بقلم: أبوبكر باخطيب ورد إلى بريدي الألكتروني هذا الحكاية التى شدتنى وأضحكتنى في نفس الوقت لما فيها من حال واقعنا العربى وبها مشاكل موجودة في مجتمعنا وواضحة للاعيان بها كل ما يحصل في حياة البشر لهذا أحببت أن أطرحها لكم . وليسمح لى كاتب المقال الذى لا أعلم من هو الذى تعطف وتلطف وأرسلها إلى بريد الألكترونى ولقد سعدت بها بأن أضيف بعض الأسطر من خيالى لعلى أوفق في توضيح ما نعيشه في محيط حياتنا . وسبب طرحى هو الخروج من المشاكل والأزمات التى نعيشها فنجعل هذه المقاله ترفية عن النفس . كأن يامكان في أحدى الأستطبلات العربية معشراً من الحمير . وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن فضعف جسدة وتهدلت أذناه وكاد جسدة يقع على الأرض من الوهن . فأدرك الأب أن وضع أبنه يتدهور كل يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك فأتاه على أنفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التى تزداد تدهوراً فقال له : مابك يابنى ؟ لقد أحضرت لك أفضل وأفخر أنواع الشعير .. وأنت لاتزال رافضاً أن تأكل أخبرنى مابك ؟ ولماذا تفعل ذلك بنفسك ؟ هل أزعجك أحد ؟ رفع الحمار الأبن راسه وخاطب والده قائلاً : نعم يا أبى .. أنهم البشر .. فدهش الأب وقال : لأبنه الصغير وما بهم البشر يا بنى ؟ فقال الحمار الأبن : أنهم يسخرون منا نحن معشر الحمير فقال الأب : وكيف ذلك فقال الأبن : ألم تراهم كلما قام أحدهم بفعل مشين يقولون له ياحمار أنحن حقاً كذلك وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار ونحن لسنا كذلك لقد اصبحنا سخرية غير مبالين بنا وبمشاعرنا . قال الأب : أنظر يابنى أنهم معشرالبشر خلقهم الله وفضلهم .. على سائر المخلوقات لكنهم أساءوا لأنفسهم كثيراً قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالاساءة .. فأنظر مثلاً .. هل رأيت حماراً في عمرك يسرق مال أخيه ؟؟ أو هل سمعت بذلك هل رأيت حماراً يشهد زوراً على أبناء جنسه من أجل مصالح شخصية أو أمتلاك أسطبل فاخر ؟ هل رأيت حماراً يشتكى على أحد من أبناء جنسه ؟ هل رأيت حماراً يضرب زوجته وأولادة ؟ هل رأيت حماراً من دولة عربية لايفهم كلام أخيه من دولة عربية أخرى ؟ هل رأيت حماراً عميل لدولة أجنبية ويتأمر ضد بلده ؟ هل رأيت حماراً يفرق بين أهله على أساس طائفى ؟ هل رأيت حماراً يشبه مايفعله اليوم من الساسه في الوطن العربي يشع أحدهم حقداً ولا يشبع من التفرقه والقتل في شعوبهم .. طبعاً لم تسمع بهذه الجرائم الأنسانية !! هل رأيت حمارررر يغلق الحدود ولا يسمح بدخول أبناء جنسه إلا بتاشيرة ؟ هل رأيت حماراً مرتشى وينهب الأموال في سبيل أنهاء معاملة من بعض الحمير ؟ هل رأيت حماراً يزور في الأنتخابات ويستولى على أستطبلات الحمير الأخرى ؟ هل رأيت بين شباب الحمير بطاله ومنحرفين وتجار مخدرات ويخزنون القات ؟ هل رأيت حماراً يحكم الحمير ويغتال المعارضين من الحمير ويزج بهم في السجون والمعتقلات ؟ هل رأيت بعض من شباب الحمير يسافرون إلى الدول الأخرى ويتسكعون في الملاهى الليلية وينفقون مئات الالوف من الدولارات على الراقصات والفنانين ويتنافسون فيما بينهم حباً في التفاخر ؟ هل رأيت حماراً يصرف كل موارد أسرتة المالية في شراء المخدرات وأستعمالها ويترك أسرتة تموت جوعاً ؟ هل رأيت أبناء الحمير مشردين في الشوارع يبعون المناديل الورقية في أشارات المرور أو يتسولون ؟ هل سمعت يوماً ما أن الحمير الأمريكية يخططون لقتل حمير العرب من أجل الحصول على الشعير؟ هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يسافرون إلى دول أخرى ويتسكعون في شوارعها ويجلسون في مقاهيها يشربون أفخر أنواع المعسل ويرسلون مسجات عبر الجولات لشباب حمير هذه الدول المقاهى ؟ هل سمعت بأن حمير دولة أفريقيا تفرض الوحدة على دولة حمير آسيا بالقوة ؟ هل رأيت للحمير مواقع الكترونية ينشرون الأخبار الكاذبة ويفتحون صفحات على الفيسبوك وتويتر من أجل معاكسة بنات الحمير ؟ هل رأيت ورأيت ورأيت يابنى ؟ ماذا أقول لك … أذن أطلب منك يابنى أن تحكم عقلك الحميرى وأطلب منك أن ترفع رأسى عالياً وتبقى كعهدى بك حمار أبن حمار واتركهم يقولون ما يشاؤن … فيكفينا فخراً أننا حمير لا نقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نشتم ولا نزج بالحمير لأخرى في المعتقلات ولا ندعى إلى الديمقراطية التى يتشدقون بها أبناء البشر بأقولهم وتصريحاتهم دون تطبيقها على أرض الواقع … أعجبت هذه الكلمات الحمار الأبن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول : نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي … سأبقى حماراً أبن حمار .