصبحوا بذلك اعلاميين ، كل ذلك طيب وجميل ولكن؟ غالبية اولئك الزملاء لم يتشربوا تفاصيل المهنه وحينما يتجهوا نحو الكتابه يستخدموا اساليب لا تتصل بالكتابة الصحفيه او الاخباريه او حتى التحليليه بصلة، كما ان لغتهم المستخدمة في الكتابه غالبا" ماتكون اما سوقية او انها عنصرية الى درجة مقززه فكيف بالله تكون نظرة المواطن الشمالي او حتى العربي نحونا حينما يقرأ ذلك الاسلوب الفض؟ سيقول قائل لا نهتم بمواطنيهم فنحن شعب متطلع للحرية والاستقلال والشموخ والى اخر ذلك من الكلام المطاط العاطفي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. ولكني سارد واقول نعم نحن شعب كذلك ولكن كيف نحقق كل هذه الكلمات ونجعلها واقع؟ كيف يمكننا ان نصل الى تلك الاهداف ونحن نخسر كل من لاينتمي الى جنسنا، كيف يمكننا ان نحقق الهدف ونكسر اعدائنا وعدونا يتفنن في شرخنا من الداخل بينما نحن نعجز حتى بكسب متعاطفين لقضيتنا يؤثروا يوما" بعد يوم على المجتمع الشمالي حتى يكونوا في يوم ما رأيا" عاما" مساندا" لتلك التطلعات ضد اعدائها هنالك. علينا ان نعي اننا في عالم تسكنه شعوب اخرى ، وهنالك محيط محلي و اقليمي ودولي من حولنا، وعلينا ان نتعلم كيف نجذب الناس الى قضيتنا بدل تفننا في تنفيرهم منها وتخويف الجميع من تلك التطلعات. علينا ان نخرج من بوثقتنا وخطابنا الموجه لبعضنا البعض وان نفهم كنخب اولا" كيف نخاطب الاخر كلا" بفكره ومنهجه، فاستمرار هذا الحال لن يصل بنا الى كرامة ولا الى طريق مستقيم بل سينهي كل شئ مثلما انتهت يوما" اليمن الديمقراطية الشعبية التي اخافت واوغلت بعداء جميع من حولها فانتهت ولم يأسف عليها غيرنا، افلا نغير من انفسنا ونسوق لقضيتنا باساليب يفهمها من حولنا ومن ثم العالم! ايا معشر الاعلاميين الذين لم يتشربوا فنون المهنه ، اتعبوا كثيرا" على انفسكم فانتم بمثابة سفراء للقضية فانصفوها، وعو اننا في عالم مترامي الاطراف وانكم متابعون فكونوا عند مستوى عدالتها.