ما ان تشاهد الاخبار حتى ترى بان الوجوه الحزبية هي التي تتصدر المشهد اليمني تحليلا وتعينا بل وحتى تفكيرا حيث بات اكثر ضيوف النشرات الاخبارية هم من الحزبيين الفارين الى بلاد الشتات بحثا عن الهرب من عدوا كانوا بالامس القريب يصنف ضمن خانة الشريك او الحليف السياسي اذ لم تعد الحزبية مقياس العمل الوطني الشريف المستند للمبادئ الوطنية النبيلة ونصرة الحق . بل على العكس تماما حيث اصبحت الحزبية هي الفيزا كارد التي بموجبها يقرب الشخص او يهان لم تعد الكفاءة العلمية او المهنية معيارا للتعين بل ان هذا الحزبي المعين في منصب حساس ياتي بكل الحزبيين الموالين لحزبه ليتصدروا المشهد لترى نفس الوجوه التي عصفت بحال البلد هي نفسها من يتم تسويقها كبضاعة وحيدة لادارة البلد، لا مكان فيه لاحترام الدماء التي سالت والا اعتبار لهدف التضحية التي قدمت في سبيل استعادة الحق . ومنذ ايام قلائل ونحن نلحظ رغبة القيادة السياسية لخلافة الزعامة الحزبية التي خلفها رحيل الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي، حتى ان بعض رجالات الحزب الهاربين لم يصرحوا بمبايعة القيادة الشرعية التي ما كانت لتتأخر في منحهم المناصب وتغدق عليهم بالاموال ومع ذلك التزموا الصمت،علما ان القيادة الشرعية كانت المبادرة الى خلق كيان موازي للقيادة الحزبية ولازالت تستند عليه الى اليوم فلماذا تنتظر المبايعة لها من العناصر المؤتمرية التي ظلت موالية للرئيس السابق؟ ان مسلك القيادة الشرعية وحكومتها يستلزم اعادة النظر في شكل التحالفات السياسية والاعتراف بان الوطن اكبر من ان يستوعبه حزب واحد والابتعاد عن الوجوه الحزبية ذات الافق الضيق والانتهازي والتفكير الجدي في الاستفادة من التجارب السابقة التي كانت فيها الحزبية هي سببب المأساه والعمل على الاستفادة من كل الطاقات المهملة او المبعدة وعدم حصر نفسها في دائرة حزبية ضيقة تعيقها عن الحركة المرنه وتقيدها بما تمليه عليها مصلحتها الحزبية الضيقة فلا يجوز الحديث عن دولة اتحادية صاغتها الاطراف الحزبية واسقطتها الانتهازية الحزبية