بدأت قناة الجزيرة بالهجوم على دولة الامارات و بث سمومها، و التقط الحبل إعلام الاصلاح للترويج لنفس الموضوع الا و هو ان الامارات حولت أرخبيل سقطرى اليمني إلى أرض إماراتية خارج حدود الإمارات، تشرف أبوظبي على القوات العسكرية فيه و لديهم مناطق عسكرية مغلقة. و الغريب ان الامارات لها تواجد عسكري مماثل في مأرب، و لكن لم تتجرأ الجزيرة و تابعيها بإتهام الامارات بأنها تحول مأرب الى ارض إماراتية. و بعد إدعاء قناة الجزيرة، و إعلام الاصلاح ضد الامارات كثر الحديث عن سقطرى من بعض الإعلاميين الذين يرون ان دولة الإمارات تحتل سقطرى، و زاد الطين بلّة ان أخ من ابناء الإمارات تحدث عن علاقة قبائل اماراتية بأرخبيل سقطرى، و ان هناك إختلاط بين القبائل في الامارات و هناك تزاوج، و لكنه لم يدعي ابدا ان الجزيرة إماراتيه، او ان أهلها من ابناء الامارات، قد يكون بالغ في الكلام عندما قال "ترابطنا ليس وليد اليوم، و يحتاج لمجلدات حتى نفسرها، و التاريخ كبير"، و السيد جمعة الجنيبي لم يشر الى اي مرجع تاريخي، و انما كان يتحدث بالعاطفة، و لكن الأقلام السيئة التي تسيئ للإمارات ارادت ان تعمل من البحر طحينة كما يقول إخواننا المصريون. و لكن لا أحد ينكر الحقائق ان هناك من ابناء الامارات، و خاصة عند رواج تجارة البخور و اللؤلؤ، قد ذهبوا الى سقطرى، و كانوا يتنقلون من اماراتهم قبل تكوين دولة الامارات العربية المتحدة، و اعرف انا شخصيا رجال من ابناء الامارات ذهبوا الى سقطرى و تزوجوا هناك، و بعد ذلك عادوا بزوجاتهم السقطريات الى الامارات. و حتى يخرس المزايدون فلم تصرح اي جهة رسمية في الامارات بإرتباط سقطرى بها تاريخيا. و بالمثل استمعت لتصريحات لبعض الأشقاء العمانيين الذين يقولون ان سقطرى كانت تحت الحكم العماني، و للأمانة انا لم اتفحص هذه الفترة التاريخية، و لكن إذا كان العمانيون قد إحتلوا سقطرى الجنوبية، فلا يعني انها اصبحت عمانية..!! و الا كنا قلنا ان كل الجنوب إنجليزي بحكم إحتلال بريطانيا للجنوب لأكثر من قرن. الخلاصة ===== عُرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة , و لذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة . وارتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت أمَّا في العصر الحديث فكان ارتباطها بسلطان المهرة. و نظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة و الجغرافيين القدماء، و استمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية. احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م. لهذا و بالمنطق لا اعتقد ان اشقائنا في الامارات او اي من دول التحالف او حتى اشقائنا في سلطنة عمان في نيتهم استقطاع اي جزء من اراض الجنوب، و ما هي الا مناكفات سياسية تهدف الى ان تنسينا فشل الشرعية في إدارة الجنوب.