بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    الفريق السامعي: الاتفاق الذي رعته مسقط خطوة نحو فتح آفاق اوسع للحوار وانجاز للدبلوماسية الباحثة عن الحلول    محمد عبدالسلام يكشف حقيقة الاتفاق مع أمريكا    ترامب يعلن عن ايقاف فوري للعمليات العسكرية في اليمن والمشاط يؤكد ان الرد سيكون مزلزل    صنعاء .. وزارة الصحة تصدر احصائية أولية بضحايا الغارات على ثلاث محافظات    إداناتٌ عربية وإسلامية للعدوان "الإسرائيلي" تؤكدُ التضامنَ مع اليمن    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    اليمنية تعلن عدد الطائرات التي دمرت في مطار صنعاء    اليمنية تعلن تدمير ثلاث من طائراتها في صنعاء    الاضرار التي طالها العدوان في مطار صنعاء وميناء الحديدة    الكهرباء أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد وصيف عدن يصب الزيت على النار    سحب سوداء تغطي سماء صنعاء وغارات تستهدف محطات الكهرباء    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 52,615 شهيدا و 118,752 مصابا    البدر: استضافة الكويت لاجتماعات اللجان الخليجية وعمومية الآسيوي حدث رياضي مميز    المجلس الانتقالي وتكرار الفرص الضائعة    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    رئيس مؤسسة الإسمنت يتفقد جرحى جريمة استهداف مصنع باجل بالحديدة    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    إسرائيل تشن غارات على مطار صنعاء وتعلن "تعطيله بالكامل"    سلسلة غارات على صنعاء وعمران    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    حكومة مودرن    ريال مدريد يقدم عرضا رمزيا لضم نجم ليفربول    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    المناطق التي شملتها الأمطار أمس وتوقعات اليوم    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    ودافة يا بن بريك    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقوق المرأة في الإسلام... تكتبها: رمزية الإرياني
نشر في نبأ نيوز يوم 18 - 07 - 2008

كل الشرائع السماوية قد جعلت الأصل في الرسالة هو المساواة بين كل المجتمعات الانسانية, ودين الإسلام دين المحبة و العدل و التسامح ساوى بين المرأة والرجل في كل الحقوق والواجبات, يقول تعالى: ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) (1).
وساوت الشريعة الاسلاميهة بين الرجل و المرأة في جميع شؤون الحياة الرئيسية بحيث راعت الدور التكاملي بينهما فمنحها الله التكريم الإنساني بدون تمييز قال تعالى: ( ولقد كرمنا بني ادم)، بني ادم، امرأة ورجل دون تمييز.. ويقول تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ). وهذه الآية تؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة, فقد خلقهما الله سبحانه وتعالى من نفس واحدة وأصل واحد إضافة إلى حسن المعاملة والمودة بينهما.
قال الرسول صلى الله علية واله وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لاهلى"؛ ويقول عمر بن الخطاب: " متى استعبدتم الناس وقد ولتهم أمها تهم أحرار " .
إن الشريعة الاسلامية قد حفظت للمرأة المسلمة حقها في الحرية ألاقتصاديه والاجتماعي والسياسية والتعليمية، فقد شاركت المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم والصحابة في الحياة السياسية والاجتماعية وألاقتصاديه, كما إن الرسول صلى الله عليه واله وسلم بارك مشاركه المرأة حتى في الحروب التي خاضها المسلمون ضد المشركين. قال سبحانه وتعالى: ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات وا لصائمين و الصائمات والحافظين فروجهم و الحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) صدق الله العظيم .
كما جعل الله تعالى, المرأة شريكه الرجل في الدعوة وفي تسيير الحياة الاجتماعية , ودعمهما الى عمل الخير والابتعاد عن الشر وقد شاركت النساء في بيعه الرسول صلى الله عليه واله وسلم وفي الهجرة الأولى والثانية.
يقول تعالى في كتابه الكريم: "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله ولا يسرقن ولا يزنين لا يقتلن أولادهن ولا ياتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم " صدق الله العظيم.. وما تلك الآية إلا تأكيد على مشاركه المرأة في الحياة السياسية.
