ظاهرة البناء العشوائي في عدن بالتحديد انتشرت وبكثرة خلال هذه الفترة بسبب غياب تام لمؤسسات الدولة والجهات الرقابية امتدادا لانتشارها الاول في عهد نظام صالح بسبب الوساطات والمحسوبية وايضا بسبب ثقافة الاستحواذ وامتلاك اكبر قدر من الأراضي في أماكن عامة وعلى الطرق الرئيسية والفرعية لم يكن في حسبان أكثر المتشائمين بأن تصبح عدن مثل ما هو حالها الان تشويه لمعالمها وشوارعها وطرقاتها من قبل العديد من اللصوص والمسؤولين الذين اصبحوا هم العدو الحقيقي لهذه المدينة , تأخير الدولة في وضع حلول لهذه الظاهرة وصمت منظمات المجتمع المدني حول ما يجري من عبث ونهب وتقسيم الاراضي والحدائق والمتنفسات العامة يساهم بشكل كبير في توسع هذه الظاهرة الدخيلة علينا . لم يكتفي هؤلاء في البناء العشوائي خارج الشوارع الرئيسية بل اصبح البناء في قلب عدن كريتر والمعلا وخور مكسر والمنصورة والممدارة حتى ان وصل الخراب والعبث في بناء وتقسيم عده اراضي في صهاريج عدن المكان الذي يعتبر معم كبير في تاريخ عدن .
السؤال المطروح اليوم كيف سيكون مستقبل ومصير هذه المناطق السكنية العشوائية ذات الشوارع الضيقة وعدم وجود تخطيط سليم المفتقر للمتنفسات العامة والمدارس والمساجد والمجمعات الصحية , بالتأكيد ستكون مشكلة كبيرة مستقبلا للقاطنين بهذه المدن وحتى طرق معالجة العشوائي بعد زمن سيصعب ولن يتغير من الواقع شيء اذا لم تكن وقفة حكومية ومجتمعية حول هذه الظاهرة التي تهدد مدننا ومجتمعنا وضع حلول عاجلة لهذه المشكلة سينهي بطش وفساد لصوص الاراضي ويقلل من انتشار ظاهرة الاستحواذ التي اصبحت اليوم في واقعنا مبسطة للكثير .
نرجو أن تصل هذه الدعوات الى الجهات المختصة ويتم النظر لها بعين الاعتبار سمعنا قبل أشهر حملات بدأت تحارب العشوائي في التواهي والمعلا وبعض الأماكن وتوقفت دون معرفة الأسباب .