حمار بائس وسط مكب نفايات في إحدى حارات الحوطة سيتي في لحج. مررت الآن من أمامه ورثيت لحاله، لحالي، لحالنا جميعاً في هذه المدينة البائسة الجميلة حتى في خرابها الأخير. هل هذه البلد هي حقًا الأم والأب، نعم ممكن ..! قد يقسو الوالدان على أبنائهم كثيرًا ، قد يضربان بعنفٍ أيضًا في أوقات لكن لن يسمحا للآخرين أن يهينوا أو يضربوا أبنائهم ، فلماذا تسمح أنت ياوطن !! أيها الحمار المسكين.. تحت هذه الشمس الحارقة، شكرًا لصبرك، لصمودك الأسطوري أمام جنون هذه المدينة، شكرًا لأنك سمحت لي بإلتقاط صورة لك ونشرها هل على حائطي الفيسبوكي. الى أين تمضين يا شيماء في هذه الظهيرة المجنونة ، ولماذا تفسبكين في الشارع، وكيف تصمدين بينما كل أشيائك الجميلة تنهار وتتداعى تباعاً ..! دعوكم من هذا المشهد الحزين، ماذا عن إشارة النت التي التقطتها أثناء المشي في هذه المدينة؟ لماذا سمحت لنفسي أن أدخل عبرها الفيسبوك، إنها سرقة..سرقة يافتاة... آه يا الهي ، كيف تجرأت أن أرتكب هذا الفعل الخاطئ !! إنني أطلب الغفران. لصاحب / صاحبة الإشارة أعتذر وبشدة..، سأعاقب نفسي جيدًا جرا ء ما ارتكبت، وسأمتنع عن دخول الفيسبوك لأسبوع كامل ابتداءًا من اليوم. أما أنت أيها الحمار المسكين.. إني أعتذر لك نيابة عن كل العبث والجنون في هذه المدينة. نيابة عن كل الأقدام المتعثرة التي تمشي بجانبك ولاتكترث بمعاناتك، لا بل تخنقك كل يوم بإلقاء نفاياتها حولك. لست وحدك المتألم بصمتٍ والمختنق بمختلف الروائح النتنة، كلنا جميًعا في هذه المدينة وهذا البلد نشاركك ذات المعاناة. ذلك الحبل الملتف حول عنقك هو ذات الحبل الملتف حول أعناقنا أيضًا. تلك هي العبودية التي استسغناها بشكلٍ مهين أمام ديكتاتورية الأوغاد وجبروتهم وأساليبهم المبتكرة دومًا في سلبهم الحياة. أيها الحمار المسكين هل أرثي لحالك .. لحالي.. أم لحالنا المشترك..آه لا أدري ؟! شيماء باسيد الأربعاء 12 اكتوبر 2017