كثر أولئك الذين لا يرون في المشهد الا ذواتهم واكثر منهم من يعتقدون ان نساء الجنوب لم تلد غيرهم بل ان بعضهم يظن نفسه (فلتة) لن تتكرر مع انه لو راجع تاريخه ونظر الى حال الناس في الجنوب سيجد انه كان وبال على الجنوب واهله وان ما نعانيه اليوم كان نتاج تراكم سياسات كارثية اوصلتنا الى اللحظة التي نلعن فيها تاريخ كانوا جزءً منه.. الحديث ليس عن زعامات فقط ولكنه يمتد ليشمل اعوانهم ومستشاريهم وبطاناتهم وحاملي مباخرهم وحتى خدمهم. المجلس الانتقالي الجنوبي .. يسميه البعض (مجلس الضالع الانتقالي) ويسميه بعض اهل الضالع (مجلس قرية زبيد الانتقالي) ويسميه بعض اهل قرية زبيد (مجلس عيدروس الانتقالي) هذا مع ان المجلس الانتقالي يحمل المشروع الذي تنادي به كل قوى الثورة الجنوبية (مشروع تحرير واستقلال الجنوب العربي وبناء دولة جنوبية فيدرالية مدنية حديثة على كامل التراب الجنوبي تحمي مصالح الجنوب وتحترم وتتبادل المصالح مع الاقليم والعالم) فلماذا نطلق الاسماء التهكمية على المجلس الانتقالي الجنوبي طالما يحمل مشروعنا ويسعى لتحقيق اهدافنا.. ليس هناك من تفسير سوى ان البعض يرى نفسه فقط ولا يرى الجنوب العربي كوطن وهوية. لا يتحرج بعضهم من القول ان العميد ناصر الشيبة او الطيار ناصر السعدي (مثلا) ليسوا بمستوى تمثيل ابين، وبدورنا نسأل.. لماذا ليسوا بمستوى تمثيل ابين؟ .. لا ينكر احدنا ان هناك رموز في ابين كان لها باع طويل في ثورة الجنوب منذ انطلاق الحراك الجنوبي في 2007 يشار لهم بالبنان، لا استطيع ذكر اسمائهم خشية ان يسقط منى اسم أحدهم لكنهم هامات تتصف بكل الصفات التي تضعهم في الصدارة.. لكن هذا لا يعني ان ننكر على غير هذه الهامات ان تتصدر المشهد طالما كانوا على العهد.. ومن اعرفهم من هذه الهامات النضالية لم اسمع منهم اعتراضا.. هذا للامانة اقولها.. على ان هناك مشكلة في بعض مناطق الجنوب نعتذر عن تحديدها.. فبعضهم.. مثلا.. لم يستوعب ان الرئيس هادي اصبح رئيس دولة، وتوقف بهم الزمن عندما كان هادي مدير دائرة التموين في وزارة الدفاع في الجنوب .. وهذا النوع من عشق (الأنا) هو ما اوصلنا الى ما نحن فيه. يقرع بعضهم الطبول من ان المجلس الانتقالي الجنوبي ضد شرعية الرئيس هادي وهناك من يزفن على هذه الطبول المشبوهة او من فقد اصحابها البوصلة فهناك بون شاسع بين الفضاء السياسي الكبير الذي يقتضيه دور الرئيس وبين الدور السياسي الذي يتطلبه دور المجلس الانتقالي، فالرئيس هادي تقع عليه استحقاقات القوى الوطنية في العربية اليمنية التي تنشد دولة القانون واستحقاقات امن الجوار الاقليمي وما تقتضيه متطلبات دول العالم من شرعية قائمة معترف بها هذه اضافة على استحقاقات القضية الجنوبية، فيما المجلس الانتقالي الجنوبي تنحصر وظيفته السياسية في الشأن الجنوبي فقط، اقلها في مرحلة ما قبل اي حوارات قادمة ولا يستطيع اي مسؤول حكومي ينتمي للمجلس الانتقالي ان يمارس مهام تتنافى ومتطلبات الوظيفة التي يشغلها بقرار صادر من الرئيس هادي، وهكذا يتبين لنا انه لا يوجد حتى مجرد احتكاك بين دور الرئاسة والمجلس الانتقالي، بجملة اخرى، المجلس الانتقالي الجنوبي مظلة سياسية جنوبية تعترف بشرعية الرئيس هادي. سمعت الدكتور محمد حيدرة مسدوس يقول ان احد اهل السلطة في صنعاء سأله (ما هي اخبار تيار اصلاح مسار الوحدة) فرد عليه د مسدوس قائلا..(سحب الحراك الجنوبي البساط من تحت اقدامه)، ويقولوا في الامثال (لكل زمن دولة ورجال) فالاصرار على البقاء على راس المشهد في كل العصور يشكل ضداً لطبائع الاشياء وكبحاً لتطور اساليب وادوات المجتمعات في ادارة شؤونها، سلماً او حرباً، والمجلس الانتقالي يمثل نقلة اخرى في نضال شعب الجنوب، وهو جنوبي الهوى والهوية يغطي مساحة الجنوب ويشكل مظلة جنوبية سنكون بحاجة شديدة اليها في القريب العاجل، فلا تعطوا للمرجفين فرصة للنيل منه حتى لو كانت لنا بعض المآخذ فالكمال لله والاجماع ضرب من المستحيل.