وهناك حوار جريء بين الرسول وصلى الله عليه واله وسلم وهند بنت عتبه وقت المبايعة, قال عليه السلام " بايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا قالت هند: وكيف نطيع من يقبل منا ما لم يقبل من الرجال , فقال عليه السلام "ولا تسرقن" فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح, واني أصبت من ماله هنأة فما ادري أتحل لي أم لا ؟ فقال أبو سفيان وكان حاضرا: ما أصبتي من شئ فيما مضى فهو لكي حلال, فضحك الرسول صلى الله عليه واله وسلم , ثم قال لها: إنك لهند بنت عتبه, قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبى الله عفا الله , عنك , فقال عليه السلام: ولا تزني , فقال : أو تزني الحر ؟ ! فقال: ولا تقتلن أولادكن، فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا, فأنت وهم أعلم "مشيرة الى مقتل ابنها حنظله يوم بدر". ضحك عمر بن الخطاب , وتبسم الرسول صلى الله عليه واله وسلم وقال: ولا يأتين ببهتان, فقاتلت: إن البهتان لأمر قبيح , وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق, فقال: " ولا تعصينني في معروف فقالت: و الله ما جلسنا مجلسنا هذا وفى أنفسنا أن نعصيك في شئ.
كانت مبايعة النساء مبايعة منفصلة عن الرجال للتأكيد على مسؤولية المرأة عن نفسها ( فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) صدق الله العظيم.
كما أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد استشار زوجته أم سلمه يوم صلح الحديبية فأشارت عليه مشورة صائبة فعمل بها وحلت بموجبها المعضلة.
وقد روى في صحيح البخاري أن النساء اجتمعن وقلن للرسول علية الصلاة والسلام: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما في لقائك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن بالمعروف.
( كما أن للمرأة الحق في الاحتجاج وإبداء الرأي ) فقد شاركت في الخلافات السياسية في عهد علي ومعاوية. وهناك امرأة اعترضت عمر بن الخطاب عندما فكر في تحديد المهور فقالت المرأة: الله يقول ( وان أردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم أحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتانا وإثماً مبيناً ) سورة النساء 20 فتراجع عمر وقال مقولته المشهورة "أخطأ عمر وأصابت امرأة".
كفلت الشريعة الاسلاميهة الحرية السياسية وحق الوظائف للمرأة والرجل فكليهما مسؤول أمام الله عن قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يقول تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليا بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله وأولئك سيرحمهم الله أن الله عزيز حكيم)، (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم) صدق الله العظيم سورة التوبة 71 72 .
إن للمرأة المسلمة الحق في المشاركة في جميع الحياة السياسية والاجتماعية فنساء المؤمنين بايعن الرسول في مكة " بيعه العقبة الكبرى: وهاجرن مع المسلمين الى الحبشة والمدينة وشاركن في الحروب, فالدين الإسلامي قد ضمن للمرأة كل حقوقها إذا توفرت شروط الكفاءه, كما أن الشريعة الإسلامية لا تقر التمييز على أساس الجنس ألا فيما يتعلق بالفروق الطبيعية بين المرأة والرجل وهي فروق بيولوجيه يترتب عليها تحقيق غاية استمرار الجنس الإنساني.. كما أن التطابق الكامل في الشريعة الاسلامية غير موجود للأسباب البيولوجية ذاتها والخاصة بالأسرة , وفي الميراث وفي القوامة , وهذه الفوارق لا تميز الرجل عن المرأة وإنما اقتضتها الأدوار حتى لا يظهر خلل اجتماعي وقد قص القرآن على المسلمين قصه ملكه سبأ التي قادت قومها الى الأيمان و الهداية بحكمتها وذكائها. فقد جاء في سورة النمل قوله تعالى ( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ) (32) سورة النمل, وقال تعالى: ( قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعه أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وألوا باس شديد والأمر إليك فا نظري ماذا تأمرين ) (33) سورة النمل. وقد دعاها سليمان عليه السلام إلى الإسلام ونهاها عن الاستكبار والعناد ونصحها بالدخول في دين الله الحنيف, وبعد تفكير متأني قررت التخلي عن وثنيتها والاستجابة لدعوة سليمان وتدخل في دين الله قائله ( قالت ربى أني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) سورة النمل (44).
روى عن عمر بن الخطاب انه ولى امرأة من المدينة اسمها شفاء على سوق المدينة وولاها قضاء الحسبة في السوق, وكانت كلمتها نافذة على أهل السوق رجالا ونساء, تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدل وتمنع المخالفات.
الرسول صلى الله عليه واله وسلم جعل عائشة مناصفة لها في شرح وتفسير الدعوة, فقد قال للمسلمين والصحابة: " ذو نصف دينكم عن هذه الحميراء".
