مكاتب البريد تقدم خدمات كثيرة للمواطن ، منها تسديد فواتير الكهرباء والماء والهاتف، وصرف المرتبات للمتقاعدين المدنيين والعسكريين أو موظفين الدولة ، و مع قرب نهاية كل شهر نرى المترددين على مكاتبها من المتقاعدين يزدادون ، للسؤال عن موعد استلامهم لمرتباتهم ،التي خرجوا بها من مشوار عملهم ، مع إعتمادهم الأساسي عليها، إذ لا يوجد مصدر رزق أخر لأغلبيتهم ، وما يسد حاجتهم وأهلهم ، و البعض يستلم اليسير من المبالغ أقلها 25 ألف ريال يمني ، وهي لا تفي متطلبات هذا الزمان ، و لا ننسى مع كبر سنهم بعضهم يعاني من أمراض مستعصية و مزمنة أو أسرهم . وما حز في نفسي كثيراً إن بين هؤلاء المتقاعدين لا يستطيع حمل نفسه،ويسير متكأ بعصاه أو على قريب له ، ومنهم ينقلوا على كرسي متحرك ، أو سيارة أجرة ،وحالتهم تدمع العين وتوجع القلب ، لا يريد منهم توكيل إبنه أو قريبه ، ولا نستغرب في ذلك لان البعض غير أهلاً للثقة في تفكير المتقاعد ، ولا نلومه لان الكبير تفكيره أخر و لنأخذه على رغبته بذلك ، وهو يحب يتشبث بخصوصياته ،أو يظهر للآخرين انه لا يزال قادرا على الحركة والسير ، وان كانت بمشقة ومضرة عليه في بعض الأحيان . يا سادة ياكرام ما لفت نظري لحال إخوتي وإبائي المتقاعدين من الجنسين في مكتب بريد التواهي ، وتعبهم في الوقوف بطوابير طويلة وخصوصا في الأيام الأولى لصرفها ، وحزت في نفسي تلك المشقة ، وهل هذه مكافأة وتقدير لهم بنهاية خدمتهم ،منهم من علمنا وخدمنا في أي مصلحة خدمية أو إدارية و بكل إخلاص وتفاني ، و تسألت لماذا مكتب بريد التواهي يفتقد تقديم الخدمة الطيبة لأهلي وأحبتي فيها بتوصيل مرتباتهم التقاعدية إلى منازلهم ، حيث حرصت قيادة مكتب بريد محافظة عدن تقديم خدمة إنسانية ، تهدف إلى إنهاء معاناة المتقاعدين من كبار السن والعجزة والمرضى من الانتقال من مساكنهم إلى مكاتب البريد، لاستلام مرتباتهم نهاية كل شهر حرصا منها في ذلك بتوصيلها لمنازلهم ،وهي خدمة متميزة لأولئك المتقاعدين الذين افنوا أعمارهم في خدمة الوطن. شفقت على حال كبار السن في منطقة التواهي ، وسألت لحظتها مدير بريدها ،لماذا لا تعملوا بخدمة التوصيل للمنازل؟ ، رد : " ليس هناك إمكانية لعدم توفر موظفين للقيام بهذه المهمة". أنا لم أجده عذراً مبرراً ، فحملت السبت الماضي 8 اكتوبر همي هذا إلى الأستاذ عبد العظيم القدسي مدير عام بريد منطقة عدن ، واستقبلني بكل ترحاب و أصدر توجيهاته السريعة لمكتب بريد التواهي ،بكتابة إعلان يدعوا كبار السن و العجزة او المرضى من المتقاعدين المدنيين ، أن يتقدموا بطلباتهم لتسليم مرتباتهم الشهرية إلى منازلهم ، و مدون فيها إسمهم وعنوانهم الواضح ،لكي يصلهم عامل البريد المختص إلى منازلهم ، ومجانية هذه الخدمة دون دفع أي مبلغ للعامل . كم سعدت لتجاوب الأستاذ عبدالعظيم القدسي لذلك ،و أتمنى من جميع إخوتي وأبائي أو من يقوم برعايتهم سرعة التقدم لإدارة بريد التواهي بطلباتهم تلك ،وهذا أبسط عرفان و تقدير لهم أسعى له ،بخدمة مكفولة وطبقت في أكثر من مديرية بعدن. وعلى أمل تحقيقها قريبا في مكتب بريد القلوعة للتخفيف من متاعب مستحقي المعاشات من كبار السن والعجزة أو المرضى الغير قادرين على الحركة أو بمشقة وجهد يصلوا البريد لاستلام معاشاتهم الشهرية .