عندما نتحدث عن المرأة فلابد أن نقول لجميع الفتيات والنساء فلقد كرم المولى عز وجل الرجال وجعل منهم الأنبياء ولكن اختص النساء بأن اختارهن أمهات الأنبياء فما أعظم من ذلك تقدير. إنها الأنثي ذلك المخلوق الرقيق الحساس صاحبة القلب الحنون فمهما بلغت قوتها فهي بالنهاية مرهفة المشاعر وفي ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالقوارير) والتشبيه بالقوارير لأن القارورة من السهل أن تكسر وفي ذاك الحين يصعب إصلاحها هكذا المرأة حين يجرح قلبها يكون وجعهها شديد الألم. وعلى النقيض فبرغم رقتها وضعفها بحكم تكوينها الأنثوى فإن لديها عقل يملك في بعض الأحيان دهاء وحسن تخطيط باستخدام كيد النساء الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى (إن كيدهن عظيم) مقارنة بقوله (إن كيد الشيطان ضعيف) ومن ذلك ندرك أن كيد النساء أقوى وأعظم من كيد الشيطان هكذا قال رب العالمين. والجدير بالذكر هنا أن نلقي الضوء على دور المرأة في تولي الحكم وكيف تعاملت مع هذه المسئولية فنجد الملكة حتشبسوت التي تولت عرش مصر في العصر الفرعوني وخلال عقدين من الزمن حكمت فيهما حتشبسوت وساهمت بدورها في خلق مقومات الحياة وبناء الدولة كما ازدهرت الحالة الاقتصادية وعم الرخاء على الشعب أثناء حكمها كذلك اهتمت بالجانب العسكري، بناء الجيش والأسطول الحربي. ولا ننسي ذرك بلقيس ملكة سبأ وقصتها مع سيدنا سليمان عليه السلام التي ذكرها القرآن. ونرى في تلك القصة حكمة هذه المرأة وخوفها على بلدها من الخراب حينما جمعت وزارءها ومستشاريها ليشاركوها الرأي في ماذا تفعل مع سليمان كي لا يدخل هو وجنوده إلى بلادها ويدمروها ولعل القليلون الذين يعرفون قصة المخترع أديسون عندما أرسلت معلمته رسالة معه إلى أمه وكان محتواها بأن الطفل ضعيف الفهم ومطرود من المدرسة ولكن الأم قرأة الرسالة على طفلها بشكل مختلف فقالت له أنك شديد الذكاء والمدرسة ليس لديها معلمون أكفاء للتدريس لك وسوف أقوم أنا بهذه المهمة. هذه هي المرأة صانعة الأجيال على مر العصور وفي مختلف الحضارات أما عن مكانة المرأة في الإسلام فقد كرمها هذا الدين وأمر بإعطاءها حقها في الميراث بعدما كانت لا تورث وتعامل عاملة غير آدمية لا تليق بها كأنثي. وجعل الدين الإسلامي لها حقوق وحضي على حسن التعامل معه وانزل الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز سورة النساء تكريماً للمرأة وعلواً لشأنها.