قاتل الجنوبيين بشراسة ضد القوى الانقلابية الغازية للجنوب فكانت جموعهم على الأرض تُقاتل دفاعاً عن أرضهم، وعن حقهم المشروع في استعادة دولة الجنوب. قاتلو تحت راية الجنوب، ولتحقيق هدف الجنوب، فتحررت محافظات الضالع وعدن ولحج وأبين في وقت وجيز، لم يتعدى الأربعة شهور إجمالاً، وهي التي كانت محط تمركز قوات الانقلاب. تحررت محافظات الجنوب وعادت الحكومة إلى عدن وجدت الشرعية لنفسها موطئ قدم لم تُسهم فعلياً في إيجاده. للجنوبيين مشروعهم التحرري الهادف لاستعادة الدولة الجنوبية وهو المشروع الذي كان الدافع الأول في قتالهم للمليشيات الانقلابية وللشرعية مشروعها الداعي لتأسيس دولة اتحادية عاصمتها صنعاء. عودة الشرعية إلى عدن كان للجنوبيين اليد الطولى فيه لم يكن الهدف من قتالهم عودة الشرعية بقدر ما كان مجابهة العدو الغازي لأرضهم. وحين عادت إلى عدن لم يُمانعوا في هذا. وجود الحكومة في عدن يُفترض به أن يكون سبباً في عودة الحياة الطبيعية إلى عدن وسائر المحافظات الجنوبية وتطبيعها بشكل كلي كونها الأرض التي احتضنت وجودها وعلى ترابها تتحرك الشرعية. لم يحدث شيئاً من هذا فلا هي بالتي عملت على تطبيع الحياة في عدن ولا هي تحاشت الاستفزاز الدائم للجنوبيين في أمور لم يكن لها من داعٍ. للجنوبيين كامل الحق في الخروج ضد الحكومة ولهم الحق حتى في مطالبات خروجها من عدن ولهم الحق في مطالبهم الساعية لاستعادة الدولة الجنوبية. يقف الجنوبيين أمام مفترق طُرق فلا يُمكنهم القبول بمشروع يستنقص حقهم في استعادة الدولة كاملة السيادة ولا يمكن أن يتركوا التحالف في منتصف الطريق. وما بين هذا وذاك موقفهم واضح في الوقوف مع التحالف حتى القضاء على التواجد الحوثي، وعدم إغفال هدفهم في السعي لاستعادة الدولة الجنوبية. بعد ثلاث سنوات الحرب يتساءل جنوبي أليس الشرعية ترى في عاصمتها صنعاءوعدن ليست سوى "عاصمة مؤقتة" فلماذا لا تسعى الشرعية بجدية لاستعادة عاصمتها.