ونجد أن القرآن الكريم قد كرم المرأة و أعطاها حقوقا وواجبات متساوية مع الرجل بل وحث على حسن معاملتها قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) سورة البقرة ( 228).. وهذا دليل على أهميه المرأة في أي مجتمع من المجتمعات الانسانيهة, فلها من الحقوق و عليها متن الواجبات ما يقره الشروع ويفرضه القانون.
أن جميع الشرائع السماوية قد أكدت على دور المرأة وقدرتها على تحمل جميع متطلبات الحياة العملية والتعليمية كما أن الإسلام قد دفع بها إلى الخوض في معترك الحياة الدينية و الدنيوية وحثها على المشاركة في جوانب الحياة السياسية و الاقتصادية مثلها كمثل الرجل, فقد تساوت المرأة المسلمة في الحقوق والواجبات, مع الرجل منذ فجر الإسلام وارتكزت الدعوة المحمدية على المساواة بينما نجد المرأة في الشعوب الأخرى لم تنل حقوقها الأبعد كفاح مرير وأول دعوة لتعليم المرأة في ارويا كانت في القرن الخامس عشر عندما صرخت كرستين دونبيرات مطالبة بالسماح للنساء بالتعليم.
أما المرأة المسلمة فقد حثها الرسول على طلب العلم بل وجعله فريضة منذ بداية الدعوة ( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) وقال علية الصلاة والسلام: من كان له ابنتان فعلمها وأحسن تعليمها وأدبهما وأحسن تأديبهما كانت له سترا من النار قالوا وان كانت واحدة يا رسول الله قال وان كانت واحدة. وقال تعالى (فاستجاب لهم ربهم إني لا أضع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) صدق الله العظيم الله سورة عمران 195.
وخاطب القران جميع المؤمنين والمؤمنات ( وقل اعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ليس لأحد أن يجعل رأيه دينا وتوجهه عهدا على الأمة الإسلامية التي حثها الله ورسوله على العلم والعمل وعلى المرأة أن تتعلم وتتثقف لتتمكن من تحمل مسؤولياتها التثقيفية وتوعية المجتمع بالمساواة الاجتماعية بين المرأة والرجل بما جاءت فيه الشريعة الإسلامية وبأن الأصل في الشريعة الإسلامية هو الإباحة ومن المحزن انه فرض على المرأة الجهل والتخلف والظلم باسم الدين ونسبوا تفسير لنصوص دينية بمفاهيم متوائمة مع مفاهيمهم وفندوها من منظور ضيق غير منطقي بسب تعلمهم السطحي وعدم التعمق في معاني القران الكريم والتشبث بالأحاديث الضعيفة الركيكة.
كما أن الحقائق التاريخية والاجتماعية الموروثة التي كانت تقوم على التفرقة في الحقوق والواجبات الحياتية بين الرجل والمرأة فقد حولت الواقع المعاصر إلى نظريه شرعيه بدعوى أنها مستمدة من النصوص الإسلامية.
أن الدين الإسلامي قد اوجب كشف الوجه في الحج وفي الصلوات كلها ورأى الرسول عليه الصلاة والسلام الوجوه سافرة في المواسم والمساجد والأسواق وما روى عنه قط انه أمر بتغطيتها فهل المتفقهون أكثر غيره على الدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وإذا كانت الوجوه مغطاة فمما يغض المؤمنون أبصارهم.
كما جاء في القران الكريم ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم أن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) سورة النور 30 31 ، خاطب الله سبحانه وتعالي المرأة والرجل على حد سواء، وهذا دليل قاطع على كشف وجه كل منهما فحث كل منهما على غض البصر.
أما فلاسفة المسلمين أمثال ابن سيناء والفارابي وابن رشد فقد نادوا بضرورة تطبيق ما جاءفي القران و السنه ومنح المرأة كل حقوقها التى ذكرها في كتابه الكريم وأكد عليها الرسول الكريم. وبان على علماء المسلمين أن ينصفوا المرأة من ظلم المجتهدين وغيرهم من المدعين فقد وصف ابن رشد عصره بالمجتمع الظالم لظلمه للمرأة وكان يردد قول النبي لي الله عليه وسلم: ( النساء شقائق الرجال ) والشريعة الإسلامية قد وضعت إحكاما أساسيه وعادله بين الرجل والمرأة وتركت بعض الاحكام النصوص للاجتهاد حسب ظروف الزمان والمكان ولم تميز بين الرجل والمرأة إلا بالتقوى، كما أنها تراعي التكامل في الحقوق والواجبات.
