شاع الفساد في بلادنا ومدينتنا المسالمة #عدن، وشاع قانون الغابة الذي ينص على أن يأكل القوي الضعيف، ويُسلب فيه ابسط الحقوق وأقلها التي ذُكرت في كتابنا الحكيم #القرآن الكريم، وحث عليها أعظم الخلق محمد بن عبد الله الصادق الأمين. وكدت افقد اليوم ابسط حقوقي وأقل ما يمكن لأي إنسان في هذه المعمورة ان يحصل عليها، فقد فقدت أهم شيء في أي إنسان ألا وهو شعوري بالأمان وانا اسير في مدينتنا المسالمة، والأدهى اني فقدت الأمان وأنا اسير في عز النهار ! بل كدت اقع في فخ لا اعلم مصيره، ولا نهايته، وكدتُ أفقد حياتي، أو لنخففها ولنقل ممتلكاتي الشخصية، ولولا ارادت الله قبل كلّ شيء لما كنتم تقرأون هذه السطور الان! نعم حقًا هذا ما حدث.. ففي ظهيرة يوم السبت 6 يناير_كانون_الآخر 2017، وتحديدًا عند الحادية عشرة ظهرًا خرجت من المنزل كعادتي كلّ يوم وكنت على وشك ان اصعد الباص الذي سينقلني الى فرزة الباصات التي تقودك إلى مديرية خورمكسر الساحلية، ولكن انتابني فضول لم يأتينا من قبل بضرورة تجربة ان اختصر المسافة، فأوقفت دراجة نارية طالبًا من صاحبها ايصالني إلى جولة 22 مايو، وفور وصولي الجولة لمحت باص أسود اللون مركونًا بجوار الجولة زجاجاته يملؤها ما يسمى ب"العاكس"، فقتربت منه فإذا بي ارى فيه ثلاثة أشخاص كلٌ منهم عريض الجثة طويل المنكبين احدهم شعره طويل وهو السائق الذي يبدو وانهُ يتشبه بالكفار - أو هو يتشبه فعلًا - فيما اثنان احدهم قصير القامة لم ارى ملامح وجهة جيدًا، فيما الثالث الذي يجلس في مؤخرة الباص لم ارى لا طوله ولا ملامحه، فقط احسست انه يتمتع بعضلات ضخمة، وملامح شرسة تنمّ عن انحطاط في استعراضها، وكأنما نعيش في غابة لا مدينة يملؤها حيوانات لا بشر ! سألت السائق "هل ستذهب إلى خورمكسر ؟"، إجابني بالبداية بلا، ومن ثم تراجع سريعًا - بعدما همس له أحد اصدقائه اللعينين الثلاثة - وقال "اطلع". صعدت الباص وجل تفكيري بما سيأول إليه ما أنا ذاهب بشأنه، وبعد مرور دقيقة إذ بالسائق يرفس المكابح (البريك) ليُغلق باب الباص بقوة، فلم اعر الموضوع اهمية، أما حين مر سريعًا بجوار شخصين كانا يريدان الصعود معنا فقد انتابني قلق فقط، وتسألت لماذا لم يتوقف لهما، فإجابني السائق "مستعجلين !". واصلنا المضي في طريقنا وسمعت اصوات حديد تتلاطم مع بعضها البعض تصدر من الشخص الذي في الخلف الذي قام بمناولت الشخص الذي بجواري شيء لمحتهُ بنص عيني بأنهُ "خنجر"، فعلًا هو "خنجر"!. حينها اضطربت بحق، وشعرت بخوف شديد، ولم يكن لديّ خيار آخر إلا محاولة الخروج من الباص بأي طريقة كانت، ولحسن الحظ وصلنا إلى امام محطة #سوزوكي وقبل أن نصل للنقطة العسكرية هممت بفتح الباب دون شعور واغلقته بقوة، ونزلت امشي بسرعة متوسطة الخطى، وانا لا اعلم ماذا يدور حولي، واتجهت مسرعًا باتجاه افراد النقطة العسكرية استنجد بهم فتفاجأت بالعسكري الذي لا يتجاوز عمره العشرين سنة يقول لي "ماذا افعل لك ؟". حينها شعرت ان الجميع تخلى عني، فقررت مواجهة هؤلاء الثلاثة الحمقى، فلتفت فإذا بالباص يهرول مسرعًا هاربًا من النقطة، وربما ادرك ان أفراد النقطة سيقومون بايقافه، والقبض عليه، والحمد لله انها جأت هكذا. هكذا تحوّلت مدينة عدن التي كنتُ أسير في شوارعها في الساعة الثانية ليلًا وأنا أما أشعر بالسعادة أو الحزن، أما اليوم فقد اختلف كلّ شيء، فأنا اسير في شوارع ذات المدينة وفي الظهيرة وأشعر بالخوف والقلق الشديدين..؟!. يا الله ما الذي تغير لتتحول هذه المدينة المسالمة الى هكذا صورة مقززة؟ أهي ذنوبنا التي كثرت؟ أم انهُ ابتلاء وامتحان من الله عز وجل؟ لكن لا بد من وضع حل جذري لهكذا اشخاص حمقى خارجين عن القانون والاعراف، وكسر شوكتهم وجبروتهم، وإيقافهم عند حدهم الحقيقي كي لا يتطاولوا مرةً آخرى؛ فهذه المرة جأت بي وغدًا ربما بواحدًا منكم. يكفي عبث بسلام وأمن هذه المدينة المسالمة وسكانها المسالمين، ويكفي زعزعت أمنها وسكينتها التي عُرفت بها منذُ آلاف السنين