كلمة "عدن الغد" لايختلف اثنان على ان مدينة عدن تعيش ومنذ 3 أشهر مخاضا ثوريا عظيما عم اليمن لاحقا لكن كان لعدنالمدينة والأرض والإنسان شرف إطلاق إشارة البدء لأجل تدشين ثورة الرفض للظلم والتوق إلى حياة عادلة كريمة .
دائما وابداً عرف ان الظلم لايولد إلا الرفض المطلق له وعدن كغيرها من مدن اليمن عامة والجنوب خاصة نالها من الظلم الكثير وحينما انتفضت عدن في السابع من يوليو 2007 ولاحقا في ال16 من فبراير كانت تعلن رفضها المطلق لعقود من الظلم .
رغم الإشادة المطلقة لحركة الاحتجاجات الحاصلة في عدن وكونها حق أصيل لكل إنسان لايمكن لأي قوة سياسية أو مفاهيم أو رؤى ان تنتزعه إلا ان الكثير من الأمور والقضايا والظواهر والأحداث التي صاحبت هذه الاحتجاجات كان يجب التوقف عندها ومعالجة الكثير من الأخطاء التي سادت اليوم في عدن وهذا واجب الجميع في هذه المدينة.
ثمة أمور كثيرة في عدن يجب على كل محبي هذه المدينة التوقف أمامها ورص الصفوف لأجل مواجهة كل السلبيات التي رافقت الاحتجاجات الشعبية حتى أنها أصبحت هما وعبئا ثقيلا على كل حالم بوطن جديد تسود فيه قيم الحرية والعدالة والمساواة وهذا هو حلم الناس جميعا .
خلال عقود ماضية ولا نبالغ ان قلنا قرون كانت "عدن " بأهلها وناسها ومجتمعها المدني وحضارتها العظيمة السباقة في تعليم الآخرين أصول الاحتجاج السلمي والتعبير بكل طرق التعامل المدني والرفض للعنف والتخريب وهكذا ساد الانطباع عند الآخرين عن عدن وأهلها حتى صارت واحة للتعايش الديني والعرقي والسياسي فقبل فيها اليمين باليسار والشرق بالغرب والمسلم بغير المسلم.
هذه المدينة اليوم تذبح من الوريد إلى الوريد ولن نزايد ان قلنا بان من يذبحها غالبا هم أبنائها وأهاليها وسكانها وليسوا احداً سواهم، فمن خلال تعاملنا مع حركة الإحتجاجات في "عدن الغد" بتنا نعرف ونرى بأم أعيننا الكثير من الظواهر السيئة التي لايمكن قبولها بأي شكل من أشكال الاحتجاج.
عدن اليوم بحاجة إلى وقفة الجميع صفا واحدا أمام الظواهر السلبية الكثيرة لعل أهمها التدمير الذي تتعرض له الكثير من الشوارع وأعمدة الإنارة والأرصفة وغيرها الكثير الكثير بحجة الاحتجاجات ومثل هكذا أعمال هي مرفوضة جملة وتفصيلا مهما كانت المبررات .
ثمة شيء أخر وهو إطلاق الرصاص الحي خلال حفلات الأعراس فبعد ان كانت حفلات الزواج العدنية لايسمع فيها إلا دنانات أغاني محمد سعد عبدالله واحمد بن احمد قاسم ومحمد محسن عطروش وغيرهم صرنا لانسمع إلا زخات الرصاص العشوائي الذي بات مصدر قلق للكبير قبل الصغير في هذه المدينة.
المؤسف له انه فيما عدن تدمر وتنهب وتزحف حركة البناء العشوائي ويسود منطق العنف والقوة فيها نجد اغلب الكيانات السياسية والهيئات والمنظمات تتسابق لأجل حجز مقاعد والإعلان عن كيانات وهمية باسم هذه المدينة والكل اخذ يتصارع في هذا السياق وتركوا المدينة لأيادي الفوضى والعبث.
لقد استغل الكثير من ضعاف النفوس غياب الأمن في عدن واخذوا يجولون ويصولون وينهبون ولو ان هنالك تفعيل جدي من قبل الكيانات الشبابية للجان الشعبية التي أعلن عنها بداية الاحتجاجات ماشاهدنا شيء من كل هذه الظواهر .
عدن اليوم تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها وفيها تتخلق من جديد مابين مراحلها السابقة ومرحلة الانطلاق الجديدة صوب فضاءات أكثر اتساعا ومايحدث من أخطاء وسلبيات وفي حال عدم معالجتها والوقوف بحزم أمامها فإنها يمكن ان تكون جزء أساسي من ملامح عدن خلال المرحلة القادمة ومثل هكذا تشكل لن يكون إلا بائسا .
على الجميع اليوم كيانات سياسية وشبابية وأحزاب ومنظمات وأهالي رص الصفوف في عدن وتوحيد الكلمة ووقف العبث الذي تتعرض له المدينة والاتفاق على صيغة موحدة للإحتجاج السلمي وبما يضمن تعبيرا صحيا ونموذجيا عن المطالبة بالحق .
على كل ساحات الاحتجاج في عدن والكيانات السياسية العمل بمبدأ القبول بالآخر ورفض ثقافة الإقصاء والعمل ضمن كيان واحد يجعل نصب عينيه الحفاظ على الممتلكات العامة ومواصلة الاحتجاجات بالطرق السلمية ووقف تمدد الظواهر السلبية بما يحفظ لعدن جمالها ومدينتها .