أن السلوك الحضاري والاجتماعي والعادات المتوارثة تؤكد على أن الإسلام قد جعل العدالة متساوية بين المرأة والرجل وحبب في التعارف والتواصل بين الشعوب قال تعالى (يا أبها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ) صدق الله العظيم سورة الحجرات 13.
جعل الله سبحانه وتعالى الجميع سواسية ولا تفاضل إلا في العمل الصالح سواء كان ذكراً أو أنثى فهو أفضل وأكرم عند الله.
جعل الله العقوبة الجنائية متساوية في الشريعة الاسلامية وما يحدث في بعض القوانين من تشديد العقوبة على النساء والتساهل مع الرجال خاصة في القضايا الجنائية والأخلاقية لا علاقة للشريعة الإسلامية بذلك فالمسؤولية الجنائية متساوية..
قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) أل عمران.
إن الحقائق الرئيسية في المنهج الإسلامي تجاهلتها المجتمعات العربية والإسلامية وأهدرت الشريعة الإسلامية خلال المسيرة التاريخية للامه الإسلامية وخاصة في القرون الثلاثة الأخيرة. يقول الشيخ محمد الغزالي نريد للصحوة الإسلامية أمرين: أولهما البعد عن الأخطاء التي انحرفت بآلامة؛ وأذهبت ريحها وأطمعت فيها عدوها والأخر إعطاء صورة عمليه للإسلام تعجب الرائين وتمحو الشبهات القديمة وتنصف الوحي الإلهي.
هناك أحكام قرآنية ثابتة أهملت لأنها تتصل بمصلحة المرأة لقد اتخذ من النصوص القرآنية حجة مبررة في تعدد الزوجات بدون قيد أو شرط وبدون مراعاة لمشاعر المرأة وإنسانيتها ودون تفكير بالمشاكل التي تحدث بين الأولاد والأسرة.
ولو تمعنا في الآيات الكريمة التي تدل على تعدد الزوجات لوجدنا أنها قد وضعت شروطا ملزمه تضمن حقوق الزوجة أو التخلي عن التعدد بل منعت التعدد حال فقدان شرط العدل. قال تعالى: ( وان خفتم إلا تعدلوا فواحدة )، وفي أيه أخرى: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) صدق الله العظيم النساء 129، وان كان العدل في الآية الثانية عدل القلب وهو مالا يحاسب عليه الشرع لان فوق الطاقة ما لم يؤثر على العدل الأول في النفقة والإقامة وما سواه من الحقوق الزوجية.
كما ساوت الشريعة الإسلامية بين المرأة والرجل في التكليف والعبادة، يقول تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات) صدق الله العظيم الأحزاب 35. كما إن الإسلام جعل أصل المساواة في ما يوافق طبيعة كل من المرأة والرجل لان لكل منهما الإمكانيات والقدرات الخاصة والتي توائم الحياة الاجتماعية والأسرية.
جعل الإسلام المرأة شريكة للرجل في الأسرية وجعل هذه العلاقة مبنية على المودة والرحمة، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) صدق الله العظيم الروم 21.
كما كرم المرأة ومنحها شخصيتها المستقلة ولم يفرق بينها وبين الرجل يل ساوى بينهما، وهذا هو الأصل في الوجود الإنساني المشترك بين الرجل والمرأة دون إن يفرط ويطغى شريك على أخر.
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ( وللرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن )، و(إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض).
الجميع سواسية في العمل والكسب وحق التعليم والعمل والتملك والمرأة ألمسلمه لم تناضل قط في الحصول على حقها في التصرف في ممتلكاتها ولم تكافح لتنال حقها في التوقيع على عقود البيع والشراء ولم تحرمها الشريعة الإسلامية من حقوقها المالية فقد فصلت الشريعة الإسلامية بين الذمة المالية للرجل والمرأة ومنحتها حرية التصرف والتملك ولم تضعها في مكان التابع بل كرمتها ورفعت مكانتها وخاطبها الله سبحانه وتعالى، كما خاطب الرجل ( والمؤمنون والمؤمنات والمؤمن والمؤمنة والطيبون والطيبات وهكذا ) وهذا دليل قاطع على عدالة الشريعة الإسلامية والإيمان المطلق بما جاء به القران الكريم دون تأويل أو تحريف.
