انتصرت عدن ومُرغت خشوم من اراد لها الرعب بترابها ... الفاتورة كبيره ولكن عدن وامنها اكبر وتستحق التضحية...كل من استشهد واصيب يعرف انه داخل إلى مكان سيكون خصومه انتحاريين والشهادة وارده في اي لحظة...استشهد الكثير دون اسماء لكي لا نظلم احد فقد كانوا هم الابطال الحقيقيين لتحرير جزء غال من جسد عدن و رمزية من رموز أمنها ...الكل كان يترقب كيف سينتهي كل هذا الآلام .. نعم كانت ملحمة امة وسال دم طاهر من كل ربوع بلادي تدافع الأبطال للموت والذود عن عاصمتهم بكل بسالة من كافة صنوف ووحدات المؤسسة الأمنية والعسكرية والمقاومة. اختفى كل المراهقين والحاقدين واختفت كل الإختلافات البسيطة و ظهرت الحقيقة لشعب يدافع عن وطنه وعن عاصمته وعن كرامته ، اختفت كل الأمراض التي ضجت بها كل المواقع للفترة السابقة في تأجيج الانقسام وشق الصف الجنوبي وبقيت اصوات معركة جنود الحق لدحر الظلم والارهاب والتطرف .. كانت إدارة البحث مسرحاً لفصل من فصول التاريخ التي لن تمحى من ذاكرة الجنوبيين الماً ونصراً وفي المحصله انتصرت عدن رقم جروحها البليغه انتصرت القيم والعدالة والإنسانية .. نصرا مؤزراً معطراً برائحة عبق الحرية من دماء شهداء وطني.. اكثر من عشرون ساعة قاتل افراد الامن والمقاومة دون اي غذاء فقط القليل من البسكويت او الماء استشهد خيرة الرجال وبطونهم خاويه في قمة البساله والفداء ليجسدو حقيقة الجنوبي الغيور على وطنه ، وانني من هذه الكلمات البسيطه ارسل رسالة نداء لكافة ابناء شعبنا ان خيانة الوطن وخيانة دماء هؤلاء الابطال الذي استشهدوا وهم جوعى لهي وصمة عار في جبين كل جنوبي يظلم اخاه او يتهمه زوراً او يسفك دمه اوينهبه اويقلل من شأنه تحت اي مبرر ، وان هذه الدماء الطاهرة في عنق كل جنوبي يسيئ للجنوب (الارض والانسان) فكلنا جنوبيين والوطن يتسع لنا جميعا ولابد ان يتعايش الجميع فيه بسلام وود ومحبة.. استشهد الجندي صلاح العوذلي وهو يحمل سجين معاق لإنقاذه وبمجرد وضعة بالمدرعه اصابه قناص ليرديه ارضاً قدم روحه لانقاذ جنوبي معاق اقتحم الابطال الثكنات ولم يقولوا نحن بعد تقدموا بل قالوا نحن نتقدم وانتم بعدنا ووقت الصدام وجها لوجه. فجر الانتحاريين احزمتهم الناسفة ليرتقوا ابطالنا شهداء مقبلين لا مدبرين...استشهد سالم وحضر على قبره الوحيشي وعاد إلى ارض المعركة للثأر له واستشهد لاحقاً ...تقدم الشهيد القائد البطل علي جرجور ولم ينتظر وحدات متخصصه من الجيش او الامن لم ينتظر الاباتشي قال انا لها روحي فداك ياوطني فأرتقى شهيدا...هذا الرجل البسيط والقائد المقوار تقدم الشهيد سالم الجعيدي وهو لايحمل حتى بطاقة عسكرية ولم يقول لا شأن لي بل اتى معي ولأهم له الا ان تكون عدن بخير.. استشهد ظهري ويميني الشهيد خالد العولقي ووقت اصابته و سقوطه ارضا بعد الهجوم من احد الانتحاريين نظر لي نظرة الوداع ليقول لي ها أنا حافظت عليك وعلى وطني حتى آخر نفس لم يلقي بندقيته بل تشبث بها حتى النهاية كان بجانبه عدد من الشهداء مضرجين بدماء الحرية والشرف العسكري كانت لحظات لا يمكن ان ينساها التاريخ.. تقدم العقيد الشعيبي إلى قلب درج البحث الجنائي لم يفكر ان هناك انتحاريين او مكان مفخخ ولقي ربه بعد ان انفجر احد الارهابيين...قمة البساله هذا الرجل لو املك الامكانيات لوضعت له تمثال امام إدارة الامن يخبر الاجيال ان هذا الرجل من الاساطير التي لايعرفها احد فظهر كالقمر المنير في الليلة الظلماء.. اخيراً ستبقى عدن مقبرة للغزاة الطامعين وسيبقى شبابها سداً منيعا لكل الاحلام البائسه و لكل طامع وغازي وارهابي وحاقد...ستبقى الجنوب حرة كبيرة يسودها الحب والتسامح والتعايش وستبقى عدن جوهرة المدائن تضيء وتزهوا بامجادها وتزداد لمعانا في احلك الظروف واصعبها . الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى..