خرجت الافاعي من جحورها .. ونشرت سمومها المتعدد لتنال من لدغاتها حقدا وقتلا وتدميرا .. احالوا نهارها الى ظلام مرعب تقاتل ألأحبه والأخوة الاعداء على النهب والهيمنة والاستلاب . وكان شبابنا وقودا لهذا الصراع ليناير اخر دامي امهات تبكي وأرامل طحنها هذا الوباء السرطاني القاتل القابل للتوسع والانتشار المريع فمات في احشائهن الامن والامان وحب الحياة والعيش بكرامة وسلام. لقد حذرنا من هذا الاحتقان وقلنا مرارا كفى لعبا بالنار ولا تجعلوها حربا دامية نحو مزيد من الاشلاء و الاكفان والادمان السادي التدميري لنحر ما تبقى من وطن . وها نحن نراكم تتقاتلون وتسفكون دماء اعز ما نملكه من شباب غارق في اوحال قذارتكم وسوء افعالكم المريضة. ان غياب الوعي وفقدان الامل وضياع البوصلة لتحديد المسار.. ظل ولازال يشكل انحدارا شاملا لمفهوم الدولة وانسياقا خلف مخطط دامي ابطاله جنوبيين بامتياز . فمن قاد هذه الاحداث الدامية واشعل فتيلها هي قوى كتخلفه وظلاميه تحركها بيادق غير وطنيه لمشروع واضح المعالم وخطط صارت مكشوفة للعيان.. لمزيد من التمزيق و التدمير والتناحر المستمر.. استكمالا لخارطة مرسومه الابعاد منذ آمد بعيد. ها هو يناير الدامي ينهش اجساد شبابنا فتتناثر اشلاؤهم على الجدران .. فهلل البعض بانتصارات ساحقه لمشروع أبطاله خارج التاريخ.. ولن تهدأ انفس وقلوب والجموع المتألمة لهذا الصراع الدامي مادام رموز هذه الاحداث تتلذذ بنشوة انتصارها الغاشي الدموي رافعة الهمم نحو مزيد من الدماء والتدمير واحراق المراحل للوصول الى سده للزعامة و الفخامة واعتلاء كرسي ملوث بدماء وجثث اريقت على مديح هذه الزعامة الملعونة. فهل تستحق عدن منا هذا الدمار والدماء المسفوكة على قارعة الأرصفة والحارات والشوارع؟!!. هل يستحق شبابنا هذا الغياب الجهنمي للوعي وسحق المفهوم والادراك الحقيقي لهمومنا و الآمنا؟!! الا تكفي حفرا للمقابر ودفن احلامنا وسط هذه الدماء والدمار والتجهيل الممنهج؟!!.