ومع ذلك نرى وبعض المسلمين يخرجون على المرأة الخروج من بيتها للعمل ويرون في كشف وجهها خروجاً على الشرع مع أن عدد كبيراً من العلماء لا يرون باساً في كسف وجه المرأة وكفيها وجندوا أنفسهم لإيجاد تفسير وتأويل للآيات ألقرانيه الواضحة ليسخروها لتحجيم المرأة ومنعها من العمل والتعليم ووضعها داخل أطر دينية بحسب أهوائهم لتقييد حركتها، وحرموا عليها وأحلوا ما يريدون.
إن مسئولية المرأة في الحياة الاجتماعية أكبر من مسئولية الرجل.. كالحمل والولادة والتربية. ولذا فقد وجب على الرجل كفالتها ورعايتها وحمايتها. وعلي الرجل توفير سبل العيش للأسرة ويقع عليه أيضا توفير الحماية والأمن (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما") (1) النساء.
تلك أولوية واقعيه عملية لأنها لا تقتضي درجة في القيمة الإنسانية والأفضلية للرجل هنا ليس لكونه رجلا إذا إن للمرأة مثل الذي عليها بالمعروف, وإنما الدرجة هنا تعني ما أشارت إليها الآية الكريمة, وناصفها ولم ينقص من مكانتها, ولم يجعلها ذات حظ أدني من الرجل بل كرمها وأنزل بما يحفظ لها كيان أسرتها وقد أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم في خطبه الوداع بالنساء خيراً، فقال: ((استوصوا بالنساء خيراً فأنهن عندكم عوان)) 2
الخلط بين التراكمات الثقافية والاجتماعية والدينية للثقافة الاجتماعية دور كبير في التنمية السياسية وهي عامل مؤثر في فهم معني الديمقراطية والحياة النيابية كما أنها تحدد مفاهيم دينية مغلوطة لها دور كبير في تحجيم أدوار المرأة في الحياة العلمية والعملية وتضفي صبغة دينية لكل الموروث حتى يصبح محللا أو محرماً دينياً.
كما أن التراكمات الموروثة تؤثر سلبا" علي أدوار المرأة في المجتمع وعدم تمكينها من المشاركة المستقلة عن الرجل وعدم ممارستها حرية التعبير وإبداء الرأي.
إن العادة الاجتماعية التي تفرض وتصدر قرارات قانونية من وحي العادات المتوارثة تعكس آثاراً خطيرة ليس علي الأسرة والمجتمع فحسب ولكنها تؤثر سلباً علي المشاركة الاقتصادية والسياسة للمرأة. ولذا فتقاليد المجتمع وأعرافه هي التي تحدد مميزات المرأة المسلمة وتحدد أدوارها السياسية والاجتماعية وتفرض فرضيات اقتصادية واجتماعية وتوزع الأدوار السياسية والقوانين النافذة غائبة كليا عن تلك الأدوار وكذا الشريعة الإسلامية الصحيحة.
فقد أجمع المسلمون في زمن النبي (ص)على شرعية صلاة النساء في المساجد مكشوفات الوجه والكفين, وأجمعوا علي إحرام النساء بالحج والعمرة كذلك مكشوفات الوجه والكفين، وهذا يعني أن السفر والطواف والصلاة والوقوف بعرفه ورمي الجمرات في وسط ذلك الزحام الشديد حيث الرجال والنساء معاً دونما حرج ولا سوء ظن.
واجمعوا على بيعتهن كما بايع الرجال، وهاجرين الهجرتين مع الرجال وأول شهيد في الإسلام كان امرأة هي سمية ( أم عمار بن ياسر)، وفرض عليهن العلم وطلبه وكم من نساء جلسن مجلس العلماء في الرواية والفقه والأدب! وخرجن مع الرجال للجهاد وقاتلن كما يقاتل الرجال مثل نسيبة بنت كعب وخوله بنت الأزور وغيرهما.. وكم يداوين الجرحى ويسقين الماء ويعددن الطعام في حياة النبي (ص) وبعد موته، وكن يخدمن الاضياف، ويقاضين الرجال، ويعترضن على الخلفاء، ويتاجرن في الأسواق، ويعلمن في البيوت والحقول، ويحكمن في السوق في الخلافات بين التجار .
وأجاز بعض الأئمة تزويج المرأة نفسها وغيرها، وأجاز لها تولي القضاء، ولم يكن شيء من ذلك يتم من وراء حجاب إلا ما كان من أزواج النبي (ص) بعد نزول أية الحجاب الخاصة بهن، وبالنص الصريح، وبتعليل الحكم ولفظها خاص لا عام.
* رمزية الارياني- رئيسة اتحاد نساء اليمن، واتحاد النساء العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.