لن يكون يوم ال 13 من يناير في حياة الجنوبيين من كل عام ، إلا ذكرى للتصالح والتسامح الجنوبي ، والتي فعلا قد كان كل الجنوبيين عند كلمتهم في تحقيق هذا المبدأ على مستوى الواقع الجنوبي ، الذي شمل كل الأرض الجنوبية ، متجاوزا كل خلافات وصراعات الماضي الجنوبي ، إلى درجة عظيمة ، عندها لن يستطيع أي أحد أن يستثمر تاريخ هذا اليوم في محاولة بائسة منه إذكاء أي صراع جنوبي جنوبي مستقبلا ، فقد تحولت ذكرى هذا اليوم في حياة كل الجنوبيين إلى معلما بارزا يعبر عن اصالتهم في تسامحهم و تصالحهم الذي أرتقى إلى النظر فيما يكون مفيدا لهم ولوطنهم وانتصارا لعدالة قضيتهم . إلى يومنا هذا والفشل هو النتيجة الوحيدة التي كان يحصدها كل الذين راهنوا بسياستهم وبدعمهم السخي إلى إذكاء صراع بين أبناء الجلدة الجنوبية الواحدة ، مستغليين بذلك الحدث الجنوبي الوحيد ، الذي لم تدم أحداثه لأكثر من 15 يوما، الذي ألتئم جرحه سريعا بما لحقه من عفو عام شامل . نظام المقبور صالح ، بسلطته وعتاده وأمواله ومن كان من رجاله المختارين عنوة ، قد فشل فشلا ذريعا في ضرب الجنوبيين بعضهم ببعض، ومن بعده لن يكون مصير تلامذته الذين تدربوا على يديه ، الصاغيين لأقواله، المنفذون أوامره ، الذين ألفوا مد أيديهم لأخذ عطاياه، ممن صاروا اليوم يتكلمون باسم حكومة الشرعية في عدن ، لن يجنوا غير فشلهم وخيبتهم أيضا أن هم ساروا على نهج معلمهم الأول "صالح" في محاولة منهم التحريض و التحريش بين الجنوبيين وتذكيرهم بأحداث قد عفى عنها الزمن ، واندثرت ومنذ الوهلة الأولى تحت أقدام ثورة الحراك السلمي الجنوبي . وما النجاح الذي تحقق للجنوبيين منذو التأسيس الأول لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي إلى اليوم وما يكون له كذلك في المستقبل ، إلا دليلا واضحا أن جميع الجنوبيين السائرون في هدف استقلال الجنوب أن نفوسهم قد صفت تجاه بعضهم فعلا وحقيقة ولا خوف عليهم ، كما يدل أيضا على أن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الأصيل قد كانت له مقومات ، جعلت منه نموذجا ناجحا . ومنها أنه قد رد كل الخلاف الجنوبي الأول الذي نتج عنه 13يناير 1986م إلى نظام لم يكن مناسبا أبدا لمقومات هويتنا الجنوبية ، كالعروبة و الأسلام. ومن مقوماته أيضا التي جعلت منه مبداءا تصالحيا تسامحيا جنوبيا أصيلا وناجحا، أن زمن تأسيسه قد جاء والجنوب يرضخ تحت أحتلال حاقد ، حاول بشتى الوسائل تضييع الهوية الجنوبية ، فما كان من رجال الجنوب المناضلين المخلصين الذين توافقوا على تأسيس مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، وشعب الجنوب كافة، إلا أن يخلصوا ويصدقوا في ذلك حتى يستطيعوا إرجاع وطنهم المسلوب وتحريره . ومن ذلك أيضا أن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، قد شهده جيلا جنوبيا جديدا كان هو شرارة الثورة الجنوبية ووقودها، لم يكترث لماضي نظام الجنوب و لا لخلافاته وصراعاته وأحقاده القديمة ، فاتحا صفحة جديدة بين كل أبناء الجنوب ، يجمعهم هم واحد فقط ، هو استقلال الجنوب و سيادة أبناءه عليه. و مما يجعل الجنوبيون يفرحون ويسعدون بذكرى تصالحهم وتسامحهم في 13يناير 2018م، هو أن كل رهانات ومؤامرات أعداء الجنوب في الإيقاع بين الجنوبيين قد سقطت و أنهزمت على هذا المبدأ العظيم ، وأيضا ما كان لهم من الانتصارات التي تحققت والتي كانت من الله كنتيجة حتمية لتمسكهم القوي بمبدأ تصالحهم وتسامحهم ، كطرد كل قوى الأحتلال الحوثية العفاشية، وتكوين كيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي خطى ومازال يخطو بثبات وبحنكة وبرؤية استراتيجية نحو أعلان دولة الجنوب .